الليرة تواصل انهيارها.. والحلّ بإطفاء الانترنت؟

لا قعر للسقوط، ولا حدود لقدرة اللبناني على التأقلم.. هذا ما تبينه مسيرة ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية، والذي تخطى اليوم عتبة 24 ألف ليرة، وهو ارتفاع يبدو أنه لن يتوقف عند حدود، مع الفشل في تأمين الحد الأدنى من الاستقرار السياسي في ظل عدم انعقاد جلسات لمجلس الوزراء والعجز عن حل الأزمة مع دول الخليج العربي.

امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتذمر والتحسّر على الواقع الأليم الذي يعانيه من يتقاضى راتبه بالليرة اللبنانية، حيث بات الحد الأدنى للأجور لا يساوي أكثر من ثلاثين دولاراً أميركياً ويستمر في التدهور يوماً بعد يوم، وسط ارتفاع حاد في الأسعار، في بلد يستورد معظم حاجاته الأساسية من الخارج وبالعملة الصعبة.

الصدمة هي كل ما يستطيع المواطن اللبناني فعله، التذمر في الجلسات الخاصة وفي مواقع التواصل مع غياب أي إطار لاعتراض حقيقي في الشارع، بسبب غياب الأفق السياسي حيث بات اليأس سيد الموقف. صمت، جعل البعض يتذمر من الاعتياد المستمر على الأزمة والقدرة اللامتناهية على التأقلم وحصر الاعتراض في مواقع التواصل، حيث يتبادل الناشطون الاتهامات حول المسؤول الحقيقي عن التدهور.

يوجه أنصار “التيار الوطني الحر” وجيشه الالكتروني أصابع الاتهام إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، يعيدون المطالبة بالتدقيق الجنائي في المصرف المركزي، أما معارضو العهد فيعيدون التذكير بكل وعود الاصلاح والتغيير الفارغة التي أطلقها “التيار الوطني الحر” وهو الذي تسلم وزارة الطاقة لسنوات وكان المسؤول عن هدر مليارات الدولارات. إضافة إلى رئيس الجمهورية الذي لا ينفك يذكر اللبنانيين عند كل إطلاله له، بأنه يسهر الليل لإيجاد حلول للأزمة وبأنه، مثلهم تماماً، من قصره في بعبدا، وسط الخدمات المؤمنة بعناية من أجل فخامته، يشاركهم مأساتهم ومعاناتهم وبؤسهم.

السخرية التي يهرب إليها بالبعض، للتخفيف من حدة الأزمة، أو للاعتراض، تأتي ممزوجة بالحرقة، أما النكتة الأكبر فهي ما أطلقه الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة خلال مقابلة على تلفزيون “الجديد”، معتبراً أن ارتفاع سعر صرف الدولار مردّه تلاعب الصرافين ومن يقف خلف التطبيقات الالكترونية. ما هو الحل بالنسبة لعجاقة؟ “إطفاء الانترنت”، عندها ربما يعود الدولار إلى سعر 1500 ليرة لبنانية.

مصدرالمدن
المادة السابقةسامسونغ تنقذ أميركا من أزمة الرقائق
المقالة القادمةقمح الإهراءات المدمرة بالانفجار: سماد لمزارعي زحلة