أطل شهر الاعياد الذي ينتظره الجميع لوداع عام مضى، بكل ما ذخر من ازمات وسلبيات وربما ايجابيات ولو كانت قليلة، واستقبال عام جديد. هذه المرة أطل شهر الاعياد حزينا اكثر من اي وقت مضى، فالمشاكل والتحديات اكبر من كل السنوات الماضية ليس فقط بسبب الازمة الاقتصادية بل بسبب جائحة كورونا التي شلت البلد وكبلت المواطنين، الذين اذا تمكنوا ان يحتفلوا بالعام الجديد جراء الازمة الاقتصادية سيخافون من التحرك بحرية خوفا من كورونا، هذا بالاضافة الى تداعيات انفجار المرفأ.
بو درغم
عن الاستعدادات للاعياد في هذه الظروف الصعبة، والاجراءات التي تقوم بها وزارة السياحة والقطاعات السياحية، توقع مستشار وزير السياحة مازن بو درغم “ان تكون النتائج بعد انتهاء فترة الاقفال التي دامت اسبوعين افضل عما كانت قبله”.
ولفت الى التعميم الصادر عن وزارة السياحة للمحافظة على انضباط القطاع السياحي واستعداده لاستقبال الرواد من الخارج ومن الداخل، موضحا ان “وزارة السياحة عممت على المؤسسات السياحية ضرورة الالتزام بالاجراءات الوقائية والتقيد بـ 50 بالمئة من القدرة الاستيعابية للمطاعم ووضع الطاولات بطريقة تحفظ التباعد الاجتماعي، وعلى هذا الاساس تتقدم هذه المؤسسات بخريطة الطاولات الى وزارة السياحة للموافقة عليها، وبالتالي يمكن الحد من الاكتظاظ”.
وأعلن “ان خطة الوزارة مع نقابة المطاعم والملاهي تهدف الى استمرار هذا القطاع بعد الازمة الاقتصادية والصحية التي ادت الى اقفال عدد كبير من المطاعم والمؤسسات والتسبب بخسائر كبيرة في القطاع”.
واشار الى ان “لبنان اليوم، هو اقل كلفة وأرخص من البلدان المجاورة بسبب ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية، والوضع الامني مستقر ما يشجع على اللبناني المغترب على المجيء لزيارة اهله. نحن نعتمد على المغتربين، لذلك يجب ان نفتح الاسواق والمطاعم والمقاهي لتأتي الدولارات من الخارج ما يساعد في انعاش الاقتصاد خلال شهر الاعياد. كذلك نعول على قدوم اخواننا العرب، وخصوصا العراقيين، فالسياحة الطبية العراقية تعد سياحة رئيسية عندنا وتساهم في استيراد الدولار من الخارج”.
وتوقع بو درغم ان يعود البلد أفضل من السابق خلال فترة الاعياد”، مشيرا الى انه خلال فترة تموز الماضي كان هناك 34217 سائحا، وفي آب 26805 سائحا، وفي ايلول 28170 سائحا، وفي تشرين الاول 36500 سائح، في الوقت الذي كانت نسبة الحجوزات في الفنادق خلال شهر حزيران 6,6 بالمئة، وفي تموز 13,3، وفي اب 20,9، وفي ايلول 21,7″.
وتمنى ان يكون هناك “سيدر” سياحي لتنشيط هذا القطاع، داعيا السياسيين الى تأمين الاستقرار الامني والسياسي “الذي هو الحافز الاول لتشجيع المغترب اللبناني والاجنبي على المجيء الى لبنان. ولأن بلدنا ينازع، علينا جميعا ان نتوحد تحت فكرة الاستقرار الامني والسياسي الذي من خلاله يتمكن البلد من الاستمرار والوصول الى بر الامان”.
واكد ان فترة الاعياد اساسية ومصيرية لاستمرار بعض المؤسسات التي عانت الكثير خلال هذه السنة، حتى انها وصلت الى آخر نفس، ولم يبق لها الا هذه الفرصة كي تستطيع الاستمرار من خلال الجرعات المتتالية التي نحاول ان نقدمها”.
