تترقب الأوساط الاقتصادية الدولية بحذر صفقة اندماج بين مجموعتي “آنشن آيرون آند ستيل” و”بنشي آيرون آند ستيل”، مما يعزز هيمنة الصين على سوق صناعة الصلب العالمية ويغذي حسب خبراء جدل تخمة المعروض وفائض الإنتاج التي أدت إلى فقدان الوظائف في بلدان أخرى ومثلت عنوان معارك تجارية سابقة بين الصين والاتحاد الأوروبي.
من المرجَّح أن يؤدي الاندماج المحتمل بين مجموعتي “آنشن آيرون آند ستيل” و”بنشي آيرون آند ستيل” إلى خلق واحدة من أكبر شركات تصنيع الصلب في العالم، مما يعزز هيمنة الصين في القطاع.
وأعلنت شركة “بينغانغ ستيل بلاتيس” التابعة لشركة “بنشي” عن الخطَّة في بيان إفصاح للبورصة، دون تقديم المزيد من التفاصيل. وجرت المناقشات حول اندماج الشركتين منذ بداية القرن الحالي على الأقل، دون التوصل إلى نتيجة. ويأتي إحياء المحادثات وسط توجه لتعزيز قطاع الصلب العملاق في الصين، الذي تبلغ طاقته مليار طن سنويا، للتركيز على منتجين أكبر وأكثر جودة.
وكتب المحللون في “سيتي غروب” في مذكرة “ننظر إلى الصفقة المحتملة على أنَّها اتجاه إيجابي نحو صعود عمليات الاندماج، والاستحواذ في قطاع الصلب، ونتوقَّع المزيد من الاندماج بين الشركات المنتجة للصلب في السنوات المقبلة”. ورجَّح المحللون أن تأخذ مجموعة “أنغانغ” زمام المبادرة لدمج مصانع الصلب في المقاطعات الشمالية الشرقية.
وكان الزعماء الأوروبيون والأميركيون قد حثوا بكين مرارا على التعجيل بخفض الطاقة الزائدة التي أدت لانحدار الأسعار واتهموها بتقديم دعم حكومي لمنتجيها لمنحهم مزايا تنافسية غير عادلة. وأظهرت أرقام من رابطة الصلب العالمية ارتفاع إنتاج الصلب الخام العالمي في أكتوبر 2016 بنحو 3.3 في المئة بمقارنة سنوية ليصل إلى 137 مليون طن.
وارتفع إنتاج الصين، أكبر منتج ومستهلك للصلب في العالم بنحو 4 في المئة، عن المستويات التي تم تسجيلها في أكتوبر 2015، أي بحوالي 68.5 مليون طن، رغم أنها تعهدت بخفض الإنتاج بنسبة 15 في المئة بحلول عام 2020. وتحتل قضية خفض الطاقات الإنتاجية للصلب والفحم أولوية على جدول أعمال إصلاحات حكومية صينية، حيث يعاني القطاعان من فائض إنتاج يجد صعوبة في الوصول إلى الأسواق، وأصبح عقبة أمام نمو الاقتصاد الصيني خلال السنوات الأخيرة. وعزز الاتحاد الأوروبي بشكل خاص الإجراءات التجارية التي تتعلق بالصلب بعد أن تعرض المنتجون الأوروبيون للضغط من الإنتاج العالمي الكبير.