التقت النائبة عناية عز الدين في المجلس النيابي وفدا من طلاب دائرة الدراسات السياسية والادارة العامة في الجامعة الاميركية، في اطار البرنامج التدريبي لطلاب الجامعات الذي يتيح للشباب فرصة التعرف الى المؤسسة التشريعية والاطلاع على مسار العملية التشريعية وآلية عمل المجلس وطريقة تحضير النصوص القانونية وسير العمل في اللجان وفي الهيئة العامة.
ويتضمن البرنامج لقاءات مع عدد من النواب من مختلف الكتل البرلمانية.
بداية، رحبت النائبة عز الدين بالطلاب، واكدت “دور الشباب الطليعي في نهضة لبنان، ثم تحدثت عن “دور المجلس التشريعي والرقابي”. وتوقفت عند أبرز المشاريع واقتراحات القوانين التي اقرها المجلس وتوقفت عند قانون حق الوصول الى المعلومات،
وقالت: “ان المجلس النيابي السابق وفي ايام الحكومة السابقة التي كنت جزءا منها اقر حق الوصول الى المعلومات وانا اعتقد انها اداة ديموقراطية عظيمة وثمينة وعلينا جميعا ان نستفيد من كل الامكانات وان نشارك ونحاسب ونعرف ماذا يفعلون في هذه الدولة، وحق كل مواطن ليس فقط ان ننتخب المسؤول وهو يقوم بممارسة سلطته وهو حر وانا اجلس في بيتي واصرخ: يا جماعة ماذا تفعلون؟ فلا يكفي ان نعترض او نعرف ماذا يحصل حتى نرفع الصوت وننتقد ونصرخ واحيانا نعبر بطريقة التنمر على وسائل التواصل الاجتماعي للسلطة السياسية. واعتقد ان هناك ادوات ديموقراطية يجب ان نستعملها بطريقة علمية وقانونية ومعقولة اذ انه لا يمكن ان اقول لوزارة اريد ان اعرف ما هي مصاريفك منذ العام 1975 الى اليوم؟ فهذا غير واقعي لان السلطة السياسية ايضا جديدة على هذه الثقافة، ونحن نخرج من ثقافة تقول كل ما يخص العمل العام هو سر ولا علاقة لأحد به. في الواقع لا، هناك امور جديدة هي ملك الجمهور والناس التي وضعتنا في هذه المواقع اي مواقع الخدمة العامة هي ملك الناس حتى عندما يقول المسؤول ان هذا الموقع هو تكليف وليس تشريفا الا “يربحنا جميلة” انه يقول هكذا لان هذا واجب وهو في هذا الموقع، وقد ارتضى ان يكون فيه اذا هو يمارس السلطة حتى يكون ساهرا على مصالح الناس، وهذه واجباته وليس من اخلاقه. ان هذا تكليف وليس تشريفا، هذا الواجب والواقع الذي يجب ان يكون ولا احد يمنننا”.
وأضافت: “اذا لدينا اداة مهمة والمواطن عليه ان يستخدمها هي حق الوصول للمعلومات، وانتم الشباب اهم فئة تعرف ان تصل وتتصرف، طبعا هناك جمعيات مسؤولة انما انتم مسؤولون لكي تباشروا حتى تكونوا الطليعة في ممارسة العمل الديموقراطي الذي لا يقتصر فقط على الانتخابات، بل ايضا على حق الوصول الى المعلومات واعطاء الرأي والتعبير عنه بشكل علمي ومهذب بعيدا من التشويه والسباب والشتائم والمشاركة واعطاء الرأي والمساءلة، ويجب ان تبدأوا بالتدرب على ممارسة هذا الحق، وهذا يحتاج الى ادوات وتقنيات، كما تعلمون في السابق في الحكومة وفي موقعي الوزاري، حاولت ان اقدم نموذجين او خطوتين اساسيتين مفصلتين في موضوع حق الوصول الى المعلومات وممارسة العمل السياسي بشفافية ووضعنا خطة استراتيجية لمكافحة الفساد ومخططها التنفيذي، وقد التزمت الحكومة في بيانها الوزاري اقرارها والعمل على دعمها”.
