كازينو لبنان: ارتفاع المراهنات وازدياد الأرباح

لم يشأ مدير عام الكازينو السيد رولان خوري الخروج الى الإعلام في هذه المرحلة الدقيقة التي يعيشها لبنان أو التحدث عن واقع الكازينو في ظل هموم أعتى يعيشها اللبنانيون، وبالفعل قد يبدو الحديث عن الكازينو مستفزاً للكثيرين لكن الإقبال عليه واقع لا يمكن إنكاره. من داخل الكازينو ومن مصادر عدة تلمّسنا كيف كان وضعه في السنتين الأخيرتين وكيف هو اليوم.

زبائن الكازينو أو رواده كما يحب المسؤولون تسميتهم تغيرت أحوالهم وأنقلبت أوضاعهم مع إنقلاب أوضاع لبنان، وحده حبهم للمقامرة لم يتغير. زبائن الماكنات لا يزالون الأكثر عدداً يتوافدون منذ العاشرة صباحاً أملاً بتسلية وربح بسيط، أعدادهم لم تتغير ما تغيّر ربما هو الوقت الذي يمضونه في اللعب بعد أن ارتفع ثمن “الفيشة”، ينفقون ما معهم ويذهبون.

أما زبائن صالات الألعاب فهذه قصة مختلفة كلياً، فهؤلاء غربلهم الوضع الاقتصادي، ترك منهم الميسورين اصحاب “الفريش موني” وأبعد من اصطلح على تسميتهم “شوفيرية التاكسي” او بشكل اصح اصحاب الدخل المحدود جداً. فمن كان يأتي سابقاً الى الكازينو ليلعب ب300 او 500 ألف ليرة لم يعد هذا المبلغ يسمح له باللعب أو ربما لم يعد يملكه ومن كان ينفق راتبه في لعبة ثم يستدين من المرابين المتواجدين في حرم الكازينو أو محيطه لم يعد قادراً على ذلك مع قيام إدارة الكازينو بالتعاون مع مخابرات الجيش بمنع هؤلاء من التواجد هناك. لذلك وحدهم من يملكون الكاش دولار استمروا رواد الكازينو. وان كان للأزمة المالية من حسنات فهي أنها ابعدت “الفقراء ” عن صالات الألعاب بعد ان نافست هذه الأخيرة في تفريغ جيوبهم.

دولار الكازينو لا يزال بـ1500 ليرة فيما اللاعبون يصرّفون دولاراتهم في الخارج ويلعبون بمبالغ طائلة لفترات أطول. فمن كان يأتي ليتسلى بألفي دولار سابقاً صار اليوم يمضي يومين او ثلاثة على الطاولة لينفق هذا المبلغ. الطاولات “مفولة” وعلى الرغم من التقيد بنسبة 50 % من القدرة الاستيعابية فإن عدد طاولات الروليت الملأى ليلياً يوازي 20 طاولة والزبائن ينتظرون بالصف…

المغتربون بدورهم بما يملكون من دولارات باتوا يشكلون ركيزة لألعاب الكازينو إنما لفترة محدودة تترافق ومدة إقامتهم في لبنان. المغترب كان سابقاً زبوناً عادياً يصرف ربما ألف دولار في الكازينو، صارت توازي 20مليوناً وما فوق لذا بات يتردد أكثر الى الكازينو ويصطحب معه أقارب واصدقاء. بالنسبة للعرب فقد تكون ألعابهم أكبر ولا سيما العراقيون والأكراد، والأموال التي ينفقونها أعلى لكنهم لا يمضون أوقاتاً طويلة في الكازينو، وحدهم اللبنانيون زبائن دائمون يمضون الوقت الأطول.

يقول أحد العارفين أن كازينو لبنان استفاد من الأزمة المالية ومن أزمة كورونا معاً. فبعد كورونا لم يعد عليه تخصيص مبالغ للعشاء والمشروب والسيكار فانخفضت كلفة التشغيل فيما ازدادت أرباح الألعاب نتيجة ارتفاع المراهنات وارتفاع اسعار الفيش وفقدان رواتب الموظفين الكبار التي كانت ترهق الكازينو لقيمتها الفعلية نسبة الى الدولار. وبعد أن وصل الكازينو الى حافة الإفلاس نتيجة المصروف المرهق يعود اليوم ويستعيد مجده بعد ان زادت نسبة الأرباح ثلاث مرات عن قبل كما يؤكد احد المطلعين. لكنها أرباح بالليرة اللبنانية تبقى ركيكة وغير ثابتة إذا ما “قرّشت” بالدولار…

 

مصدرنداء الوطن - زيزي إسطفان
المادة السابقةخطة “الصحة” الطموحة مغلّفة بـ”قشرة” رفْع الدعم الخجولة
المقالة القادمةسفينة حاويات ضخمة في مرفأ طرابلس تُعزّز جهوزيته