دبي تستكشف آفاق ميتافيرس في قطاع الأعمال

وضعت دبي قدما باتجاه نشر ميتافيرس بكافة المجالات الاقتصادية بالإمارة عبر تكثيف التعاون في هذا المضمار بين القطاعين العام والخاص، من خلال الوقوف على فرص توظيف هذه التقنية في السياحة والعقارات وتجارة التجزئة والخدمات الحكومية والتعليم وغيرها.

وميتافيرس التي برزت إلى الواجهة في صيف العام الماضي تصمم عالما رقميا واجتماعيا من شأنه استكمال الواقع الملموس عبر الواقع المعزز أو الافتراضي، ونقل الإنترنت من البعد الثنائي إلى البعد الثلاثي.

وناقش ثلة من المسؤولين والخبراء الأجانب خلال جلسة لمجتمع المبتكرين عقدها مركز محمد بن راشد للابتكار، مستقبل هذه التقنية بهدف تعزيز الاستفادة منها في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية.

وأكدت هدى الهاشمي، مساعدة وزير شؤون مجلس الوزراء للشؤون الإستراتيجية، أهمية دور الحكومات في دعم جهود الاستفادة من تطبيقات ميتافيرس في مختلف القطاعات الحيوية، وتقديم خدمات متكاملة وفعالة.

ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى الهاشمي قولها إن “تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص مهم في توظيف التكنولوجيا وتحقيق التوازن بين العالمين الواقعي والرقمي، لاستكشاف فرص جديدة وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات”.

وفي يوليو الماضي، أطلق الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، إطلاق إستراتيجية دبي للميتافيرس. وقال إن هذه “التكنولوجيا هي الثورة القادمة في المجال التكنولوجي والاقتصادي والتي ستؤثر في كافة مناحي الحياة خلال العقدين القادمين”.

وتستهدف الإستراتيجية زيادة عدد الشركات التي تستخدم تقنيات البلوك تشين وميتافيرس خمسة أضعاف في السنوات الخمس المقبلة.

وتسعى حكومة الإمارة إلى تمكين القطاع المالي والأسواق من التعاون بشكل فعال مع الجهات الحكومية، من خلال الشبكات القائمة على تقنية بلوك تشين.

ويتمثل الهدف المعلن باستقطاب ألف شركة متخصصة بالتكنولوجيات الافتراضية وتقنية سلسلة الكتل، لجعل دبي المعروفة بمشاريعها العقارية الضخمة “واحدة من أكبر عشرة اقتصادات ميتافيرس في العالم” بحلول العام 2030.

ويتوقع أن يسهم ذلك بحوالي أربعة مليارات دولار في إجمالي الناتج المحلي للإمارة بحلول العام 2027، وأن يستحدث 40 ألف فرصة عمل.

وتجتذب دبي، مركز الأعمال الرئيسي في الإمارات، شركات العملات الرقمية منذ فترة، حيث أصدرت أول قانون لها ينظم الأصول الرقمية وشكلت هيئة تنظيم الأصول الافتراضية للإشراف على القطاع.

واعتبر غاي برسوناج، مدير قطاع ميتافيرس في الشرق الأوسط، خلال الجلسة أن الضرورة تقتضي الآن تنمية قدرات الكوادر البشرية وأصحاب المواهب في هذا القطاع.

وقال “تجب زيادة الوعي بأهمية ميتافيرس ومشاركة المعلومات والرحلات التي تتم من خلال الجيل الثالث للإنترنت”.

وتشكل إمارة دبي منصة مالية عالمية ومركزا لحركة النقل الجوي، وتضم الكثير من المؤثرين، وهي عرفت تطورا لافتا بتعويلها على السياحة الفخمة وقطاع العقارات النشط، وفي الفترة الأخيرة على التكنولوجيات الحديثة.

وهذا الأمر يستقطب مقاولين مثل أمين الزروني مؤسس “بدو”، إحدى أولى الشركات الإماراتية الناشئة التي خاضت غمار ميتافيرس مع مشروع يحمل اسم “2117”.

