المدارس فُتحت ومناقصة الكتاب الرسميّ لم تنطلق بعد!

حال تلامذة المدارس الرسميّة كالمدعوّين إلى الصيد من دون صنارة. حتى الآن، لم تنجز منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) التي تبرّعت بطباعة الكتاب المدرسي الرسمي وتوزيعه مجاناً على المدارس الرسمية والخاصة، المناقصة العمومية، ولم تحدد تاريخ فضّ العروض واختيار الشركات الرابحة التي ستلتزم الطباعة، علماً بأن العام الدراسي في المدارس الرسمية انطلق، الإثنين الماضي، صورياً. هذا يعني مزيداً من التأخير قبل أن يذهب الكتاب إلى الطباعة فالتوزيع، علماً أن تلامذة المدارس الخاصة عادوا إلى «الصيد» منذ أسابيع، ومن يستخدم الكتاب الرسمي ولا سيما في المرحلتين المتوسطة والثانوية لا يزال ينتظر أن «تتوفر الصنارة».

وكان المركز التربوي للبحوث والإنماء أعدّ استبياناً وزّعه على المدارس الخاصة والرسمية ليحدد حاجتها إلى الكتاب الرسمي. وبما أن «اليونيسف» وزّعت الكتاب الرسمي مجاناً على المدارس الرسمية السنة الماضية، ستعتمد هذه المدارس مبدأ إعادة تدوير الكتب بما يسمح للتلميذ بالحصول على الكتب بعد إعادة تلك التي استفاد منها في السنة الماضية. هذا الأمر ساعد على تقليص عدد النسخ التي تحتاج إليها المدارس الرسمية بنسبة 30 في المئة، بحسب رئيسة دائرة المنشورات والوسائل التربوية في المركز التربوي، ريبيكا حداد. ومع أن تطبيق مبدأ التدوير في صفوف الروضات والحلقتين الأولى والثانية يبدو غريباً نظراً إلى «استنزاف» الطلاب في هذه الصفوف للكتاب، توضح حداد أن بعض التلامذة لم يستخدموا الكتاب المدرسي السنة الماضية بصورة كبيرة، بسبب اعتماد نظام التعليم عن بعد.

منظمة اليونيسف أشارت إلى أنها ستوفر الكتب المدرسية الرسمية المجانية لتلامذة المدارس الرسمية وتلامذة المدارس الخاصة شبه المجانية والمدارس الخاصة غير المجانية التي تعتمد عادة الكتاب الرسمي، لافتة إلى أن أعداداً كبيرة من الأطفال والأسر لا تستطيع تحمّل تكاليف الكتب المدرسية هذا العام. وأوضحت حداد أن حاجة المدارس الخاصة إلى الكتب الرسمية تتفاوت بين مدرسة وأخرى، وإن ازداد هذا العام عدد المدارس التي طلبت الكتاب الرسمي، بالنظر إلى ارتفاع أسعار الكتب المطبوعة في دور النشر المحلية أو المستوردة من الخارج بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية.

من اختار من المدارس الخاصة أن يوفّر على جيوب الأهالي ثمن الكتب وطلب الكتب الرسمية من المركز التربوي لا يزال ينتظر انتهاء المناقصة التي تمشي ببطء، ثم الطباعة، فالتوزيع، ليباشر تعليم التلامذة. «اليونيسف» أكدت لـ «الأخبار» أن المناقصة لا تزال قيد التنفيذ، وسيتم تأكيد خطة التوزيع النهائية مع الكميات النهائية المطلوبة من الكتب المدرسية اللازمة لكل مدرسة بعد إنجازها. أما حداد، فأشارت إلى أن الطباعة ستنقسم على خمس مجموعات تتولّى كل منها طباعة الكتب لثلاثة صفوف، وهكذا «تنتهي عملية الطباعة بشكل أسرع، علماً أن عامل الوقت سيكون من أهم المعايير عند اختيار الشركات الرابحة في المناقصة».

حداد نفت صحة معلومات جرى تداولها بشأن تدخّل اليونيسف في محتوى المناهج التعليمية لجهة اشتراطها للمساعدة في عملية الطباعة أن يذكر اسم إسرائيل بدلاً من فلسطين في كتاب الجغرافيا، على غرار ما يحصل في أكثر من دولة عربية. ولفتت إلى أن الأصول الطباعية التي يحددها المركز التربوي انطلقت ويسلمها لليونيسف «التي تطبع ما نطلبه منها من محاور وعدد صفحات، والهدف هو مساعدة العائلات اللبنانية في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها».

مصدرجريدة الأخبار - زينب حمود
المادة السابقةالقطاع الاستشفائي: المرحلة الأخيرة قبل الانهيار الشامل
المقالة القادمةوقفة احتجاجية لمستخدمي «هيئة إدارة السير»: نطالب بإنصافنا في السلسلة