النفط مستقر رغم اضطرابات البحر الأحمر

استقرت أسعار النفط امس الثلاثاء مع متابعة المستثمرين للتأثير الذي قد يلحق بإمدادات النفط بعد هجمات شنها الحوثيون اليمنيون المتحالفون مع إيران على سفن في البحر الأحمر، ما أدى إلى تعطيل للتجارة البحرية وأجبر شركات على تغيير مسار السفن.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت في الصباح الباكر قليلا، لكنها ما لبثت أن تراجعت 13 سنتا إلى 77.82 دولار للبرميل بحلول الساعة 12:41 بتوقيت غرينتش. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 21 سنتاً إلى 72.26 دولار للبرميل.

وقال جون رونغ يب، استراتيجي السوق في «آي جي» في سنغافورة: «بالنظر إلى الاستجابة الجماعية السريعة من عدة دول لتخفيف الهجمات، فقد لا يوفر ذلك قناعة كبيرة بأن الاضطرابات قد تكون طويلة الأمد، ما أدى إلى بعض التحفظات التي انعكست على أسعار النفط في جلسة الثلاثاء».

وارتفع الخامان القياسيان أكثر من واحد بالمائة عند التسوية يوم الاثنين بفعل مخاوف من تحويل شركات الشحن السفن بعيدا عن البحر الأحمر، وشهدت جلسة الاثنين ارتفاعات لامست 3 بالمائة في ذروة المخاوف.

وأوقفت شركة النفط الكبرى «بي بي» مؤقتاً جميع عمليات النقل عبر البحر الأحمر، وقالت مجموعة ناقلات النفط «فرونت لاين» يوم الاثنين إن سفنها ستتجنب المرور عبر الممر المائي، في مؤشر على أن الأزمة تتسع لتشمل شحنات الطاقة.

ويمر نحو 15 بالمائة من حركة الشحن العالمية عبر قناة السويس، التي توفر أقصر طريق شحن بين أوروبا وآسيا. ودفعت الهجمات على السفن واشنطن وحلفاءها إلى مناقشة تشكيل قوة عمل لحماية مسارات البحر الأحمر، وهي خطوة حذرت طهران، العدو اللدود للولايات المتحدة وإسرائيل، من أنها ستكون خاطئة.

من جانبها، توقعت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» أن تظل أسعار النفط في نطاق بين 70 و80 دولارا للبرميل بفعل ضعف الطلب العالمي على الخام وعلى الرغم من تخفيضات إنتاج مجموعة «أوبك بلس».

وأضافت الوكالة في تقرير اطلعت عليه «وكالة أنباء العالم العربي» أن بقاء الأسعار عند ذلك المستوى «المنخفض نسبيا» من المحتمل أن يؤدي إلى تمديد تخفيضات الإنتاج التي تنفذها المجموعة أو زيادتها أيضا.

وأشار التقرير إلى أنه في أعقاب انخفاض أسعار النفط، أعلن أعضاء مجموعة «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، عن تخفيضات في الإنتاج.

وبدوره، قال بنك «غولدمان ساكس» إن انقطاع تدفقات الطاقة في البحر الأحمر لن يكون له على الأرجح تأثير كبير على أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي المسال، إذ إن فرص إعادة توجيه السفن تعني أن الإنتاج يجب ألا يتأثر بشكل مباشر.

وقال البنك الاستثماري في مذكرة بتاريخ يوم الاثنين: «نقدر أن إعادة التوجيه الافتراضية الطويلة الأمد لجميع تدفقات النفط الإجمالية البالغة سبعة ملايين برميل يوميا (شمالا وجنوبا) سترفع أسعار النفط الخام الفورية مقارنة بالأسعار طويلة الأجل بمقدار ثلاثة إلى أربعة دولارات للبرميل».

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةهجمات الحوثيين في البحر الأحمر تُعقِّد عملية نقل الغاز الطبيعي المسال
المقالة القادمةأوروبا تعلق الرسوم الجمركية «الانتقامية» على الواردات الأميركية لمدة 15 شهراً إضافياً