منعت القوى الأمنية تسعة موظفين مصروفين من منظمة «MAG» لنزع الألغام من الاعتصام، أمس، أمام مبنى المنظمة في دير الزهراني احتجاجاً على إقدامها على صرف حوالى 70 من موظفيها، الذين يعمل معظمهم في نزع الألغام، ومنهم مصابون، وأجبرتهم على الاعتصام بعيداً عن المبنى.
وخلال الاعتصام، استنكر المصروفون تذرّع الشركة بالعجز المالي لصرفهم، في حين نشرت المنظمة قبل أيام إعلاناً عبر منصة «دليل مدني» تعلن فيه عن حاجتها إلى موظفين جدد، عطفاً على أنها قررت تمويل برنامج في بيروت تبلغ قيمته حوالى 6 ملايين دولار.
وكانت الشركة المموّلة من الحكومة البريطانية أشارت، في وقت سابق، إلى أنها فسخت عقود عمل هؤلاء على دفعتين، في مطلع العام الجاري، وفي نهاية آذار الماضي بسبب «تراجع التمويل الآتي من الحكومة البريطانية». وقال مدير المنظمة سيلفان ليفورت راسل، للموظفين، في 17 تشرين الثاني الفائت: «أود أن أؤكد وأوضح أن قرار المملكة المتحدة بسحب دعمها للأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام في لبنان ليس مرتبطاً بأداء المجموعة الاستشارية للألغام وشريكتها NPA، بل هو قرار سياسي مرتبط بأولويات الحكومة البريطانية واستراتيجيتها».
وقال المصروفون الذين وقعوا ضحية عملية احتيال وابتزاز من جانب إدارة المنظمة، إنها ضغطت عليهم «كي يوقّعوا على براءات ذمم مقابل وعد تلقوه بإعادتهم للعمل مطلع نيسان الماضي إذ يكون قد تأمّن التمويل اللازم»، وهو ما لم يحصل. وفيما لا يزال المصروفون ينتظرون من المنظمة دفع بدل تعويضاتهم العائلية عن الأشهر الثلاثة الأخيرة، عمدت الشركة، خلافاً للقانون، إلى دفع بدلات التعويضات العائلية بالليرة اللبنانية على سعر صرف 1515 مقابل الدولار.
بالإضافة إلى ذلك، صرف قسم الحرس في المنظمة جميع موظفيه لمصلحة استقدام شركة خاصة وتلزيمها أعمال الحراسة والأمن لمقرات الشركة وأطقمها، من دون أن يضمن العقد ضمان ديمومة العمل لموظفي الحرس السابقين وبعضهم أمضى 17 عاماً في العمل. واعتبر معظم الموظفين المصروفين أن قراراً سياسياً صدر باستبدالهم بموظفين من طوائف ومذاهب أخرى. وزعم أحدهم: «ما بدن شيعة يقبضوا فريش دولار»، مشيراً إلى أنه يجري توظيف آخرين جدد بدل المصروفين من غير طائفة المصروفين، ومن بين الجدد أجانب وبرواتب أعلى من رواتب المصروفين، على حدّ قوله. وعزا المعتصمون غياب العدد الأكبر من المصروفين عن الاعتصام إلى ضغوط مارستها الإدارة عليهم استمرت حتى منتصف الليل الفائت، عبر «تجديد وعودها الواهية».