الدواء والمحروقات والخبز نموذج عن “الإنهيار القاتل”: الأسعار قبل رفع الدعم وبعده؟!

منذ العام 2019، يمكن الجزم بأن القوى السياسية أدخلت البلاد في مرحلة من “الإنهيار القاتل”، غير مهتمّة بمصير المواطنين لأنّ مصالحها تتقدم على أيّ شيء آخر. فهي لا تزال تفضّل الإستمرار في السجالات السّياسية التي لا تقدّم أو تؤخر، بدل العمل على إيجاد الحلول التي تحافظ على الحدّ الأدنى من الحياة الكريمة، في حين أنّ الوعود الإنتخابيّة بدأت تنهار على اللبنانيين، قبل أشهر قليلة من موعد الإنتخابات النّيابية، بشكل لا يصدّق.

في الوقت الراهن، تعقد الجهّات المعنيّة الإجتماعات للبحث في كيفية تقديم الحلول، خصوصاً بعد أن فقدت الرواتب والأجور قيمتها في ظلّ تخطّي سعر صرف الدولار عتبة 23000 ليرة، لكن هناك إصرار على التعامل مع العمال والموظفين كمتسوّلين، من خلال الحديث عن مساعدات إجتماعيّة بدل العمل على تصحيح الرواتب والأجور.

بعيداً عن الإرتفاع الحاصل في أسعار مختلف السلع والخدمات، من الضروري القيام بمقارنة بسيطة بين أسعار 3 سلع أساسية لا يمكن الإستغناء عنها، للكشف عن الواقع الذي أوصلت إليه تلك القوى المواطنين خلال فترة قصيرة، حيث تُركوا لمواجهة مصيرهم وحدهم، بينما هي لا تزال مصرّة على البحث عن مصالحها.

البداية ستكون من أسعار بعض الأدوية، التي تستخدم بشكل كبير من قبل اللبنانيين، حيث تؤكد المقارنة، بين ما كانت عليه قبل رفع الدعم واليوم، أنّها لم تعد متاحة أمام العموم، بسبب الإرتفاع الهائل في أسعارها، فمعالجة عدم توفّرها في الأسواق كانت برفع أسعارها إلى مستويات لم يعُد من الممكن شراؤها من قبل فئات واسعة من اللبنانيين.

في ما يلي نموذجاً بسيطاً عن أسعار عن بعض الأدوية:

-“augmentin 1 g tab”: من 12000 إلى 128000 ليرة.

-“panadol syrup”: من 5000 إلى 40000 ليرة.

-“panadol tab 500 mg”: من 3500 إلى 25000 ليرة.

-“nexium 40 mg”: من 21000 إلى 209000 ليرة.

-“zinnat 250 tab”: من 9000 إلى 83000 ليرة.

-“mucosalvan syrup”: من 7000 إلى 69000 ليرة.

-“brufen 400 tab”: من 6500 إلى 64000 ليرة.

-“alergical exp”: من 12000 إلى 97000 ليرة.

-“aerius syrup”: من 12000 إلى 74000 ليرة.

-“loratine tab”: من 7000 إلى 45000 ليرة.

-“fucidin cream”: من 7000 إلى 68000 ليرة.

-“‏pedia vit drops”: من 9000 إلى 85000 ليرة.

-“alpha light”: من 3500 إلى 30000 ليرة.

-“zyrtec tab”: من 8000 إلى 124000 ليرة.

-“humex”: من 8000 إلى 86000 ليرة.

-“flagyl 500”: من 6000 إلى 57000 ليرة.

-“buscopan 20 tab” من 7000 إلى 53000 ليرة.

على مستوى أسعار المحروقات، التي تترك تداعياتها على مختلف السلع والخدمات الأخرى، تأتي المقارنة بين الأسعار عندما كانت على أساس سعر صرف 3900 ليرة مقابل الدولار واليوم، الأمر الذي يظهر أنّ الموظف بات يحتاج إلى أكثر من نصف راتبه للوصول إلى مكان عمله، بينما السلطات المعنيّة لا تزال تشكّل اللجان لإجراء الدراسات “اللازمة”، مع العلم أنه في ظل تعطّل الحكومة عن الإجتماع فإنّ أيّ إتّفاق قد يحصل لن يكون من الممكن تطبيقه:

-سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان: من 61100 إلى 310800 ليرة.

-سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان: من 62900 إلى 319600 ليرة.

-سعر صفيحة المازوت: من 46100 إلى 311000 ليرة.

-سعر قارورة الغاز: من 37600 إلى 266000 ليرة.

أما ربطة الخبز، التي كانت توصف بأنها “لقمة الفقير”، فهي أيضاً لم تكن بعيدة عن “الإنهيار القاتل”، نظراً إلى أنّها كغيرها من السعر تأثّرت بإرتفاع سعر صرف الدولار في السوق وإرتفاع أسعار المحروقات، فبعد أن كانت الربطة بحجم وسط بـ1000 باتت اليوم بـ5000 ليرة، بينما سعر ربطة الخبز بحجم كبير ارتفع من 1500 إلى 7000 ليرة.

في المحصّلة، الأسعار المذكورة في الأعلى من المرجّح أن ترتفع أكثر في الأيام المقبلة، نظراً إلى التصاعد الحاصل في سعر صرف الدولار في السوق السوداء، الأمر الذي ينبئ بالمزيد من الكوارث الإجتماعيّة، في حين أنّ القوى السياسية لا تتزال تتفرج على هذا الواقع، منتظرة الفرصة المناسبة لزيادة مكاسبها.

مصدرالنشرة - ماهر الخطيب
المادة السابقةالتوجّه لحل مشكلة النفايات في بيروت برفع قيمة عقود الشركات ولكن…
المقالة القادمةمصرف لبنان يستأجر شقّة من الحاكم في باريس: «متران مربّعان» بنصف مليون دولار