ارتفاع تكاليف رحلات الطيران يُقيّد عودة نمو حركة السفر

تسبّب ارتفاع أسعار الوقود في الأسواق الدولية مؤخرا متأثرة بما يحدث في شرق أوروبا في تبدد آمال معظم شركات الطيران في دعم نمو نشاطها بعد الوباء، وهو ما انعكس بشكل ملحوظ على حركة المسافرين.

وبعد عامين على بداية الجائحة، كان كل ما يريده الناس هو القيام برحلات طال انتظارها، لكن أسعار التذاكر ارتفعت كثيرا بعد أن أجبر سعر برميل النفط الذي بلغ 130 دولارا الشركات على تكبد نفقات إضافية، ما جعل الكثيرين يصرفون النظر عن سفرهم أو تأجيل خططهم حتى تستقر حالة السوق.

ويتوقع خبراء القطاع أن تستمر هذه الحالة لبعض الوقت مما يزيد من التكاليف على المستهلكين الذين يواجه الكثيرون منهم بالفعل أسعارا أعلى طالت المواد الغذائية ومدفوعات الإيجارات وغيرها.

وباتت المشكلة الرئيسية لشركات الطيران الآن هي ارتفاع تكلفة وقود الطائرات التي زادت بواقع 45 في المئة هذا العام إلى 3.3 دولار للغالون. وفي وقت سابق هذا الشهر، تجاوزت الأسعار الأربعة دولارات وهو أعلى مستوى منذ 2008.

وتُظهر بيانات بلومبرغ إنتليجنس أن وقود الطائرات يشكل حوالي 20 إلى 25 في المئة من نفقات التشغيل السنوية لشركات الطيران.

ومع هذه الأسعار ألغت شركات رحلات كان مخططا لها، حيث خفضت مجموعة ألاسكا أير رحلاتها بنسبة 5 في المئة خلال النصف الأول من هذا العام، كما أكدت أوليجنت أير خفض طاقتها الاستيعابية للربع الثاني بما بين 5 و10 في المئة.

وكانت أسعار الرحلات الجوية في ارتفاع حتى قبل الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أدى إلى فوضى في سوق النفط بفضل انتعاش الطلب.

وحاليا يبلغ متوسط سعر الرحلات الداخلية في الولايات المتحدة 300 دولار تقريبا بزيادة 36 في المئة مقارنة ببداية هذا العام، لتعود متوافقة مع أرقام عام 2019، وفقا لمحرك بحث السفر “هوبر”.

ونسبت بلومبرغ إلى هيو أيتكين نائب رئيس الرحلات الجوية في موقع سكاي سكانر قوله إن “أسعار الرحلات كانت منخفضة خلال العامين الماضيين، حيث استخدمت شركات تلك الوضعية للتنافس على الحجوزات”.

وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية سمح الطلب القوي على السفر لشركات بتسعير تذاكر الطيران عند مستويات أقرب إلى مستويات ما قبل الجائحة من أجل العودة إلى الربحية.

وقد يكون الجزء الأكثر إثارة للدهشة بالنسبة إلى العديد من المسافرين هو مدى السرعة التي يمكن أن تتغير بها الأسعار، خصوصاً بالنسبة إلى أولئك الذين اعتادوا على أسعار أرخص خلال الجائحة.

 

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةصحيفة فرنسية تتنبأ بالمخاطر التي ستحل بالاقتصاد العالمي جراء الحرب في أوكرانيا
المقالة القادمةأسبوع الفصل في «ليّ الأذرع» بين المصارف وقضاة الحكم!