أسعار الدخول الى المسابح والمنتجعات السياحيّة بالدولار… ونار!

«وأخيرا اجت الصيفية»، جملة تتردد على لسان اللبنانيين العاشقين للبحر، ويبقى السعي للحصول على البشرة السمراء البرونزية غاية الغايات، خصوصا بعد فصل شتاء طويل وبارد. في الصيف تكثر النشاطات ومشاريع التسلية والترفيه، ولكن الذهاب الى البحر يبقى الأقرب والاحب للجميع، في ظل الأزمات التي تلقي بظلالها الثقيلة على لبنان اقتصادياً، اجتماعياً وحياتياً.

بالموازاة، فان دولرة تعرفة القطاع السياحي جعلت الفرد يفكر مرارا قبل عزمه الذهاب الي أي مكان، كما ان الشواطئ الشعبية ليست الأنسب بحسب المواقع الجغرافية لكل منها على الأراضي اللبنانية، خاصة بعد قصة «المايوه» على شاطئ صيدا الشعبي، والاشكاليات التي وقعت بسبب فئة متزمتة تسعى الى الأحادية وفصل البلد عن طابعه الشرقي المنفتح المميز والمعروف به.

من جهة أخرى، تعتبر الشواطئ المفتوحة بؤرة للتلوث ومكانا لتجمع النفايات ومياه المجارير، ناهيك بالشركات التي ترمي فضلاتها المصنعة من مواد كيميائية وصناعية في المياه مباشرة او بمحاذاتها، وضررها كبير على صحة الانسان خاصة الأطفال والثروة السمكية، وبالتالي فإن خيار الولوج اليها يعد بالأمر العسير.

التعرفة بالدولرة منذ العام المنصرم

بدأت دولرة القطاع السياحي منذ الموسم الماضي، بعد ان اضحى الدولار قاعدة أساسية لكل القطاعات والمنتجعات السياحية بما فيها بيوت الضيافة، الى جانب المسابح التي استعدت لفتح أبوابها امام اللبنانيين والسياح والمغتربين للشروع بموسم الصيف، الذي سيكون واعدا بحسب توقعات وزارة السياحة والأمين العام لاتحاد النقابات السياحية السيد جان بيروتي، وبحسب الاحصاءات التي تشير الى تسجيل رقم كبير لجهة الوافدين الى لبنان.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه، وهو ما يعني المواطنين ويأتي بالدرجة الأولى: كم ستبلغ التعرفة لهذا العام؟

الجدير ذكره في هذا السياق، ان ثمن تذاكر الدخول في الموسم الماضي كانت مرتفعة، والكثير من المسابح تقاضت بدل «الدخولية» بالدولار، وتراوحت الأسعار ما بين الـ 10 و20 دولارا للفرد الواحد، هذا طبعا بحسب الخدمات المقدمة للشخص، الى جانب الموقع الجغرافي لكل منها.

تذكرة الدخول انخفضت… ولكن!

يتحدث الجميع عن انخفاض تعرفة الدخول هذه السنة عما كانت عليه في الموسم الفائت، ولكن ماذا عن المواطنين الذين يتقاضون رواتبهم بالعملة الوطنية. مع العلم ان التعرفة تعتبر متدنية بالنسبة للوافدين، ولكن بالنسبة للبنانيين قد تكون غير عادلة.

وفي هذا السياق، قالت مانويلا لـ «الديار»: «صحيح ان الأسعار تعدّ مقبولة، لكن لا اعتقد ان عائلة مؤلفة من 4 افراد بإمكانها دفع رسم الدخول، خاصة ان المشكلة ليست في التعرفة بقدر ما هي في أسعار المشروبات والمأكولات داخل هذه الأماكن، بحيث ان سعر قنينة المياه الصغيرة وصل الى 80 ألفا».

