البنزين للشبيحة… وللمواطن بـ 500 و700 ألف و”إذا مش عاجبك خليك مقطوع”

لم تدم نعمة الكهرباء في منطقة النبطية طويلاً، سقطت بضربة العتمة القاضية، سدّدت شركة الكهرباء ركلة جزاء قاسية في حق القرى، عبر إعلانها توقف خط الـ66 عن الخدمة، في رد مباشر على فرض رؤساء بلديات المنطقة تغذية البلديات بالقوة، ما ادخل القرى مجدداً في ظلام دامس الى أجل، في حين ما زالت الاشتراكات تنعي نفسها يومياً، ما يشي بأن الانزلاق نحو الغضب دنا، إلا اذا قرر الاهالي الارتضاء بالشمعة على تشكيل قوة ضغط قوية تجاه من يلحق بهم الاذى، وهو ما تراه مصادر متابعة بعيداً نسبياً عن تفكير الاهالي المنشغلين حالياً بالبحث عن البنزين الذي فقد بشكل شبه كامل من منطقة النبطية، في حين تسابقت المحطات على الاشكالات داخلها والتي استخدمت بمعظمها السكاكين والاسلحة، كنوع من الخديعة لاقفال المحطة، أما البنزين فبات حصراً “للشبيحة” ممّن يسيطرون على المحطة، فيما المواطن ممنوع عليه المادة الا اذا دفع خوة، فتنكة البنزين وصلت هذه الايام الى الـ500 والـ700 الف ليرة، و”اذا مش عاجبك خليك مقطوع”.

إستبشر الاهالي خيراً بدخول الجيش على خط التنقيب عن البنزين داخل المحطات، ظنوا ان المحطات ستعمل كلها، ويتمكّن الجميع من ملء الوقود، ولكن “عشم ابليس بتنكة بنزين”، يردّد يوسف الذي يأسف أنه ما ان دخل الجيش حتى اختفى البنزين من كل المحطات، ومع الاسف ايضاً من فتحت بالاكراه افتعلت المشاكل لتغلق، وبقينا من دون بنزين”.

أما جديد الأزمات فهو فقدان الفحوصات المخبرية، إذ بات من الصعب ايجاد فحص الدم cbc وهو ابسط أنواع الفحوصات، ما يعني ان مزيداً من الضغط على المواطن يمارس عليه، وسط سيل الاسقاطات والاتهامات الحاصلة. تقول رونا عاملة في احد المختبرات ان الفحوصات فقدت كلياً من مختبرات النبطية، حتى الفحوصات الاقل من عادية، ما يضطرنا لارسالها خارج المدينة، جازمة بأن هذه المشكلة مرجحة للتفاقم مع الايام القادمة وسط فقدان كل المستلزمات الطبية المطلوبة، والمريض اليوم بات في حيرة من أمره وعجز كبير، اذ يصعب عليه اجراء فحص ودفع تكلفته ايضاً التي تضاعفت بشكل كبير. وحده المواطن يتجرّع كأس سمّ الازمات، ينتظر لساعات وساعات في طوابير البنزين والخبز والبحث عن الدواء والفحوصات وقريباً المياه، أما الحلول فهي الوحيدة الغائبة ولا اثر لها في المدى المنظور، بإختصار: إبكِ انت في لبنان.

 

مصدرنداء الوطن - رمال جوني
المادة السابقةالبقاع: ملايين الليترات “محتكرة” تمهيداً للتهريب ضبطها الجيش والقوى الأمنية
المقالة القادمةالعودة إلى الينابيع: طوابير للمياه أيضاً!