أسعار التذاكر بالـ«فريش دولار»: نقابة عمّال الـ«ميدل إيست»… ضدّ العمّال!

بدأت شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل «الوطني»، قبض ثمن تذاكر السفر بالعملة الوطنية وفق سعر صرف دولار المنصة أو بالدولار المصرفي، وحصرت الدفع بالـ«فريش دولار». عدم قانونية هذا القرار باعتبار أن مصرف لبنان يملك 99% من أسهم الشركة مما يجعلها «شركة وطنية ذات منفعة عامة» يُمنع عليها رفض العملة اللبنانيّة، لم يمنع إدارة الشركة عن اتخاذه بفعل الحماية السياسية التي يحظى بها رئيس مجلس إدارتها محمد الحوت، متذرّعاً بما أعلنه منذ أشهر بأن الـ«ميدل إيست» شركة «خاصة»، على عكس قرار مجلس شورى الدولة الصادر عام 1998.

مهما يكن من أمر، فإن تقاضي ثمن التذاكر بالدولار لن يغيّر شيئاً في واقع الموظفين الذين يتعدّى عددهم الـ2300. إذ أن رواتب غالبية هؤلاء تآكلت بفعل الأزمة الاقتصاديّة، علماً أنّها منخفضة أصلاً وتُراوح بين مليون ليرة للموظفين الجدد و7 ملايين لمن يعملون في الشركة منذ أكثر من 20 عاماً. ومنذ بدء الأزمة الاقتصادية، لم تجد شكوى العمّال الأرضيين في الشركة الأمّ والشركات الثلاث التابعة لها (MEAS, MEAG, MASCO) آذاناً صاغية. وبدلاً من رفع الأجور، لجأت الإدارة إلى إسكات الموظفين براتب «برّاني» كلّ بضعة أشهر لا يستفيد منه كل الموظفين.

ولأنّ الراتب الإضافي لم يعد طريقة مجدية لخفض شكوى الموظفين من الإجحاف، أطلقت إدارة الشركة وعوداً كثيرةً منذ بدء الأزمة، آخرها وعد بمضاعفة الرواتب، أي أن من يتقاضى مليون ليرة سيرتفع راتبه الى مليونين، وهو ما يرى فيه الموظفون أجوراً غير عادلة مع الأخذ في الاعتبار الأرباح التي ستجنيها الشركة بالـ«فريش دولار» ابتداءً من الشهر المقبل.

النقيب حسين عباس قال لـ«الأخبار» إنّ تحسين الرواتب عبر مضاعفتها «أفضل من الصرف»، لافتاً إلى أن الشركة «تعمل باللحم الحي لتأمين ديمومة العمل، خصوصاً مع وجود فائض في عدد العمال»، لافتاً الى أن «جميع العمال اللبنانيين صاروا تحت خط الفقر»(!)، و«الشركة نفسها تمر بظروف مالية صعبة مع تراجع حركة الركاب، فيما تدفع بالدولار للموظفين في مقرّاتها في الخارج وبدل قطع غيار للطائرات».

في المحصلة، لن يحصل موظفو «طيران الشرق الأوسط» على حقوقهم، مع اقتناعهم بأن الأزمة الاقتصادية «ليست وحدها التي أنهكت الشركة، بل إن المحسوبيّات هي من فعلت ذلك، إذ إن الشركة تعجّ بموظفين محظيين يروي زملاء لهم أن بعضهم نادراً ما يحضرون إلى مكاتبهم وأن آخرين يتقاضون رواتب أعلى من رواتب زملائهم وحتى من المسؤولين عنهم!

مصدرجريدة الأخبار - لينا فخر الدين
المادة السابقةالخليل: لنقرأ صلاة الميت على ما تبقّى من ودائع
المقالة القادمةجمعية المودعين ردا على مصرف لبنان: حذار من مغامرة غير محسوبة والمساس بالاحتياط