الأمين: 600 صيدلية أقفلت أبوابها بشكل نهائي.. ونحذر من أزمة مع تراجع المخزون الدوائي

على وقع فراغ حكومي مستمر وانهيار اقتصادي يشتد يوماً بعد آخر، بدأت التحذيرات المحلية والدولية من انعكاسات الأزمة النقدية والاقتصادية الكارثية في ​لبنان​ تُترجَم ميدانياً مع انحدار البلاد إلى الفوضى الشاملة، وتعذّر على أكثر من نصف السكان الوصول إلى احتياجاتهم الغذائية الأساسية، نتيجة انهيار قيمة العملة الوطنية، والارتفاع الحاد في معدلات ​الفقر​ والبطالة.

وعلى وقع الانهيار، عادت الأزمة في القطاع الدوائي للواجهة، مع تنفيذ الصيدليات ​إضراب​اً غير مسبوق ليوم واحد، قضى بالإقفال التام على جميع الأراضي اللبنانية.

التزمت الصيدليات بالإضراب العام، وأرجعت ذلك للظروف الاقتصادية ​القاهرة​ وتفلت سعر صرف الدولار في ​السوق السوداء​، وفقدان الدواء وحليب الأطفال.

ويُعَدّ الدواء بالنسبة إلى كثيرين أهمّ من الغذاء، وفقدانه أخطر من فقدان ​الخبز​ بالنسبة إلى من يحتاجه ومن تتوقف حياته على تناوله.

​نقيب الصيادلة غسان الأمين​، حذّر في مقابلة مع “الاقتصاد”، من تفاقم الأزمة التي تعصف بالقطاع، والخسائر التي تسببت في إقفال مئات الصيدليات و​هجرة​ الصيادلة إلى خارج لبنان.

وأشار الأمين، إلى أن جعالة الصيدلي اليوم هي بالليرة اللبنانية وبسعر 1500 ليرة للدولار، إذ إن الصيدلي لا يقوم بتحديد سعر الدّواء، بل تقوم وزارة الصحة بتسعير ​الأدوية​ على أساس موحّد بين جميع الصيدليات، ويتم تحديد جعالة من ضمن سعر الدّواء.

وأضاف: “الجعالة موضوعة على سعر 1500 ليرة، وقبل الأزمة كانت تدر مردوداً يُمكِّن الصيدلي من دفع نفقاته التشغيلية، وإذا كان الربح يبلغ 3 ملايين ليرة، فإنه يعادل ألفي دولار في حينها، أما اليوم فالمبلغ يساوي 200 دولار فقط، ولا يكفي لسداد النفقات والمصاريف”.

وبحسب الأمين، فإن “الصيادلة تعرّضوا لظلم كبير من جرّاء انخفاض سعر الأدوية، فالصيدلي لا يستورد ولا يسعّر الدواء من تلقاء نفسه، بل يلتزم تسعيرة الدولة و​وزارة الصحة العامة​، وبالتالي لا يملك هامش ربح. وطريقة خفض الأسعار عشوائياً وبشكل سريعٍ جعلته يصرف من مخزونه وأرباحه، ولم يعد يشتري الأدوية بكميات كبيرة، وهذا ما سبّب كذلك الفقدان الذي نعيش أزمته اليوم”.

وأكد أن الصيدليات لم تلجأ إلى الإغلاق أو الإقفال العام يوماً، ولكن في ظل الواقع الحالي، فإن الصيادلة و​جودوا​ أنفسهم في واقع يُحتِّم عليهم اللجوء إلى هذا الإجراء الرمزي.

كم بلغ عدد الصيدليات التي أقفلت أبوابها منذ بداية الأزمة؟

“أكدت شركات توزيع الدّواء، أن نحو 600 صيدلية أقفلت أبوابها بسبب أزمة الدّولار، إذ إن الواقع المأزوم الحالي تسبب في هجرة عدد من الصيادلة أيضاً.

والمشكلة هنا، أن الصيادلة لا يبلِّغون النقابة بقرار إقفال الصيدليات، في ضوء الأعباء التي يواجهونها حالياً.

وإضراب اليوم يُعدُّ رسالة للمسؤولين، بوجوب التنبه للوضع القاتم، واتخاذ إجراءات سريعة تضمن الأمن الدوائي.”

أين أصبحت خطة ترشيد دعم الدّواء؟

“خطة ترشيد الدّعم أُنجزت منذ 3 أشهر، وكان من المفترض أن تتبناها الحكومة، خاصة بعد تشكيل لجنة وزارية لإنجاز الخطة، والتي أقرتها ورفعتها للحكومة. وللأسف، فإن رئيس الحكومة المستقيلة ​حسان دياب​ لا يريد اتخاذ قرار بهذا الشّأن ويهدف لترك هذا الملف إلى الحكومة المقبلة، إلا أن الوضع الحالي لم يعد يحتمل والهيكل قارب على الانهيار.

وفي آخر التطورات، تفاجأنا بدعوة لاجتماع غداً الجمعة، بهدف مناقشة خطة ترشيد دعم الدواء برئاسة حسان دياب، ونأمل أن يشهد الاجتماع إقرار الخطة التي ستخفف العبء عن القطاع، وتؤمن حلاً لأزمة انقطاع الدّواء.”

مخزون الصيدليات

“مخزون الصيدليات تعرّض لضربات متتالية إذ شهدنا منذ حزيران 2020، عندما أطلق ​حاكم مصرف لبنان​ تصريحاً حول التوجه لوقف الدّعم عن الدّواء، تهافت الناس على شراء وتكديس الأدوية، وهو ما أثر بالمخزون سلباً، وتسبب بتناقص مستواه، وهذا الواقع مستمر اليوم ونأمل أن تحل هذه الأزمة”.

مصدرالنشرة
المادة السابقةوزني يوقع على تسليف 15 مليار ليرة لتغطية النفقات نتيجة تداعيات الأحداث الأخيرة في طرابلس
المقالة القادمة“سامسونغ” تطرح ثلاثة هواتف جديدة رغم أزمة الرقائق