طوابير الأفران ستستمر حتى رفع الدعم: دولرة الرغيف

يحتشد المواطنون منذ ساعات الصباح الأولى أمام الأفران لتلقّف ربطة خبز مدعوم، قبل أن تفتح الأفران أبوابها. والتسابق بين المواطنين بات سمة ملاصقة لمشهد طوابير الخبز المستمرة منذ أيام. أما الأفران، فتؤكّد عدم امتلاكها كميات كافية من الخبز، ولذلك، تلجأ إلى تنظيم صفوف المحتشدين، في محاولة لتوزيع الكميات الموجودة على أكبر قدر من الناس. فتقفل الأبواب ويترك مسرب صغير لإدخال شخص أو شخصين، وتتكرّر العملية حتى إعلان انتهاء المخزون.

من الجنوب إلى الشمال، وصعوداً من الجبل والبقاعين الغربي والشمالي، جملة واحدة يقولها الناس، وهي “عدم توفّر الخبز”. ويقابلها وعود رسمية بالحلول، وتمنّيات من وزارة الاقتصاد للمطاحن والأفران، لتوفير الطحين والخبز. أما أنباء وصول كميات إضافية من القمح، فلم تترجم خبزاً في الأفران. ولذلك، تستمر الطوابير وتتفاقم الأزمة وصولاً إلى التضارب بالأيدي “بين أبناء الطابور الواحد”.

يدرك المحتشدون أن الأزمة مفتعلة بهدف رفع سعر ربطة الخبز واعتماد الدولار أساساً لها، بعد رفع الدعم عن استيراد القمح، وبالتالي وصول سعر الربطة إلى نحو 30 ألف ليرة، لتتساوى بذلك مع خبز التنور وغيره من الأصناف غير المدعومة.

وهذه المعادلة اختُبِرَت سابقاً مع المحروقات، إذ انقطعت وأقفلت المحطات وسادت السوق السوداء، وهَدَأ الوضع بعد ارتفاع الأسعار واعتماد منصة صيرفة لتأمين دولارات استيراد البنزين، واعتماد سعر خاص للسوق، يحدده مصرف لبنان. وهو ما يُنتَظَر للخبز بعد استنفاد الحلول المجتزأة، ومنها قرض الـ150 مليون دولار لاستيراد القمح.
إذاً، لا تغيير في مشهد الخبز ليوم الخميس 28 تموز. فمن ليس لديه صلة قرابة أو علاقة بموظّف داخل أحد الأفران، فعليه الانتظار في الطابور ومواجهة احتمال العودة إلى المنزل بلا خبز مدعوم.

مصدرالمدن
المادة السابقةوزراء زراعة دول الجوار ببيروت: فجوة الأمن الغذائي تتسع
المقالة القادمةالأسعار تكوي اللبنانيين: تضاعفت 3.1 مرّات خلال سنة