شراكة سلامة – ماريان الحويّك تمتدّ إلى «منصة الدولار»: أموال المودعين لمشاريع… لم تُنفّذ

فصْلٌ جديد يظهر عن إهدار الحاكم رياض سلامة دولارات المودعين، وإساءة استغلال السلطة والنفوذ داخل مصرف لبنان، وعن العلاقة «التشاركية» التي تربط سلامة بـ«كبيرة مُساعديه»، ماريان الحويّك وأدّت إلى مراكمة الأخيرة ملايين الدولارات بسبب موقعها الوظيفي والامتيازات التي يُغدِقُها عليها سلامة. آخر الفضائح المُكتشفة أنّ حاكم مصرف لبنان دفع لموظفة (الحويّك) لديه «عمولة» لقاء تعاقدها مع إحدى الشركات لتنفيذ برامج إلكترونية لصالح مصرف لبنان، سدّد الأخير ثمنها بالدولارات الأميركية «الطازجة». وبما أنّ مصرف البنك المركزي لا يملك مدخولاً بالدولار، فهذا يعني أنّه دفع للحويك والشركة الخاصة من حساب العملات الأجنبية لديه، أي دولارات المودعين.

أداة الحويّك التنفيذية في الفضيحة الجديدة هي شركة «CloudX – كلاود إكس» التي أسّستها سنة 2018، وتولّت تنظيم المؤتمر الدولي السنوي، الذي يعقده مصرف لبنان حول الشركات الناشئة. وظيفة «كلاود إكس» – أو ماريان الحويّك – كانت التعاقد مع شركة «FOO SAL – فوو» لتنفيذ برامج لصالح مصرف لبنان، بمبالغ مُرتفعة، تُدفع حصراً بالدولار الأميركي.

شركة «فوو» مُتخصّصة في كلّ ما له علاقة بالأنظمة المعلوماتية والتطبيقات، وخدمات ما قبل البيع وما بعده، مملوكة من إيلي نصر، وغدي الريّس، وطلال البجّاني، ونائب رئيس مجلس إدارة شركة «زين» للاتصالات ورئيسها التنفيذي بدر الخرافي، والرئيس التنفيذي للعمليات المجموعة في «زين» مارك سكوت – جيجنهيمر، والرئيس التنفيذي السابق لـ«تاتش» ايمري غوركان، والرئيس التنفيذي للشؤون المالية في «تاتش» أسامة متى. المشاريع التي وقّعت على تنفيذها لصالح مصرف لبنان هي: منصّة صيرفة، العملة الرقمية، منصّة استيراد المعدات الطبية والأدوية. لم تحصل «فوو» على المشاريع بعد فوزها بمناقصة، ولا يظهر لماذا تمّ اختيارها دون غيرها لتقديم خدمات موجودة لدى شركات أخرى وبأسعار تنافسية.

بدأت المفاوضات بين شركتَي «كلاود إكس» (ماريان الحويّك) و«فوو» (ممثلة بإيلي نصر) لإطلاق منصّة صيرفة، قبل أن يُصبح مصرف لبنان لاعباً مباشراً. هذه المنصة أُطلقت في حزيران 2020، وشرح «المركزي» يومها أنّ الهدف منها هو «تداول الدولار والعملات الأجنبية في كل مؤسسات الصرافة. وتهدف إلى تنظيم عمليات التداول بالدولار التي تقوم بها مؤسسات الصرافة في لبنان، حماية لاستقرار سعر صرف الليرة اللبنانية».
وُضعت مسوّدة الاتفاقية ومدتها ثلاث سنوات قابلة للتجديد تلقائياً إلا في حال راسل الزبون (مصرف لبنان) «فوو» خطياً قبل شهر واحد أقلّه برغبته إنهاء الاتفاقية. وقد تضمّنت أيضاً أنّه في حال طلب مصرف لبنان من «فوو» تقديم خدمات الدعم والصيانة سنوياً، «يجب وضع اتفاقية جديدة مُخصّصة للدعم وصيانة البرامج»، وهذا ما حصل في 30 تشرين الأول 2020.
حُدّدت التكاليف على الشكل التالي:
– بدل الترخيص 85 ألف دولار سنوياً، تُدفع على ثلاث سنوات
– 135 ألف دولار تكاليف المرحلة الأولى
– 125 ألف دولار تكاليف المرحلة الثانية
– 35 ألف دولار تكاليف المرحلة الثالثة
يعني أنّ كلفة المشروع الإجمالية هي 550 ألف دولار، تضاف إليها تكاليف الصيانة السنوية، البالغة 81 ألف دولار، يبدأ تقاضيها بعد سنة من بدء العمل بالمشروع.

وللتذكير، فإن منصة صيرفة التي أعلن سلامة إطلاقها في تموز 2020، من دون أن تتحوّل إلى واقع ملموس مستمر، هي غير تلك التي يَعِد حاكم مصرف لبنان، منذ 16 نيسان 2021، بإطلاقها إما الإثنين وإما الخميس من كل أسبوع، والتي يسوّق لها بصفتها ستجعل سعر صرف الدولار في السوق «مضبوطاً» عند حدود 10 آلاف ليرة للدولار الواحد! وشركة «فوو» هي التي ستتولى تنفيذ منصة سلامة الجديدة.

مصدرجريدة الأخبار
المادة السابقةرئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان: واقع العمالة في القطاع المصرفي مؤسف
المقالة القادمةشركات التأمين “فاتحة على حسابها” والأزمة “تُقزّم” الرقابة