ارتفاع التكاليف يجعل شراء سيارة ترفا في الاقتصادات الناشئة

تفرض شركات صناعة السيارات، التي تشهد ضغط طلب المستهلكين وارتفاع تكاليف المواد، تسعيرا أكبر على المركبات مما قد يفتح الباب أمام حدوث ركود يعيق هذه التجارة خلال الفترة المقبلة وخاصة في الاقتصادات الناشئة والنامية.

وأظهر المؤشر السنوي الصادر عن مرصد سيتيليم الفرنسي في وقت سابق هذا الأسبوع أن استخدام السيارة أصبح أمرا مكلفاَ أكثر فأكثر، على الرغم من أن الكثير من السائقين وأصحاب المركبات يجدون صعوبة في التخلص منها.

ويقول الخبراء إن هذا الوضع يعكس حجم الضغوط التي خلفها التضخم القاسي على القدرة الشرائية في العديد من دول العالم.

ويُعدّ رفع الأسعار وقت الأزمات، مثل ما يشهده العالم حاليا، أحد الأساليب التي تعتمدها شركات صناعة السيارات للمحافظة على تحقيق مستوى معقول من الأرباح، لكنه بات اليوم طاردا للزبائن.

وأظهر هذا التحقيق الذي أجري في 18 بلدا أن سبعة من كل عشرة سائقين يعتبرون أن التنقل بالسيارة يتطلب تضحيات مالية، غير أن 72 في المئة في المعدل العام يقولون إنهم غير قادرين على الاستغناء عن السيارة.

وأجري هذا الاستطلاع على الإنترنت في الفترة بين الثالث والعشرين من يونيو والثامن من يوليو الماضيين على يد شركة هاريس إنتر أكتيف، وشمل 16.6 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما، وفق أسلوب الحصص.

وشمل الاستطلاع ثلاثة آلاف لقاء مباشر في فرنسا، و800 في كل من البلدان الأخرى.

وما يقرب من ثلثي الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع يخشون أن يفقدوا الموارد اللازمة لاقتناء سيارة في المستقبل، خصوصا في تركيا والمكسيك والبرتغال والبرازيل. وتبلغ نسبة هؤلاء 59 في المئة في فرنسا.

وينظر السائقون إلى مثل هذا الفقدان بطريقة سلبية، حيث يخشون أن يمنعهم ذلك من التنقل بالطريقة التي يريدون، بيد أن 20 في المئة من الأشخاص المستطلعة آراؤهم رأوا في هذا الاحتمال أمرا جيدا للبيئة.

وقال ما يقرب من ستة من كل عشرة أشخاص شملهم الاستبيان إنهم تخلوا سابقا عن بعض التنقلات بسبب الكلفة المترتبة على ذلك، خصوصاً في البلدان الأكثر ضعفاً على الصعيد الاقتصادي، مثل تركيا وجنوب أفريقيا.

وأشار أغلب الفرنسيين الذين شملهم الاستطلاع إلى أنهم يقلصون تنقلاتهم، فيما يقارن 46 في المئة من هؤلاء الأسعار لشراء الوقود الأرخص، و44 في المئة يحاولون تكييف قيادتهم لتقليل استهلاكهم للوقود.

وذكر ثلث سائقي السيارات أيضاً أنهم صاروا في الغالب يتنقلون مشياً أو يستعملون الدراجات الهوائية أو السكوتر.

ومن ألمانيا إلى البرازيل مرورا بفرنسا، أكثر من نصف الأشخاص المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم استغنوا عن إحدى سيارات الأسرة أو يعتزمون الإقدام على مثل هذه الخطوة قريباً.

والأشخاص الذين دون سن الـ35 هم الأكثر ميلا إلى التخلي تماما عن السيارات الخاصة، إذ تصل النسبة لديهم إلى 34 في المئة، في مقابل 26 في المئة لدى الفئات الأكبر سنا.

وكان مركز أبحاث السيارات في ألمانيا قد حذر في مايو الماضي من أن أسعار المركبات قد يرتفع هذا العام. وتوقع بيع 67.6 مليون سيارة جديدة، أي أقل بنحو مليون مركبة مقارنة بعام 2020، وهي أقل كمية منذ عام 2011.

وعزا المركز السبب الرئيسي للركود إلى مشكلات كبيرة في الإنتاج نتيجة نقص المواد التي تدخل في صناعة السيارات والمشاكل في سلاسل التوريد، لكنه لم يشر إلى مسألة ارتفاع الأسعار في قطاع تجارة السيارات.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةواشنطن تضع نفسها في مواجهة منظمة الطاقة الأقوى في العالم
المقالة القادمةضبابية السياسة النقدية تعمّق انحدار الليرة اللبنانية في السوق السوداء