البقاع: ملايين الليترات “محتكرة” تمهيداً للتهريب ضبطها الجيش والقوى الأمنية

في المشهد العام رافق توقيف دعم المحروقات حفلات مجون لأرباب السلطة وتباكيهم، بعدما تحوّل بفعل سياسة التلطي خلف أوجاع الناس الى مزاريب هدر المال العام، مرة بالاحتكار واستمراراً بالتهريب، حتى أصبح “دجاجة تبيض ذهباً” لدى السياسيين وأزلامهم المنتفعين وكارتيلات النفط، فيما المواطن يتلوى ذلاً وقهراً. فجأة وبسحر “القبضة الأمنية” إمتلأت خزانات محطات الوقود في البقاعين الغربي والأوسط بالبنزين والمازوت وأصبحت الكمية كميات تكفي البقاع والبقاعيين لأكثر من اسبوعين، وعادت المحطات الى العمل بحراسة ومواكبة عسكرية بما فيها المحطات التي شهدت منذ بداية الأزمة اقفالاً، فُتحت بعدما تم اكتشاف آلاف الليترات مخزنة منها بخزانات تحت المحطة ومنها خزانات ليست قريبة.

وفي أماكن سرية بعيدة عن الأعين، خبئت بطرق احتيالية لمنع وصول القوى الامنية والعسكرية والمفتشين لمعرفة الكميات المخزنة، كل ذلك بغطاءات سياسية وأمنية فضح أمرها بعد محاولات لفلفة الموضوع لتقليص الخسارة عليهم.

وأكد مصدر أمني لـ”نداء الوطن” أن ما دفع القوى الامنية والعسكرية لأن تقوم بحملات مداهمة على المحطات، هو قرار حاكم مصرف لبنان، فبمجرد أن سُرب القرار حتى أقفلت جميع المحطات ومراكز تعبئة الغاز وتوقفت عن العمل ومعها توقفت الحركة، ظناً منهم أنهم يستطيعون أن يخبئوا ما لديهم من كميات من المحروقات المدعومة الى وقت سريان بدء العمل بقرار رفع الدعم. وقال: “فوجئنا بالكميات الهائلة التي ضبطت في الخزانات، وبالطرق الاحتيالية لمنع وصول المفتشين اليها، تم ضبط ومصادرة محروقات من قبل الجيش والقوى الأمنية خلال أقل من أسبوع ما يقارب الـ30 مليون ليتر، في محطات البقاع وفي صهاريج وخزانات تحت الارض. منها نحو 17 مليون ليتر مازوت، أكثر من 10 ملايين ليتر مجهزة لأن تهرب الى سوريا، و7 ملايين ليتر تباع في السوق المحلي بسعر السوق السوداء، وحوالى 13 مليون ليتر بنزين في غالبية محطات البقاع، والتي أجبر أصحابها على بيع ما لديهم للمواطنين بالسعر الرسمي”،

وكشف المصدر أن هذه الخطوة مستمرة وبعد أن لاقت ارتياحاً شعبياً ستعمد القوى الأمنية والجيش على توزيع المحروقات، بنزين ومازوت، مجاناً على المواطنين بحال تم ضبط مخازن ومحطات تخزن كميات تفوق حاجتها الاسبوعية. فهذه الخطوة كان بدأها في البقاع “ثوار ثعلبايا” في البقاع الاوسط، من خلال قيامهم بكبسات على المحطات “وقياس الخزانات” ليتبين أن العديد من المحطات تخزن البنزين، فعمدوا على فتحها أمام المواطنين لتعبئة خزانات سياراتهم بالسعر الرسمي طيلة ساعات اليوم.

كما أكد ملحم الحشيمي “أثناء قيامنا بقياس خزانات احدى المحطات المقفلة كلياً، وجدنا فيها كمية من المازوت كبيرة جداً، عمدنا على فتحها وتطوعنا على بيع ما فيها، وقمنا بتسيير العمل فيها على مدار ثلاثة ايام، وسلمنا ثمن كل ما بعناه لصاحبها وتركناها بعهدة الجيش والقوى الأمنية. وختم: “الجشع عند غالبية التجار، يأكلون من لحمنا ومن قوت اولادنا، يجب ألا نسكت لان سكوتنا يقويهم ويزيدنا ضعفاً فيما هم يسرقوننا، سنستمر بملاحقة المخالفين وتجار الازمات”.

مصدرنداء الوطن - أسامة القادري
المادة السابقةأزمة المحروقات “راجعة”… وأعنف بكثير
المقالة القادمةالبنزين للشبيحة… وللمواطن بـ 500 و700 ألف و”إذا مش عاجبك خليك مقطوع”