الفنادق الخضراء تعزز مكاسب صناعة السياحة في الإمارات

يدرك المسؤولون الإماراتيون أن الفنادق التي تحظى بتقدير عال بالنسبة إلى السياحة ليست فقط استثمارات جذابة، ولكنها أيضا تقدم الخدمات والمزايا التي يمكن أن تصبح نظيفة وأكثر انسجاما مع البيئة وفق إستراتيجية الحياد الكربوني.

وتعد الفنادق والمنتجعات من بين أسس النظم البيئية المحلية، ونظرًا إلى طبيعة صناعة الضيافة كثيفة الكربون مثل قطاع الطيران، فإن هذه المنشآت حساسة لضمان أنه بمجرد وصول الضيوف إلى وجهتهم، فإنهم يبذلون كل ما في وسعهم لتقليل التأثير.

وينطلق نهج الاستدامة الذي يتبناه البلد الخليجي من رؤيته الهادفة إلى ضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وتلتزم مختلف القطاعات المحلية ومن ضمنها صناعة الفندقة بالسعي نحو تعزيز وترسيخ الممارسات الواعية بيئيا، حيث تعمل على مضاعفة جهودها للوصول إلى صافي انبعاثات صفري عبر اعتماد حلول مبتكرة وسياسات تحقق أهداف التنمية المستدامة.

وتشجع الإمارات الفنادق على استحداث إستراتيجيات صديقة للبيئة، والعمل على تقليل التلوث بتطبيق ممارسات خضراء في أعمال الإنشاء والصيانة والخدمات واللوجستيات وتقليل فاقد الطعام وتوفير الطاقة النظيفة وإدارة استهلاك المياه والحد من الانبعاثات.

وتنسجم أهداف الفنادق المستدامة مع محور “سياحتنا الخضراء” ضمن حملة “استدامة وطنية” التي تم إطلاقها مؤخرا تزامنا مع الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) الذي يعقد في وقت لاحق هذا العام.

وتحظى السياحة المستدامة بأهمية قصوى ضمن الرؤية المستقبلية للحكومة وتضعها على قمة أولوياتها، بما يعود بالنفع على الجميع، مع تزايد هذا الاتجاه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويعكس اختيار التحالف العالمي للفنادق (جي.أتش.أي) دولة الإمارات في مارس الماضي لإطلاق “المجموعة الخضراء” من دبي، والتي تضم 200 فندق ومنتجع وقصر للضيافة تحت مظلة واحدة، مدى حرص البلد الخليجي على التحول إلى الأساليب المستدامة.

وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، قال يوسف لوتاه المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع الإستراتيجية المؤسسية والأداء بدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي في ذلك الوقت إن الخطوة “تشجع على إبراز أهمية السفر المسؤول مع تطور مشهد السياحة العالمي”.

وأكد أنه من خلال مجموعة الفنادق الخضراء، يثبت تحالف جي.أتش.أي أن نجاح الأعمال في قطاع الضيافة يمكن أن يسير جنبا مع تعزيز سلوكيات الاستدامة.

وأظهرت دراسة دولية أجراها تحالف الضيافة المستدامة مسؤولية صناعة الضيافة عن 8 في المئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

وأشارت إلى أن هذه الصناعة في حاجة إلى العمل على خفض انبعاثات الكربون بنسبة 66 في المئة لكل غرفة بحلول عام 2030، وبنسبة 90 في المئة لكل غرفة بحلول عام 2050.

وتلتزم الفنادق في الإمارات بالمعايير التي طورها مجلس السفر والسياحة العالمي بالتعاون مع العلامات التجارية العالمية والجمعيات الصناعية الرائدة، للاستدامة في القطاع والتي تُعد دليلاً شاملاً لتطبيق الاستدامة.

وتركز هذه المعايير على الإجراءات التي تعد أساسية لاستدامة الفنادق ومعالجة تأثير السياحة على الكوكب عبر مجموعة من القضايا الحرجة.

وتشمل المعايير إجراءات لقياس وتقليل استخدام الطاقة وتقليل استخدام المياه والنفايات وانبعاثات الكربون وعدم استخدام الأدوات ذات الاستعمال الواحد مع اعتماد خيارات أكثر صحية للغذاء.

وعززت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي الاستدامة في القطاع السياحي بثلاث مبادرات تمكّن الشركاء من منشآت فندقية وغيرها من تطبيق الممارسات المستدامة في أعمالهم.

