السعودية ترفع سعر الخام العربي الخفيف إلى آسيا

رفعت السعودية، أكبر مُصدّر للنفط في العالم، سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف في مارس (آذار) للمشترين من آسيا، وهي أول زيادة في 6 أشهر، وسط توقعات بانتعاش الطلب على النفط، خاصة من الصين، وفق وكالة «رويترز». وأفادت مصادر مطلعة، أمس (الاثنين)، بأن سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف تحميل مارس لآسيا ارتفع 20 سنتاً للبرميل عن فبراير (شباط)، بما يعني علاوة بدولارين للبرميل فوق متوسط خامي عُمان ودبي، بما يخالف التوقعات السابقة للسوق بخفضه 30 سنتاً.

وقال تاجر نفط مقيم في سنغافورة، وفق «رويترز»: «سعر البيع الرسمي غير متوقع تماماً. أعتقد أنه يشير إلى أن السعودية متفائلة بشأن الطلب على النفط». ويتوقع فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، أن يأتي نحو نصف النمو في الطلب العالمي على النفط هذا العام من الصين. وتوقع محللون ومتعاملون انتعاش الطلب الصيني على النفط اعتباراً من مارس تزامناً مع التعافي الاقتصادي وانتهاء ذروة انتشار «كوفيد-19» في البلاد.
وجرى خفض سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف جداً 1.30 دولار إلى علاوة 2.25 دولار للبرميل فوق متوسط خامي عُمان ودبي، وبالنسبة للخامين العربي المتوسط والعربي الثقيل، ارتفع كلاهما 50 سنتاً إلى علاوة 1.60 دولار لبرميل الخام المتوسط، وخصم 1.75 دولار لبرميل الخام العربي الثقيل.

وتراجعت أسعار النفط بعد ارتفاعها أكثر من دولار للبرميل خلال تعاملات أمس (الاثنين)، بفعل صعود الدولار ووسط مخاوف من أن يؤدي تباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى لتراجع الطلب، مما محا أثر المخاوف بشأن الإمدادات. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أبريل (نيسان) 55 سنتاً أو 0.07 في المائة إلى 79.39 دولار للبرميل الساعة 15:42 بتوقيت غرينتش. وخسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 79 سنتاً بما يعادل 1.1 في المائة لتسجل 72.60 دولار للبرميل. وأثارت بيانات الوظائف الأميركية القوية يوم الجمعة مخاوف من استمرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في رفع أسعار الفائدة لمرة واحدة أخرى على الأقل، مما قد يضر بالنمو الاقتصادي ويؤدي لتراجع الطلب على الوقود. كما ارتفع الدولار لأعلى مستوياته في 3 أسابيع أمام اليورو، أمس. ويقلل ارتفاع الدولار عادة من الطلب على النفط المقوم بالعملة الأميركية من المشترين حائزي العملات الأخرى.

في الأثناء، قال بنك «جيه بي مورغان» الأميركي إن إنتاج تكرير النفط الروسي يمكن أن يتراجع بواقع نحو 300 ألف برميل يومياً جراء العقوبات الجديدة على تدفق البترول قبل الانتعاش لمستويات ما قبل الحرب بحلول منتصف 2023. وقالت بارسلي أونج، رئيسة قسم آسيا لأبحاث الطاقة والكيماويات في «جيه بي مورغان»، لتلفزيون «بلومبرغ»، إن الإنتاجية قد تتراجع في حال واجهت روسيا صعوبات في تغيير مسار 500 ألف برميل ديزل في اليوم عبر الربعين الأخير والأول. وعلى مدار الوقت سوف يكون هناك ما يكفي من سفن الإنتاج لنقل أغلبية النفط الروسي. وسوف ينمو الطلب على النفط في الصين في 2023 إلى 800 ألف برميل في اليوم على أساس سنوي، ما يمثل نحو نصف توقعات البنك لنمو الطلب العالمي. وجددت أونج التوقعات بأن يبلغ سعر البرميل 90 دولاراً في 2023، وتتوقع حدوث أغلب ارتفاع الأسعار في النصف الثاني من العام تزامناً مع إعادة فتح الصين.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةضخ استثمارات بقيمة 9 مليارات دولار في السعودية مع انطلاق «ليب 2023»
المقالة القادمةتقارير: روسيا تبيع ذهباً وعملة صعبة لسد العجز في الميزانية العامة