السرطان يلتهم لبنان… ويفتك بأرواح 8976 شخص سنوياً

ألف مبروك للطالب المجتهد “لبنان” على احتلاله المرتبة الأولى عن فئة عدد الإصابات بمرض السرطان!

من شر البلية ما يضحك… فبعد أزمة النفايات التي عانى ويعاني منها لبنان، ها هو يحصد اليوم نتيجة “طبيعية” لتلوث يضربه في صميم كل الأصعدة… فمن زحمة السير إلى نفايات البرّ والبحر، إلى المياه الملوثة، وصولاً إلى معامل الموت بوجوهه المختلفة… والحبل على الجرّار.

فلبنان لم يعد الأوّل بالفساد فقط، ولا بالتلوث، ولا بالفقر والبطالة والحقوق المهدورة، ولا بالأجور المتدنية وغلاء المعيشة وإهمال الطفولة وإذلال المسنّين، بلّ تفوّق بمجال جديد و أصبح الأوّل أيضا في الموت بسبب الإصابة بالسرطان.

احتلّ لبنان المرتبة الأولى بين دول غرب آسيا في عدد الإصابات بمرض السرطان

بحسب تقرير صدر حديثاً احتلّ لبنان المرتبة الأولى بين دول غرب آسيا في عدد الإصابات بمرض السرطان قياساً بعدد السكان. ولفت التقرير الى أن هناك 242 مصاباً بالسرطان بين كل 100 ألف لبناني، فيما سُجلت أكثر من 17 ألف إصابة جديدة في الـ 2018، ونحو 9000 حالة وفاة. ما يجعل من ضحايا السرطان سنوياً أكثر من عدد الضحايا الذين سقطوا سنوياً في المرحلة ما بين اندلاع الحرب الأهلية عام 1975 وحرب تموز 2006، والذين قدروا بـ5000 ضحية سنوياً.

8976 حالة وفاة بسبب مرض السرطان سُجّلت في لبنان العام المنصرم، بحسب تقرير الأسبوع الفائت عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وأشار التقرير الى تسجيل نحو 17 ألفاً و294 إصابة جديدة في لبنان هذا العام، فيما بلغ عدد المصابين بالمرض في خمس سنوات نحو 41 ألفاً و843 شخصاً؛ 22 ألفاً و250 منهم من النساء و19 ألفاً و593 من الرجال.

وفي هذا السياق، يؤكّد أخصائي أمراض الدمّ والأورام السرطانية، دكتور فادي نصر، أنّ مرضى السرطان زادوا بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وعزى ذلك إلى أسباب عدّة، في مقدمتها التلوّث.

ويوضّح دكتور نصر، أنّ التلوّث في لبنان متشعّب المصادر، إذ نشهد أزمة تلوّث ناجمة عن النفايات، وعن دخان الموتورات، إضافة إلى التلوّث الذي تسببه المبيدات التي تُرشّ على الخضروات والفاكهة في لبنان من دون أي رقابة، “هذه الأسباب إلى جانب غيرها تلعب دورا أساسيا في الإصابة بهذا المرض، غير أن هذا يبقى ضمن تحليلات الأطباء، ولا يمكن التأكّد منه مئة في المئة إلاّ من خلال الدراسات، التي من الصعب القيام بها في لبنان بسبب غياب تمويل الدولة لهكذا مشاريع”.

وعن سبل الوقاية التي من الممكن تطبيقها، ينصح نصر في حديثه لـ”السياسة” القيام بحملات توعية أكثر لكلّ أنواع السرطان خاصة تلك المنتشرة في لبنان بشكل كبير، وتطبيق القرارت المتّخذة من قبل الدولة بما يخصّ التدخين والنراجيل، “هذه الموضة التي يمارسها المواطن من دون أن يفكّر بالخطر الكبير الذي يهدد رئتيه”، مشدّدا على ضرورة القيام بالفحوصات السنوية اللازمة عند النساء والرجال، لأنّ الكشف المبكر للسرطان يساعد كثيراً في التخلص منه.

بواسطةنور طوق
مصدرالسياسة
المادة السابقةكيف يستخدم الذكاء الاصطناعي تقنية “التعلم العميق”؟
المقالة القادمةالروبوت “أيدا” تستعد لافتتاح معرضها الفني الأول