وتشمل المبادرات الأدلة الإرشادية الجديدة الخاصة بالقطاع والاستدامة السياحية، ونظام قياس الانبعاثات الكربونية الخاص بالفنادق في أبوظبي لتقدير البصمة الكربونية التي تخلّفها، وأخيرا استهلاك الطاقة بجميع الفنادق في الإمارة.

وتحدد الأدلة الإرشادية للاستدامة السياحية التوصيات عبر فئات الاستدامة الرئيسية، بما في ذلك الفنادق والمواقع الثقافية والتراثية، والفعاليات، والمطاعم، ومناطق الجذب السياحية والترفيهية، فضلاً عن وكلاء السفر ومنظمي الرحلات.

وتمكن هذه الأدلة القطاع السياحي في أبوظبي من تقليل الانبعاثات التي تزيد من مخاطر الاحتباس الحراري، والتخفيف من آثار التغير المناخي، والمساهمة في الحلول المبتكرة.

كما تعمل الدائرة على تسهيل عمليات التدقيق الخاص بالطاقة واستخداماتها على فنادق الإمارة لتحديد حلول توفير الطاقة ذات التأثير الأفضل على البيئة.

وعند الانتهاء من التدقيق ستستخدم الدائرة النتائج لتزويد الفنادق بالتوصيات بشأن الممارسات التي ستساعدها على الحد من الانبعاثات الكربونية، باستخدام خط الأساس الذي حددته أداة قياس الانبعاثات الكربونية كمعيار لأهداف الخفض.

وتعتمد فنادق دبي الحلول المستدامة وتلتزم بالحفاظ على البيئة، تماشياً مع إرشادات مبادرة السياحة المستدامة، والإنجازات الاستثنائية التي تحققها الإمارة في هذا المجال.

وتحرص العديد من المنتجعات والفنادق في الإمارة على الالتزام بالاستدامة وتحقيق نتائج إيجابية في قطاع الضيافة، فضلا عن مواكبة أحدث التوجهات في السياحة.

وتنفذ فنادق دبي حاليا سلسلة من متطلبات الاستدامة التي وضعتها المبادرة الحكومية في إطار الجهود المستمرة لتعزيز مكانة الإمارة الرائدة كوجهة مستدامة.

وتشمل المبادرات المستدامة إطلاق فندق الريتز كارلتون دبي في جميرا بيتش ريزيدنس مزرعة عمودية في إطار جهوده لتعزيز مبادرات بيئية وابتكار أطباق محلية مميزة، وتشجيع جميع المطاعم والمقاهي على اعتماد حلول الأمن الغذائي.

ويسير منتجع المها والنادي الصحي من لاكشري كوليكشِن على منهجية استدامة فريدة، إذ يعمل على الحفاظ على المحمية الصحراوية التي يقع فيها من خلال إعادة إدخال الحيوانات الأصلية إلى المنطقة، وحماية النباتات المحلية من الرعي.

وتشمل مبادرات الاستدامة التي تسير عليها منتجعات وفنادق دبي في إطار التزامها بنهج الاستدامة، استخدام عبوات مياه قابلة لإعادة التعبئة، وتنظيم نشاط لزراعة أشجار القرم، والمساهمة في تعزيز ازدهار النظام البيئي في الإمارات.

وواكبت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي عام الاستدامة في الإمارات ومبادرة دبي للسياحة المستدامة بإطلاق نسخة جديدة ومحدّثة من “أداة احتساب الكربون” المخصصة لقطاع الضيافة.

وفي رأس الخيمة أطلقت دائرة الخدمات العامة بالتعاون مع هيئة تنمية السياحة بالإمارة، مبادرة الفنادق الخضراء والتي تستهدف تحقيق استدامة متكاملة في جميع الفنادق، والمساهمة في دعم السياحة وتطوير المزارات التراثية والبيئية في الإمارة.

وتتوافق مبادرة الفنادق الخضراء مع أهداف التنمية المستدامة 2030، لجعل هذه المنشآت صديقة للبيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية ما يدعم مساعي حكومة رأس الخيمة بشكل خاص والدولة بصفة عامة لمعالجة 75 في المئة من إجمالي النفايات البلدية الصلبة.

وتستهدف المبادرة كذلك تحسين مستويات إعادة التدوير، وتوعية أفراد المجتمع بأهمية المبادرات المستدامة، والمساهمة في حماية البيئة الطبيعية، وكذلك خفض المخلفات العضوية المصدرة لمكب النفايات بنسبة 10 في المئة.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةتحويلات المغتربين حول العالم تتأرجح في نطاق ضيق للنمو
المقالة القادمةإقرار رواتب القطاع العام: “حيلة” إعطاء أموال بلا قيمة