الشرق الأوسط يترقب قدوم طلائع المركبات المتصلة

فجرت أم.جي موتور البريطانية مفاجأة كبيرة لعشاقها في الشرق الأوسط حينما أعلنت أنها ستنشر أسطولا من السيارات المتصلة بالإنترنت في المنطقة بداية من 2021، لتكون أول شركة تعزز خطط حكومات المنطقة بعد أن بلغ ابتكار هذا النوع من المركبات مراحل متطورة من الإتقان مع كل مستجدات التكنولوجيات لدرجة أن الهوس بالتقنيات الحديثة وصل إلى كيفية جعلها تتحدث مع بعضها البعض أو مع أي نقطة أو جسم على الطرقات.

كشفت شركة أم.جي موتور البريطانية أنها تخطّط لجلب سيارات متصلة بالإنترنت إلى الشرق الأوسط في بدايات العام المقبل، ما يعني أن المنطقة ستكون مقبلة على تغير جذري سيدفع بقية المصنعين إلى التدافع من أجل نشرها طرزا تكون أكثر أمانا على الطرقات.

وبدأت ملامح مستقبل هذه المركبات في الظهور قبل أربع سنوات تقريبا، وذلك في ظل التوقعات بوصول عددها إلى حوالي 250 مليون سيارة بنهاية العام الحالي.

وأوجد هذا الأمر بيئة مثالية في صناعة المركبات وتقنيات الاتصال عبر شبكة الإنترنت، حيث باتت محل تسابق شرس بين المصنّعين أكثر من أي وقت مضى.

وبهذه الخطوة ستسبق الشركة البريطانية منافسيها إلى الشرق الأوسط خاصة في ظل وجود بنية تحتية مهيأة لمثل هذا النوع من المركبات في المنطقة ومع تزايد الاهتمام بالتكنولوجيا سيكون الطريق معبدا لشركات أخرى مستقبلا من أجل الانضمام للأسطول الذي ستنشره أم.جي.

وعلّق توم لي، المدير التنفيذي في شركة سايك موتور الشرق الأوسط، الشركة الأم لأم.جي موتور، بالقول إن “تسريع تكامل التقنيات الذكية مع قطاع السيارات والتحفيز المستمر للعناصر الدافعة الجديدة مهم جدا”.

ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى لي تأكيده بأن ذلك سيساعد على تحويل وتحديث قطاع السيارات، خصوصا في ظل التحدّيات التي نواجهها حاليا في مختلف أنحاء العالم.

وأضاف “في الشرق الأوسط، سيارات أم.جي معروفة جدا بكونها تضم أحدث التقنيات، وهذا الأمر سوف يستمر مع منح المزيد من الخيارات مستقبلا لزبائننا المهتمّين بالتقنيات”.

ولم يذكر لي بالتدقيق أي الدول التي ستحظى بهذه المركبات، لكن بعض المتابعين يرجحون أن تكون الإمارات والكويت والسعودية أول البلدان التي ستحظى بهذه المركبات.

وتتيح المركبات الذكية المتصلة إمكانية تبادل المعلومات ذات الصلة مع كل ما حولها، ولتحقيق ذلك تحتاج السيارات إلى اتصال قوي وثابت بالإنترنت، ويتطلب دعم هذا الاتصال إجراء المزيد من البحوث والتطوير وباستمرار أيضا.

وتجسد تقنية الاتصالات من سيارة إلى سيارة أخرى أو من سيارة إلى أي جسم مجهول هذا الإدمان، حيث يعتبر الخبراء أنها مستقبل عالم السيارات.

وتعمل هذه التقنية المتطورة على تعزيز جوانب السلامة والأمان وزيادة السيولة المرورية والحد من الحوادث، وذلك من خلال تبادل السيارات للمعلومات مع بعضها البعض ومع البنية التحتية على الطريق.

وتستفيد العلامة التجارية بريطانية المنشأ، والتي تتمتّع بنمو استثنائي في المنطقة منذ عدّة سنوات، من الاستثمار الكبير في هذه التقنية الجديدة من قبل شركتها الأم سايك موتور، وهي رائدة في مجال تطوير السيارات الذكية، ولديها خبرات واسعة وأساسية في استكشاف وتعميق التكامل بين الذكاء الاصطناعي وقطاع السيارات.

ومن خلال علاماتها التجارية الفرعية المتعدّدة، تمكّنت الشركة إلى حد الآن من بيع ما يزيد عن 1.7 مليون سيارة متصلة بالإنترنت في الأسواق حول العالم.

