من يتحكّم بمفاصل وزارة الصحة؟ لا بل من يملك مفاتيحها من الداخل والخارج وملفّاتها مفتوحة أبداً على مصراعيها؟ قائمة تبدأ بمحسوبيات و”وسايط” الحصول على أدوية السرطان، ولا تنتهي بعصابات تسريب الأدوية المجانية إلى السوق السوداء. الوزير فراس الأبيض لا ينفي ما يحصل. وآخر تجلّيات الأعطاب العضوية هناك فجّرها عقد بين الوزارة وجمعية بيروت للتنمية الاجتماعية المعقودة اللواء لـ”تيّار المستقبل”.
الخلاصة تلزيم مستوصفَين تابعَين للوزارة إلى الجمعية مع استمرار الأولى بتكفّل المصاريف. تلزيم بنكهة الفضيحة يحصل بالتراضي، على قاعدة “أهليّة بمحليّة” كما يذهب البعض، ودون الرجوع إلى هيئة الشراء العام. الهيئة طالبت بتوضيح من الوزارة من خلال كتاب رسمي لكن دون جدوى. وذلك، للتذكير، جاء تزامناً مع إغلاق مركز الكرنتينا لتسليم أدوية السرطان. فهل هذا “يبشّر” بـ”تسونامي” استيلاء بعض الجهات السياسية على مراكز الرعاية الصحية والمستوصفات، بغطاء وزاري، تحضيراً لحملات انتخابية مقبلة؟ سؤال مشروع يفتح الباب أمام الجميع على سؤال أشمل حول سيناريو محتمل: أهو سقوط دور الوزارة الرعائي بالضربة القاضية وتَحوّلها، بمعيّة المستشارين، راعياً لفساد متعدّد الأوجه؟