«الدفع بالروبل» يهدد بوقف صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا

تتصاعد معضلة «الدفع بالروبل» بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي، والتي ترقى إلى حد الأزمة بين الطرفين، بمرور الوقت، خصوصاً بعد المهلة التي حددها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإيجاد آلية لتحويل مدفوعات الغاز إلى العملة الروسية، بحلول الخميس المقبل. ورغم أن هذه المهلة تم مدها من اليوم الثلاثاء إلى الخميس، فإنها قوبلت بالرفض من مجموعة السبع، وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، عقب اجتماع عبر الإنترنت مع وزراء الطاقة في مجموعة السبع، إن الاقتصادات الرائدة في العالم ترفض مطالب روسيا بدفع ثمن الغاز المستورد منها بالروبل.
وأضاف هابيك، الذي ترأست بلاده اجتماع أمس، أن الوزراء اتفقوا على أن مطالب الدفع بالروبل هي «انتهاك أحادي الجانب وواضح للعقود القائمة». كما قال إن العقود المبرمة لا تزال سارية، «هذا يعني أن الدفع بالروبل غير مقبول».

كان بوتين قد قال إنه سيتعين على «الدول غير الصديقة» دفع ثمن الغاز بالروبل الروسي، في خطوة تهدف لدعم العملة المحلية المتعثرة، والرد على العقوبات الغربية. وأعقب القرار تعويض الروبل 20 في المائة من خسائره أمام الدولار. ورداً على رفض مجموعة السبع، قال المشرع الروسي إيفان أبراموف، إن رفض مجموعة السبع دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل سيؤدي إلى توقف الإمدادات بدون شك. وأبراموف عضو في لجنة السياسات الاقتصادية لمجلس اتحاد الغرفة العليا بالبرلمان الروسي.

وفي الوقت الذي تزداد فيه المخاوف حول أمن إمدادات الطاقة في أوروبا بعد المطلب الروسي، أوضح الكرملين أمس، أن روسيا في طريقها للتوصل إلى وسائل وسبل تقبل من خلالها قيمة صادراتها من الغاز بعملتها المحلية، وأنها ستتخذ قراراتها في اللحظة المناسبة في حالة امتناع الدول الأوروبية عن الدفع بالروبل. ويتعين على البنك المركزي الروسي والحكومة وشركة غازبروم التي تمثل إمداداتها 40 في المائة من واردات الغاز الأوروبية تقديم مقترحاتها بخصوص مدفوعات الغاز بالروبل إلى الرئيس فلاديمير بوتين بحلول يوم الخميس. وقُدرت صادرات الغاز الروسي للاتحاد الأوروبي بنحو 155 مليار متر مكعب العام الماضي.

ويضع الاتحاد الأوروبي هدفاً يتمثل في خفض اعتماده على الغاز الروسي بمقدار الثلثين هذا العام ووقف واردات الوقود الأحفوري الروسي بحلول 2027، وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها ستعمل على توريد 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام. وتسعى موسكو إلى زيادة صادراتها النفطية لآسيا للتعويض، ولو عن جزء من صادراتها، في ظل العزوف الأوروبي عن إمدادات الطاقة الروسية. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القول أمس، إن هناك سوقاً «في جنوب شرقي آسيا، وفي الشرق»، ولكنه استدرك بالقول إن «السوق الأوروبية بالطبع مميزة». وتواصل روسيا حتى الآن ضخ غازها إلى أوروبا بصورة اعتيادية، رغم حربها في أوكرانيا والعقوبات التي فرضها الغرب.

وأظهرت بيانات اقتصادية، استقرار إمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب الرئيسية عند مستوى مرتفع. ونقلت وكالة بلومبرغ عن شركة تشغيل خطوط أنابيب الغاز في أوكرانيا القول أمس، إنه من المتوقع وصول تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب المارة بأراضي أوكرانيا إلى 5.‏109 مليون متر مكعب/يومياً، وهو ما يتفق مع عقود النقل الموقعة بين غازبروم الروسية لتصدير الغاز الطبيعي والسلطات الأوكرانية.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةعبود أمهل شركات ركن السيارات مدة شهرين للتقيد بأحكام القرار 1536
المقالة القادمةاتفاقيات ومبادرات استثمارية بـ8 مليارات دولار لدعم ريادة الأعمال السعودية