التوجّه لحل مشكلة النفايات في بيروت برفع قيمة عقود الشركات ولكن…

لم تخلع مدينة بيروت عنها بعد لباس الدمار، الذي لحق بالعاصمة حتى غيّر ملامحها بشكل كبير بسبب “الإنفجار الزلزال” الذي هزّ مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020، فالمشهد السوداوي منذ ذاك التاريخ لم يتغيّر رُغم إصلاح جزء لا يذكر من الأبنية وبجهود سكان العاصمة وبعض الجمعيات.

اليوم بيروت عالقة بين أزمتين: أزمة الاضرار الجسيمة وأزمة النفايات المتراكمة نتيجة تخفيض شركة رامكو للقدرة التشغيلية لديها، بسبب إرتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة. وبحسب ما علمت “النشرة”، شركة رامكو تتقاضى المبالغ من بلدية بيروت على دولار 3900 ليرة.

الأسبوع الماضي، حضر ملف النفايات على طاولة المجلس البلدي في بيروت للتباحث في مسألة تعديل العقد مع شركة “رامكو” بشكل يسمح بحلّ هذه المشكلة، يتضمّن مخارج معيّنة تسمح بتعديل سعر الطنّ، استناداًإلى أن ذلك يمكن اتمامه في حالحصلارتفاعفيسعرالمازوتأوتعديلفيالرواتبوالأجورأوإنخفضتكميّةالنفايات. وتشير المصادر، عبر “النشرة”،إلى أنه ” تم التباحث في إيجاد مخارج لتحسين عمل الشركة، والتركيز على تعديل سعر الطنّ بنسبة زيادة توازي حوالي 30%، وذلك بسبب إرتفاع حصل مؤخراً في سعر المازوت، دون الأخذ بعين الاعتبار أن كمية النفايات إنخفضت بسبب الأوضاع الإقتصادية”.

تشدّد المصادر على أن “بلدية بيروت إتخذت القرار برفع السعر ولكن هذا لا يعني أن التطبيق سيبدأ فوراً، فالقرار سيرفع إلى محافظ بيروت القاضي مروان عبود للموافقة، على أن يقوم برفعه بعدها إلى ديوان المحاسبة للمصادقة، ويأخذ طريقه من ثمّ الى وزير الداخلية بسام المولوي ليصبح نافذاً وبالتالي المسألة ستستغرق أشهراً عدّة”، مؤكدةً أن “هذا الحلّ موقت يجب أن يساعد في التخفيف من مشكلة تراكم النفايات، ولكن الحلّ العام يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء لكيفية تحديد سعر الطنّ للمتعهدين، وهذا الأمر لا يقتصر فقط على قضية القُمامة بل على كل التعهدات في لبنان”.

إذاً،وجدت بلدية بيروت حلاً لمشكلة “رامكو” وإتخذت خطوات ترقيعيّة موقتة، في المقابل لا تزال تفترش النفايات شوارع المتن وكسروان ومجلس الإنماء والأعمار لم يحرّك ساكناً حتى إن رئيسه لم يكلف نفسه عناء الإجابة على أسئلة طرحناها عليه حول الموضوع… ليبقى مصير هذين القضاءين رهن الحلول الشاملة وإلا القمامة ستبقى في الشوارع والأمراض ستكون متنقّلة… فماذا تنتظر وزارة البيئة لتتحرّك بشكل جدّي على هذا الصعيد، فإذا كان لم يكتب للإنسان في لبنان أن يعيش حياة كريمة، كما حصل مؤخراً بسبب الأزمة الإقتصاديّة، فهل مكتوب عليه أن يموت أيضاً بسبب الأمراض، لأنّدولته الفاجرةلا تسأل عنه، ووزراءه يسافرون لحضور مؤتمرات تتعلق بالتغيير المناخي البيئئي متناسين بيئة شعبهم تعشّش فيها السموم والجراثيم ويعاني ويحتاج إلى حلول لا الى سفر “طق الحنك”!.

 

مصدرالنشرة - باسكال أبو نادر
المادة السابقةعجين الدولار والنفط: المطاحن تطلب زيادة سعر الطحين
المقالة القادمةالدواء والمحروقات والخبز نموذج عن “الإنهيار القاتل”: الأسعار قبل رفع الدعم وبعده؟!