وتركّز أم.جي على استكشاف طرق جديدة لتطوير تقنيات القيادة الذكية، التي تتميّز بكونها اعتمادية من الناحية التقنية ومعقولة السعر وآمنة ويمكن التحكّم بها من ناحية أخرى.

وتقود بعض التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي التوجّه نحو التطوير والتحديث المستمر للمنتجات والخدمات المرتبطة بالسيارات.

وسوف يتوقّع الزبائن المزيد من تجربة القيادة في المستقبل. وضمن هذا الإطار، تعمل سايك موتور على تطوير قمرة قيادة ذكية جديدة بتقنية الجيل الخامس للاتصالات (5 جي) ستزيد التفاعل بين السيارة والسائق بحيث تصبح السيارة فعليا منصّة جوّالة ذكية وملائمة.

وتقنية الجيل الخامس أكبر بوابات التحوّل التكنولوجي في الفترة المقبلة لأنها ستضاعف سرعة نقل البيانات عشرات المرات لتفتح الأبواب لعهد الثورة الصناعية الرابعة.

وتمتاز هذه التقنية بسرعة أكبر لنقل البيانات تزيد ألف مرة عن الجيل الرابع، فمن الناحية النظرية تمتاز بنطاق ترددي هائل يصل إلى 10 غيغابايت/الثانية، أي ما يزيد بأكثر من 33 ضعفا على السرعة القصوى لنقل البيانات في الجيل الرابع والتي تصل إلى 300 ميغابايت/الثانية.

وبالإضافة إلى ذلك، ستدعم التقنية تطبيقات إنترنت الأشياء (أي.أو.تي) وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية، والتي تعدّ إضافة قيمة إلى القطاعات الصناعية والتجارية والمالية بالإضافة إلى الأفراد.

ومع توافر المزيد من الاتصالات الشبكية يمكن لهذا النظام تحذير قائدي السيارات في وقت مبكر من وجود مشاة أو قائدي دراجات هوائية عند الانعطاف أو قبل الدخول في تقاطعات الطرق.

ويرى المختصون أن تكنولوجيا 5 جي سوف تكون عاملا حاسما على الأرجح في نجاح الطرز المستقبلية لكونها ستتيح للمركبات التحدث في ما بينها بفضل شبكة الإنترنت فائقة السرعة.

وتنشط أم.جي اليوم في تسعة بلدان في الشرق الأوسط، هي السعودية والإمارات والكويت وقطر والعراق والبحرين ولبنان والأردن وعمان.

ومن ناحية التطوّر التقني، أصبح “تعريف السيارة وفق برنامجها” معيارا سائدا، مما يجعل هذا الأمر ضروريا لشركات السيارات كي تتبنّاه. والبرنامج ليس محوريا لتطوير قطاع السيارات من كهربائي إلى شبكة ذكية فقط، بل أيضا هو أساسي لتمييز منتجات وخدمات قطاع السيارات المستقبلية.

ونتيجة لهذا، قامت سايك موتور أواخر العام الماضي بإنشاء مركز برمجيات بهدف تسريع التطوير والتحديث المستمرَين للقيادة الذاتية والخدمات الجوّالة عبر دمج الموارد وتطوير منصّة بيانات موحَّدة.

وفي الوقت ذاته، تجتهد الشركة كي تقوم منفردة بتطوير إطار حصري للمركبات وإطار كهربائي جديد مع دمج “الدماغ المركزي” بالسيارة والمتحكّم بالبيانات، وهي تتعاون مع شركات الأبحاث والتطوير المتخصصة بالشرائح حول العالم لابتكار شرائح حصرية لها.

وفي المستقبل، تهدف سايك موتور للمضي قُدما بتحسين قدراتها الأساسية في مجال الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبرى، والحوسبة السحابية وأمن معلومات الإنترنت لتسريع اعتماد تقنية البرنامج في المنتجات والخدمات.

وتثير علاقة السيارات المتصلة بإمكانية الحد من حوادث المرور بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة الكثير من الجدل بينما تسير الصناعة بوتيرة متسارعة نحو استخدام التكنولوجيا الحديثة، حتى أن الأمر أصبح اليوم بين الشركات أشبه بمعركة في حلبة مصارعة الفائز فيها هو المسيطر على خيوط اللعبة.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةتراجع طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة إلى مليون
المقالة القادمةالعراق ينتظر مكاسب افتتاح المعبر الوحيد مع السعودية