السيارات الذكية تتجاهل مخاطر الإشعاع الكهرومغناطيسي

تحصل السيارات الكهربائية والهجينة اليوم على الكثير من الدعم من الحكومات، وقد تكون النتائج مفاجئة لأولئك الذين ربطوا مصطلح “الانبعاثات الصفرية” بهذه النوعية من المركبات، والتي اتضح بعد سلسلة من التجارب أن لها تأثيرات على البشر بسبب الإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة عن المحركات الصديقة للبيئة المزودة بها.

قدمت العديد من الحكومات لصناعة السيارات الكثير من الدفع حتى تنهض بشكل ينسجم مع التحديات التي فرضتها التغيرات المناخية، بسبب المشاكل المتعلقة بمحركات الاحتراق الداخلي المهددة للبيئة، لكن يبدو أن هذا الاتجاه له تأثيرات سلبية على البشر أكثر من الإيجابيات المستهدفة.

وتمكنت الشركات من تحفيز نشاطها بالفعل بفضل الإعانات والمعايير الموحدة، التي تم سنها حتى تتلاءم مع الاتجاهات العالمية المتعلقة بتوظيف التكنولوجيا في ابتكار المركبات بهدف التخفيض في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ومع ذلك، فإن غراما من تلك المادة المنبعثة من أنبوب عادم سيارة له نفس تأثير غرام منبعث من كومة محطة طاقة.

وعلى الرغم من أن هذا الأمر لا يهتم بشكل مباشر بالاستثمار، إلا أن ذلك يجب أن يكون محل اهتمام جميع المستثمرين على المدى الطويل في مجال صناعة السيارات، بما في ذلك فورد وجنرال موتورز وفيات – كايسلر وتويوتا ورينو وبيجو وفولكسفاغن.

ولكن بشكل خاص أولئك الذين يستثمرون في شركات السيارات الكهربائية مثل تسلا تحت الانطباع الخاطئ بأنهم يدعمون النقل المستدام بطريقة ما.

وتروج الحكومات للسيارات الكهربائية كوسيلة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وغالبا ما يشار إليها باسم “مركبات دون انبعاثات”، كما لو أن الكهرباء لشحن تلك السيارات تظهر بطريقة سحرية عند نقطة الشحن دون أي اعتبار لكيفية توليدها.

وقد يكون السياسيون قادرين على التأثير في تصور السيارات الكهربائية على أنها انبعاثات صفرية، لكن الفيزياء والكيمياء تحددان ما يحدث في الحياة الواقعية، فالسيارات الهجينة والكهربائية مسببة للأمراض لأنها تصدر مجالات كهرومغناطيسية منخفضة التردد.

وتنتشر الموجات الكهرومغناطيسية في كل مكان بما في ذلك السيارات، وتحرص الشركات العالمية أثناء تطوير سياراتها على ألا يتعرض الركاب للخطر الناتج عما يعرف باسم الإشعاع الكهرومغناطيسي، كما يمكن لركاب السيارات حماية أنفسهم أيضا.

وزعمت العديد من الدراسات الحديثة عن تلك المجالات الكهرومغناطيسية المنبعثة من هذه السيارات إما أنها تشكل خطر الإصابة بالسرطان على ركاب السيارة أو أنها آمنة.

ولسوء الحظ، فإن الكثير من الأبحاث التي أجريت حول هذه القضية تم تمويلها من قبل الفاعلين في هذه الصناعة وخاصة الشركات ذات المصالح الخاصة في أحد جوانب القضية أو الجانب الآخر مما يجعل من الصعب معرفة الدراسات الجديرة بالثقة.

وفي الوقت نفسه، وجدت العديد من الدراسات المختبرية التي تمت مراجعتها من قبل النظراء والتي أجريت على مدى عدة عقود تأثيرات بيولوجية من التعرض المحدود للمجالات الكهرومغناطيسية. وتشير تلك الدراسات إلى أن الإرشادات الكهرومغناطيسية التي وضعتها اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع غير المؤين المعينة ذاتيا غير كافية لحماية الصحة.

وحتى إذا كانت قياسات المجالات الكهرومغناطيسية تتوافق مع إرشادات اللجنة الدولية المعنية بالحماية من الإشعاع غير المؤين، فقد يظل ركاب السيارات الهجينة والكهربائية معرضين لخطر متزايد للإصابة بالسرطان ومشاكل صحية أخرى.

وبالنظر إلى المجالات المغناطيسية فقد اعتبرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية منذ عام 2001 أنها مسببة للسرطان.

ويفرض المبدأ الوقائي أنه يجب تصميم منتجات لتقليل تعرض المستهلكين للمجالات الكهرومغناطيسية وينطبق هذا بشكل خاص على السيارات الهجينة والكهربائية حيث يقضي السائقون والركاب فترات طويلة من الوقت فيها، وتزداد المخاطر الصحية مع مدة التعرض.

