عمال المرفأ يُعلّقون إضرابهم: هل تدوم التسوية الشفهية؟

تراجع عمّال شركة BCTC المشغلة لمحطة الحاويات في مرفأ بيروت عن إضرابهم الذي بدأوه في الثاني من آب الجاري، احتجاجاً على عدم رفع رواتبهم التي تآكلت بسبب الانهيار الاقتصادي.

نحو 500 عامل وافقوا على استئناف أشغالهم بعد تسوية شفهية تمت بين المدير العام للجنة المؤقتة لإدارة واستثمار مرفأ بيروت عمر عيتاني ورئيس مجلس إدارة الشركة زياد كنعان من جهة، والعمّال من جهة أخرى.
وقضت التسوية بالتعهّد بدفع مئة دولار نقداً بداية كل شهر، و50 دولاراً أخرى في منتصف الشهر لمدة خمسة أشهر. وبما أن هذه التسوية لم تترجم وتوثق في عقود العمل، فإن تطبيقها يبقى متوقفاً على «ضمير» الشركة ورغبتها في الالتزام. وفق عيتاني، فإن شركات الشحن هي التي ستموّل هذه الزيادات وليس الشركة. هذه المعطيات من شأنها أن تعزز مخاوف العمال بشأن عدم ديمومة الاتفاق. يرى محمد، أحد العاملين في الشركة أن أي زيادات جزئية لا تعدو كونها «إبرة مورفين» لإسكات الموظفين، مشيراً إلى أنه «مع كلّ ضغط أكبر يقوم به العمّال ترتفع نسبة الزيادة على الأجور». وقد وعد عيتاني في هذا الصدد بإمكانية زيادة النسبة في الأشهر المقبلة، فيما يؤكد العاملون أنهم مستعدون لاستئناف الإضراب ووقف حركة الاستيراد.
وكان العمال قد أعلنوا بداية الشهر الجاري الإضراب بسبب «موتهم» الثاني بعد الانفجار؛
أوقف جميع العمّال الذي يبلغ عددهم 454 عاملاً تشغيل جميع المحطات من إفراغ الحمولات وتحميلها. أطفأوا كل المحركات والرافعات وتوقّف المرفأ بشكل كامل عن العمل، فيما انضم جزء منهم إلى تحركات الرابع من آب لرفع الصوت ضد الغبن اللاحق بهم.
«أنتم محظوظون لأنكم لم تموتوا يوم 4 آب»، قالها أحد المسؤولين في الشركة لأحد الموظفين عبر رسالة صوتية، في محاولة منه للتخفيف من مصابهم. لم يموتوا صحيح، لكنهم يحملون تداعيات الانفجار كل يوم من عمل مضاعف وذكريات عصية على النسيان.

مصدرجريدة الأخبار - حنين رباح
المادة السابقةالاستشارات الطبية عن بُعد: مرحلة جديدة من العلاقة بين المريض والطبيب
المقالة القادمة30 ألف ليتر مازوت لطرابلس… ويمق: «الكحل أحسن من العمى»!