وتابعت: “الاستراتيجية الثانية التي نعتقد انها اداة ومنعة لحق الوصول للمعلومات وللمساءلة هي استراتيجية التحول الرقمي التي تأمل هذه الحكومة ان تقر هذه الاستراتيجية بعدما قمنا بكل ما يجب ان نقوم به حتى تصبح جاهزة للاقرار سواء من التشاور مع بقية الادارات والوزارات او مع المراجعة مع خبراء عالميين ومع ممولين، وهي حاضرة وجاهزة وهناك جهات حاضرة لتمويلها. نحن كانت لدينا اعتراضات على مقاربتها في البيان الوزاري لان هناك محاولة لتجزئتها او تجزئة تنفيذها. ونتمنى ان تقر في اقرب فرصة، وهي تضع بنية تحتية ومنعة لحق الوصول الى المعلومات في اتجاه الوصول مستقبلا الى الحكومة المفتوحة، كما في كل الديموقراطيات في العالم بحيث يصبح المواطن شريكا في مراجعة السياسات وفي صنعها وابداء رأيه. وتعلمون في بلدان العالم المتطور تجري استفتاءات بناء على آراء المواطنين، حيث تأتيهم طلبات من خلال هذه المنصة التفاعلية التي تتأمن رقميا ويعرف المسؤول ان المواطن لديه اهتمام بموضوع معين ورغبة في تغيير سياسة معينة، اذن يحصل حوار وطني في هذا الخصوص ونتمتى ان تتأمن الامكانات والادوات التقنية لتفعيل حق الوصول الى المعلومات ولفتح امكان مشاركة الشباب وكل من يرغب من اللبنانيين للاطلاع على عمل المسؤولين والتشارك في وضع السياسات”.
طبعا، هذا مسار انما علينا جميعا ان نتعاون لكي نحققه ونحوله الى حقيقة. واعتقد نحن وانتم الشباب وخصوصا من خلال امكاناتهم وجذوة التغيير التي لديكم ومن خلال عقلكم الابتكاري، انكم قادرون ان تغيروا حتى ثقافة الناس المسؤولين لأنه في مكان ما هذا يحتاج ايضا الى تغيير ثقافي وانتم اكثر ناس يمكنكم وضع المسؤولين امام الامر الواقع الجديد الذي يجب ان يتعاملوا معه. فالواقع الذي نحن فيه غير قابل للاستدامة وغير ممكن ان نحقق عبره ولو تغييرا بسيطا لواقع افضل في المستقبل القريب، فما بالنا في المستقبل البعيد، في وقت كل العالم يتحدث عن اهداف تنمية مستدامة وشمولية بالتنمية نحن ما زلنا في حقوق الانسان الاساسية والمواطن الاساسية قاصرين عن تطبيقها بسبب غياب السياسات. ونحن في لبنان ليس لدينا سياسات بل اجراءات ومشاريع تنفيذية مبنية على ردة الفعل من دون ان تكون جزءا من رؤية عامة وسياسة عامة يبنى عليها، لذلك يحصل عندنا هدر مادي، اذا لدينا غياب السياسات والشفافية وهو موضوع واضح لا يلزمنا الكثير حتى نكتشفه”.
وختمت: “اتمنى ان يكون اهتمامكم، أنتم الشباب، بالشأن العام منتظما وان تضعوا رؤية، كما ان الدولة عليها ان تضع رؤية، وان تتخطوا كل الحواجز الطائفية والحزبية لان الشأن العام يطاول كل اللبنانيين، المياه والكهرباء والنفايات والتلوث. وللاسف، عندما يراد لبعض الامور الاساسية ألا تنفذ بسبب المصالح الخاصة تلبس لباسا طائفيا او مذهبيا او فئويا. اتمنى عليكم ان تكونوا واعين لكل هذه المحاولات وتنطلقوا نحو رحاب المصلحة العامة لكل اللبنانيين، فهذه هي الطريقة الوحيدة للتغيير”. ثم كان حوار بين عز الدين والطلاب.

المادة السابقةبيان للمكتب الاعلامي لوزير الاتصالات ردا على كتاب وزير المالية المتعلق بموازنات هيئة اوجيرو
المقالة القادمة“ميناء الفجيرة”: سنبدأ بتوفير وقود بحري نظيف للسفن في بداية العام 2020