التعرفة غير ثابتة

بالمقابل، وبحسب المعلومات المتوافرة، فان هذه التعرفة لن تبقى طوال فصل الصيف، بل ستتبدل بحسب الجدول الخاص لكل منتجع ومسبح. وفي هذا الإطار، يعيد وسام، وهو مسؤول في أحد المسابح، السبب «الى ارتفاع أسعار المحروقات التي تسجل 80 في المئة من كلفة الأعباء وتدفع بالدولار، لذا الالتزام بتعرفة الدخول مبدئي في الوقت الحالي». أضاف «الأسعار سترتفع في الأيام والاسابيع المقبلة، ويبقى هذا الامر محكوما بالوضع العام في البلد واستقرار سعر صرف الدولار في السوق الموازية».

نبذة عن الأسعار

«الديار» جالت على معظم المسابح والمنتجعات اللبنانية، وكانت التعرفة متفاوتة ما بين منطقة وأخرى:

– مثلا أسعار الدخول الى منتجع «وايت بيتش» في البترون، للصغار من عمر 5 الى 12 عاما 200 ألف ليرة، وللكبار 250 الفاً ، اما في «الويك اند» فإن الأسعار تتبدل لتصبح على الشكل الاتي: للصغار 400 الف وللكبار 500 الف.

– التعرفة في منتجع THE PALMS في خلدة، خلال أيام الأسبوع للصغار من عمر 5 الى 12 عاما بـ 6 دولار، وللكبار بـ 12 دولارا، وتتغير الأسعار في «الويك اند» وتصبح على الشكل الاتي: الصغار بـ 7 دولار والكبار بـ 15 دولارا.

– اما «اوتيل» AZURE BEACH RESORT في ذوق مصبح، فالأسعار خلال أيام الأسبوع للكبار والصغار 20 دولاراً ، بينما ترتفع التعرفة في «الويك اند»، أو إذا صُودِف يوم عيد في منتصف الأسبوع فثمن التذكرة للكبار والصغار تصبح بـ 25 دولارا للشخص. بالإشارة الى ان دخولية الأطفال الذين هم ما دون الـ 5 سنوات هي مجانية.

– وفي الجنوب، أسعار الدخول الى استراحة صور السياحية بدءا من 10 دولار، كذلك الامر بالنسبة الى منتجع «البيلي فيو».

المسابح المخصصة للنساء هي الاغلى

تقصد النساء المحجبات خصوصا، والنساء عموماً، المسابح المغلقة بحثا عن الخصوصية، الا ان الدخول اليها ثمنه مضاعف عن تلك المختلطة، بحيث ان الأسعار تبدأ من 15 دولارا صعوداً، اما في منتجع «النسيم» فالتعرفة حاليا بـ 7 دولار.

والجدير ذكره، انه يوجد في لبنان عدد لا بأس به من المسابح المخصصة فقط للجنس اللطيف، وبعضهن غير ملتزمات دينيا، ولكن يسعين الى هذه الأماكن بحثا عن الراحة والهدوء، وللتمتع بلهيب الشمس الحارقة بعيدا عن الازعاج وعمّن يبحثون عن التعارف.

في الخلاصة، يتضح ان كلفة تذاكر الدخول متفاوتة بين منطقة وأخرى، كما انها تختلف في الأيام العادية عمّا تكون عليه نهاية الأسبوع. فالتعرفة غير مقيدة او مستقرّة، كما ان معظم المسابح والمنتجعات لا تعطي أجوبة واضحة بالنسبة للأسعار عما إذا كانت ستبقى ثابتة او ستتبدل في الأيام المقبلة، والأرجح انها سترتفع بحسب البعض.

مصدرالديار - ندى عبد الرزاق
المادة السابقةإنتاج الورق لن يتوقف رغم التطوّر التكنولوجي.. بكداش: ستستمرّ 50 سنة
المقالة القادمةفي افتتاح المركز التجاري الدائم لتسويق المنتجات اللبنانية في العراق تحت شعار “صنع في لبنان”