وأوضح انه خلال عام 2019 قدم الى لبنان من اميركا 308421 زائرا، ومن الدول العربية 496000 زائر، ومن آسيا 105000، ومن اوروبا 588000 زائر. وفي العام 2020 قدم 50200 اميركي، و 75000 زائر عربي، و 21650 من اسيا، و 123000 من اوروبا. هذه الاعداد تدل على اننا كلما اخذنا نفسا يتشجع المغتربون والسواح العرب والاجانب على المجيء الى لبنان”.
ورأى ان “المسؤولية مشتركة ببن المواطن والدولة والمجتمع، فكل فرد مسؤول عن وطنه وعن منع انتشار هذا الفيروس عبر الاجراءات الوقائية واتخاذ التدابير الصحيحة من تباعد اجتماعي ووضع الكمامات وغسل اليدين”، معتبرا “ان هذا البلد لا يمكنه ان يستمر الا بالتفاؤل والامل بالمستقبل، فاللبناني شعب جبار ويحب الحياة وهو ركيزة رئيسية في منطقة الشرق الاوسط وسيبقى كذلك”.
وقال: “انا متفائل، فنحن نمر اليوم في أصعب تجربة مرت بها الدولة اللبنانية منذ تاريخ تأسيسها، وباذن الله سنتمكن من تجاوزها”.
اضاف: “من خلال معطياتنا كوزارة سياحة، ومن خلال تواصلنا مع الملحقين الاقتصاديين في السفارات، كل المعطيات ايجابية والكثير من اللبنانيين حجزوا للمجيء الى لبنان، وستتضح الصورة وتتطور حركة القدوم اكثر في الخامس عشر من الشهر الحالي”. وأشار الى “ان الخطوط الجوية العراقية طلبت زيادة رحلاتها الى لبنان 20 رحلة لاخر الشهر”.
وأكد بو درغم “اننا نعمل مع النقابات على اعادة فتح كل القطاعات، خصوصا لاقامة الاعراس، مع ضرورة الالتزام بالاجراءات الوقائية، ونحن ننتظر قدوم المغتربين”.
بيروتي
من جهته، اعتبر الأمين العام لاتحادات النقابات السياحية جان بيروتي انه “رغم الظروف التي نحن فيها ورغم فيروس كورونا، لبنان ينفرد بأجواء العيد. والقرار الذي اتخذته الحكومة بفتح المطاعم الى الساعة العاشرة يشجع المغتربين والاخوة العرب، لا سيما السواح العراقيين والاردنيين والمصريين، على ان يأتوا الى لبنان لقضاء اجازاتهم”.
وقال: “لا يمكن ان تكون هناك أجواء أعياد اذا لم تفتح المطاعم وتقام السهرات. دبي فتحت ابوابها للاعياد، والعديد من المطربين اللبنانيين يحيون حفلاتهم هناك. نحن ضنينون جدا بالمسؤولية الطبية في الظروف التي نعيشها، من هنا نقدم كل الالتزامات تجاه سلامة الرواد والموظفين، ونقوم بكل شيء ممكن”.
وشكر بيروتي المعنيين على الجهود التي قاموا بها للوصول الى قرار فتح البلد، متمنيا ان تفتح بعد اسبوعين كل القطاعات السياحية ضمن الضوابط، وقد تقدمنا بمشروع لهذه الضوابط، آملا ان يحقق القطاع السياحي ارباحا ولو لتغطية الكلفة”.
وأكد ان كل المؤسسات السياحية ملتزمة الاجراءات الوقائية، بل أكثر من المستشفيات”، داعيا الدولة الى اقفال اي مؤسسة لا تلتزم بالاجراءات. وحيا نقابة المطاعم “التي ناضلت خلال الاسبوعين الماضيين للوصول الى القرار الاخير للحكومة، مؤكدا “ان القطاع السياحي لا يتحمل مسؤولية زيادة أعداد المصابين بكورونا، بل ان الدولة لا تتحمل ذلك بسبب النقص بفحوص ال pcr وبعدد الاسرة والجهوزية”.