ويشير الخبراء إلى أن الإشعاع الكهرومغناطيسي قد يتسبب في تأثيرات ضارة على الإنسان، وهو ما يظهر على شكل دوار أو الشعور بالغثيان واستثارة الأعضاء الحسية والعضلات والأعصاب، وهو ما ينطبق أيضا على ركاب السيارات.

وترى سارة دريسن من مركز أبحاث التأثيرات الكهرومغناطيسية على البيئة بمدينة آخن الألمانية أن العديد من المجالات الكهرومغناطيسية تتولد من حول الناس، مثل المجال المغناطيسي للأرض، كما أن هذه المجالات الضعيفة غير ضارة بالإنسان.

لكنها استدركت خلال حديثها مع وكالة الأنباء الألمانية بالتأكيد على أن هناك مجالات كهرومغناطيسية يتم توليدها بشكل صناعي، كما هو الحال في نطاقات التردد المنخفضة على خطوط الجهد العالي، والتي يمكن أن تكون ضارة للأشخاص القريبين منها، وهو السبب في تعليق الكابلات على ارتفاع لا يمكن للبشر الوصول إليه.

ويجب أن تتوافق المجالات التي تم إنشاؤها بواسطة تطبيقات تقنية مع قيم معينة حتى لا تتسبب في أي أضرار صحية، وأضافت سارة دريسن أن ذلك ينطبق على وظيفة تدفئة المقاعد وعلى المولد في السيارة.

ويميز يورغن شفارتس، رئيس قسم الهوائيات والتوافق الكهرومغناطيسي بشركة مرسيدس الألمانية، ما بين نطاقين عندما يتعلق الأمر بالإشعاع الكهرومغناطيسي. وأوضح أن هناك إشعاعا ينشأ في السيارة ولا يجوز أن يتسبب هذا الإشعاع في حدوث ضرر للأشخاص أو تشويش للأجهزة التقنية الأخرى، بالإضافة إلى أنه لا يجوز أن يكون هناك إشعاع آخر من خارج السيارة يتسبب الإضرار بالخدمات الداخلية أو تعطيلها، ولذلك يجب أن تقوم الشركات العالمية بحماية السيارات من الإشعاع الكهرومغناطيسي.

وأكد على أنه لا توجد قيمة واحدة فقط في السيارة، لكن هناك العديد منها ومعها تختلف طرق القياس، فالمكونات المختلفة مثل الرقائق ووحدات التحكم أو وحدات الراديو ذات الهوائيات تنتج ترددات مختلفة.

ولإبعاد أكبر قدر ممكن من الموجات الكهرومغناطيسية عن السيارة، يجب عدم إجراء مكالمات بالهواتف المحمولة في السيارة لكن يجب استخدام هوائي خارجي، وتقدم بعض الشركات العالمية وحدة تحكم في الهاتف كأحد خيارات التجهيزات، فبحسب شفارتس فإن الهواتف المحمولة تنظم قدرة الإشعاع بنفسها.

وأضاف الخبير الألماني أنه كلما كان الاستقبال أسوأ، كانت الموجات أقوى، ومن أجل الحفاظ على مجالات تردد منخفضة قدر الإمكان، يتم الإرسال في سيارات مرسيدس عبر هوائي خارجي (أل.تي.إي) مدمج، مما يحسن أيضا الاستقبال وبالتالي جودة الصوت.

وليس صحيحا أن السيارات الهجينة أو السيارات الكهربائية تنتج المزيد من المجالات المغناطيسية التي تضر بركابها، بل إنها وكما أوضح شفارتس تقدم مزايا في هذا الصدد أيضا، فمع وجود شبكة جهد أعلى من 12 فولط، أي 48 فولط أو 400 فولط للسيارات الكهربائية، يزداد الجهد، لكن المجال المغناطيسي يصبح أصغر، وكذلك الموجات الكهرومغناطيسية.

وتضع شركة فولكسفاغن، مثلا، متطلبات عالية على المكونات المستخدمة إذ يؤخذ في الاعتبار التوافق الكهرومغناطيسي والتوافق البيئي الكهرومغناطيسي في مرحلة التطوير المبكرة.

ويتم ضمان الامتثال لها طوال عملية التطوير بأكملها، وتشمل الإجراءات مد كابلات الطاقة الرئيسية خارج المقصورة الداخلية المعدنية، والفلاتر المصممة خصيصا للمكونات عالية الجهد.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقة“سانوفي” و”GSK” ستخصصان 200 مليون جرعة لقاح ضد “كورونا” للدول الفقيرة
المقالة القادمةفورمينتور تحفة ممتعة في التفاصيل