الغذاء يشتعل مجدداً… والمجاعة العالمية تنطلق من الساحل الأفريقي

قالت «منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة» (فاو)، إن أسعار الغذاء العالمية قفزت قفزة هائلة إلى مستوى قياسي جديد، في مارس الماضي، وذلك منذ عام 1990؛ إذ أربكت الحرب في أوكرانيا أسواق الحبوب والزيوت النباتية.

وسجل مؤشر «الفاو» لأسعار الغذاء، الذي يقيس السلع الغذائية الأكثر تداولاً عالمياً، 159.3 نقطة في المتوسط الشهر الماضي، مقابل 146.7 نقطة بعد تعديل بالزيادة في فبراير (شباط). وسجل المؤشر قبل التعديل في فبراير 140.7 نقطة، وهو رقم قياسي في ذلك الوقت.

وقال جوزيف شميدهوبر، نائب مدير قسم الأسواق والتجارة بـ«منظمة الأغذية والزراعة» (فاو)، إن الزيادة الأخيرة بالمؤشر عكست أعلى المستويات على الإطلاق لمؤشرات الزيوت النباتية والحبوب واللحوم، في حين ارتفعت أيضاً مؤشرات السكر ومنتجات الألبان بشكل ملحوظ. ولفت إلى أن متوسط «مؤشر الفاو» لأسعار الحبوب سجل زيادة نسبتها 17.1 في المائة عن شهر فبراير، حيث عكست الزيادة ارتفاع الأسعار العالمية للقمح والحبوب الخشنة، مدفوعة إلى حد كبير بالصراع وتعطّل الصادرات من أوكرانيا، وبدرجة أقل من الاتحاد الروسي.

وذكر شميدهوبر أن الخسارة المتوقعة للصادرات من منطقة البحر الأسود أدت إلى تفاقم التوفر العالمي المحدود بالفعل للقمح… ونوه بأنه مع المخاوف بشأن ظروف المحاصيل في الولايات المتحدة، فقد ارتفعت أسعار القمح العالمية بشكل حاد في مارس.

ويمثّل الاتحاد الروسي وأوكرانيا معاً نحو 30 في المائة من صادرات القمح و20 في المائة من صادرات الذرة على الصعيد العالمي على التوالي، خلال السنوات الثلاث الماضية. وقد سجّلت الأسعار العالمية للقمح زيادة حادة بنسبة 19.7 في المائة. وارتفعت في الوقت نفسه أسعار الذرة بنسبة 19.1 في المائة من شهر إلى آخر، لتسجّل مستوى قياسياً جديداً، وكذلك بالنسبة إلى أسعار الشعير والذرة الرفيعة. وبفعل الاتجاهات المتباينة، بحسب مصادر الأرز ومواصفاته المتنوعة، لم يطرأ سوى تغيّر طفيف على قيمة «مؤشر منظمة الأغذية والزراعة» لأسعار الأرزّ خلال شهر مارس مقارنة بمستواه المسجل في فبراير، فبقي بالتالي أدنى بنسبة 10 في المائة من قيمته قبل سنة من الآن.

وفي سياق منفصل، أعلنت «الفاو» الخميس أنّ نحو 1.79 مليار يورو جُمعت على المستوى الدولي لمساعدة دول غرب أفريقيا والساحل على مكافحة المجاعة المتفاقمة. وخلال مائدة مستديرة عقدت الأربعاء في «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» بمبادرة من «الاتّحاد الأوروبي» و«نادي الساحل وغرب أفريقيا»، حذّر الخبراء من أنّ الجفاف الشديد وجائحة «كوفيد»، والآن الحرب في أوكرانيا، هي جميعها «عوامل تُفاقم» مخاطر المجاعة في الساحل وغرب أفريقيا.

ووعدت دول عدّة، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا، بزيادة مساعداتها المالية. وقالت «الفاو» في بيان الخميس إنّ الاتحاد الأوروبي تعهد بشكل خاص بتقديم 67 مليون يورو إضافية، ليرتفع بالتالي إجمالي تعهداته لعام 2022 إلى 240 مليون يورو. من جهتها، ستقدّم فرنسا 166 مليون يورو، هذا العام.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان – إيف لودريان الأربعاء أنّ «حرب بوتين على أوكرانيا هي أيضاً حرب على الأمن الغذائي العالمي… مناطق الساحل مهدّدة بأن تكون أول من يتحمّل كلفتها».

وحذّرت «الفاو» في بيانها من أنّ «الجوع وسوء التغذية قد يطالان 38.3 مليون شخص بحلول يونيو (حزيران)»، إذا لم تتّخذ تدابير مناسبة، مشيرة إلى أزمة «ذات حجم استثنائي».

وكانت منظمتا «أوكسفام» و«العمل ضد الجوع» أعربتا، الثلاثاء، عن مخاوفهما إزاء «الانخفاض المفاجئ في المساعدات الدولية بأفريقيا».

 

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقة“إعادة الهيكلة” لا تكون على حساب استعادة الودائع و”الثقة”
المقالة القادمة{جنون} الغاز يعود لأوروبا مع تهديد «خطوط أوكرانيا»