والمشروع مستوحى من طموحات إمارة دبي الفضائية، التي تريد إقامة أول مستعمرة على سطح المريخ في غضون قرن من الزمن.

وفيما يبقى هذا العالم مقتصرا حتى الآن على حيز ضيق من عالم التكنولوجيا، لكن ميتافيرس قد تضخ 360 مليار دولار في إجمالي الناتج المحلي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وصولا إلى تركيا في غضون عشر سنوات، وفق مجموعة ميتا الشركة الأم لفيسبوك.

وأكدت ميتا في رسالة إلكترونية لوكالة الصحافة الفرنسية خلال وقت سابق هذا الشهر أنه للتوصل إلى ذلك “يجب إدخال الكثير من البنى التحية والتكنولوجيات”.

وأضافت “ندرك أنه عندما تتوافر السياسات المشجعة على الابتكار يحصل تسريع في الاستثمارات من خلال توجيه رسالة واضحة إلى بيئة الأعمال برمتها”.

وقالت ميتا بلاتفورمز إن هذا ما يحصل في دبي، مؤكدة أن الإمارات تعتمد “إستراتجية واضحة لتسريع اعتماد ميتافيرس وجذب الاستثمارات”.

ويعتقد خالد الشبراوي رئيس القطاع الحكومي والمدن الصغيرة في مايكروسوفت – الإمارات أن التحول الرقمي السريع، الذي تشهده البلاد، وريادتها العالمية، يساعدانها في تبني حلول التكنولوجيا الحديثة في مختلف المجالات والقطاعات.

وأوضح أن بحلول عام 2026 سيقضي 25 في المئة من الأشخاص ساعة واحدة على الأقل يوميا في ميتافيرس، سواء كان للعمل أو التسوق أو التعليم أو الترفيه أو وسائل التواصل الاجتماعي.

كما أشار إلى أنه ستكون لدى 30 في المئة من المنظمات منتجات وخدمات جاهزة متعلقة بميتافيرس، بينما سيستخدم مليار شخص هذه التقنية، ما يفرض العديد من التحديات التي يجب مواجهتها بكل شفافية وفاعلية.

وقال إنه “يجب إيجاد حلول تسمح باستضافة مليار شخص في العالم المرئي، ما يعزز أهمية ضمان الخصوصية والسماح للأشخاص بالشعور بالأمان الرقمي، حيث من المتوقع أن يحضر خلال العام المقبل 47 في المئة من الأشخاص الاجتماعات بصورتهم الرقمية”.

وفي مايو الماضي، أعلنت سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية عن دخولها إلى عالم ميتافيرس، وتأسيس مقر رئيسي لها في العالم الافتراضي، مما سيعزز بيئة الأعمال بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، بما ينعكس على القطاع المالي واقتصاد الإمارة بشكل عام.

وسيكون مقر ميتافيرس القناة الأساسية لتعاون السلطة مع مقدمي خدمات الأصول الافتراضية في كافة أنحاء العالم، لفتح الباب للطلبات الجديدة.

وتهدف حكومة دبي من هذا المسار إلى تقديم الدعم والتوسع الآمن لهذا القطاع الذي يشهد توجها سريعا نحو اللا مركزية، حيث تعمل الإمارة على إنشاء نموذج أولي لإطار عمل تنظيمي لا مركزي.

كما تعمل على تشجيع قادة الفكر حول العالم، بمن فيهم السلطات الدولية والهيئات التنظيمية والمعنيون بالحوكمة وقادة الأعمال، على المشاركة وتبادل المعرفة وحل المشكلات بشكل جماعي، لتمكين القطاع من اكتساب المرونة وتوسيع نطاقه الاجتماعي ومساهمته في تحقيق الاستدامة.

 

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةسويفت تبني شبكة عالمية لتداول العملات الرقمية بين البنوك
المقالة القادمةطريق تنمية ثروات الغاز في لبنان مليء بالمطبات