تمويل فرنسي يمنح المزارعين في لبنان بارقة أمل لإنقاذ أعمالهم

أعلن تحالف يضم مجموعة من المنظمات الدولية الخميس إطلاق مشروع التنمية الزراعية الجديد تحت اسم “بساتين” في لبنان، ويمتد على مدى أربع سنوات وبتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية، ومهمته دعم الآلاف من المزارعين في عكار والبقاع.

ويهدف المشروع البالغ قيمته 17.7 مليون يورو إلى تعزيز قدرة الأنظمة الزراعية في البلاد على الاستثمار وتأمين الغذاء وأيضا التوظيف. وتشمل المبادرة توزيع المساهمات على المزارعين ومتابعتهم من خلال عدد كبير من التدريبات والتسويق والأبحاث وذلك طول مدة المشروع، مما سيسمح لهم بالاستقلال التام على المدى البعيد. والمشروع الممول بالكامل من الوكالة الفرنسية للتنمية ستقوده منظمة كير الدولية بالشراكة مع كل من ميرسي كور (بيريتيك) والمنظمة اللبنانية للدراسات والتدريب (لوست) ومؤسسة جورج ن. فرام.

ودخلت الزراعة والأمن الغذائي في لبنان دوامة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار العملة المحلية أمام الدولار، وفرْض قيود من بعض الدول مثل السعودية على وارداتها الزراعية من السوق اللبنانية. ويحتل القطاع المرتبة الثالثة بين القطاعات الاقتصادية في البلاد بقرابة 7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي كما يؤمن دخلا لحوالي 15 في المئة من السكان.

وقال مدير مكتب منظمة كير الدولية في لبنان بويار هوشا إن “مشروع بساتين سيحقق انفراجا في تليين الاقتصاد اللبناني المنهار أو كيف يمكننا أن نصبح حافزا رئيسا في إنعاش الطرق الزراعية في لبنان”. وأضاف أن “بساتين هو برنامج فريد من نوعه من حيث أنه لا يتعامل فقط مع الظروف الصعبة في لبنان، ولكنه أيضا رائد في التدخلات مثل سلاسل الإنتاج والأنظمة الغذائية وغيرها”. وتابع “تعد الأنظمة الغذائية من أكثر الموضوعات انتشارا في عالم التنمية الإنسانية اليوم. ويعاني العالم من ندرة في الكثير من أركانه، لذا نحن بحاجة إلى الاستفادة منها على أفضل وجه”. وأكد هوشا أن منظمة كير ستعدّ دراسات ذات صلة بالزراعة وتركز بصفة خاصة على تحديات السوق واحتياجاتها، مما سيسمح بقياس التطور الذي حدث في القطاع مع المستفيدين خلال أربع سنوات من التنفيذ.

وصنف التقرير العالمي لمكافحة الأزمات الغذائية الصادر عن الأمم المتحدة لبنان من ضمن 23 منطقة معرضة لتدهور وانهيار الأمن الغذائي فيها، ومن بين هذه المناطق سوريا واليمن وإثيوبيا وأفغانستان وأنغولا وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وإلى جانب ذلك وضعت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) البلد على لائحة الدول الساخنة بسبب وجود مؤشرات جدية على تدهور الوضع الغذائي في لبنان، وخصوصا بسبب التوجه إلى رفع الدعم عن السلع الغذائية الأساسية. ويستورد لبنان نحو 80 في المئة من السلع الغذائية ويحتاج ذلك إلى العملة الصعبة التي لم تعد متوفرة، ما أدى إلى تدهور الوضع بسرعة بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي أدت إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات التضخم.

ولفت رافائيل فيلاسكيز من منظمة ميرسي كور إلى أن دعم الوكالة الفرنسية للتنمية وتمويلها السخي يجعلان من الممكن اتباع نهج مصمم للتعامل مع التحديات الحقيقية التي يواجهها المزارعون والشركات الزراعية في لبنان. وأكد أن الدعم سيساعد المزارعين على طرح منتجاتهم في السوق وسيعزز مبادرات التسويق دون إغفال طموحات التنمية بعيدة المدى لمنح الناس أملا حقيقيا في مستقبل أفضل.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةاجتماع وزاري عربي يبحث في الرياض مستقبل التعدين بالمنطقة
المقالة القادمةمنظمة فاو تحذر من تفاقم مشكلة الأمن الغذائي في 2022