انقطاع أدوية الضغط والقلب يُفاقم الضغط على المُستشفيات

طبياً، يُعتبر الشعب اللبناني من الشعوب التي تشهد نسباً مرتفعة من الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتصلّب شرايين القلب وغيرهما من اعتلالات القلب. ووفق الإحصاءات، فإنّ واحداً من كل ثلاثة أشخاص يعاني من مرض الضغط، أي أن ثلث اللبنانيين يعانون من «القاتل الصامت» الذي يمهّد الطريق لأمراض أخرى ما لم تتم السيطرة عليه.

فعلى سبيل المثال، نذكر تضخم عضلة القلب وما ينتج عنها من اعتلال في ارتخاء العضلة، إضافة إلى النزيف الدماغي وتصلب الشرايين التاجية. وكما نعلم، فإن مرض الضغط هو أحد الأمراض المزمنة التي تستوجب المواظبة على أخذ أدوية الضغط مدى الحياة أما بالنسبة إلى مرضى تصلّب شرايين القلب، فهناك حاجة ملحة إلى أخذ نوعين من مسيلات الدم أحدهما الأسبيرين لمدة سنة على الأقل بعد فتح الشرايين بدعامة (ما يُعرف بـ«الروسور») ومن ثم استكماله طوال الحياة.

أمّا الهدف مما سبق، فهو الإضاءة على الحاجة الملحّة لهذه الأدوية ومكامن الخطر عند التوقف عن أخذها. في الوقت الراهن، يعيش المجتمع اللبناني كابوس الأولويات الحياتية، بين «صراع» الرغيف والدواء، ستُرجح حُكماً كفة الرغيف. على أرض الواقع، يعاني المريض الأمرّين لتأمين ما تيسر من دواء، والمعاناة تنقسم بين إيجاد الدواء في الصيدليات في ظل انقطاع العديد منها لأسباب لن ندخل في شرحها، أو بسبب ارتفاع الكلفة الإجمالية للدواء مع انهيار القدرة الشرائية.

السيناريو العلمي والمنطقي يلوح بازدياد الضغط على أقسام الطوارئ في المستشفيات بسبب المضاعفات الناتجة عن توقيف الأدوية. فهذا الأمر قد يحوّل الحالات الطبية الباردة والتي تستوجب مراجعة الطبيب في العيادة إلى حالات طارئة تشكل خطراً على حياة المريض وتستوجب التقييم والعلاج في المستشفى. فما نوع هذه المضاعفات؟

– ارتفاع شديد في ضغط الدم ومضاعفاته كالنزيف الدماغي.
– ازدياد حالات الاحتشاء القلبي وضيق التنفس بسبب تراكم المياه على الرئة، وبالتالي الحاجة إلى دخول قسم العناية القلبية.
– ازدياد الذبحات القلبية الحادة التي يمكن أن تكون قاتلة إن لم تُعالج في الوقت المناسب.
على الصعيد المالي؛ إن كانت الوقاية، أي السيطرة على المرض، مكلفة على المدى القصير، إلا أنها بالتأكيد أقل كلفة من معالجة النتائج التي ذكرناها سابقاً على المدى البعيد.
هكذا يتبيّن أن ظروف البلاد تفرض معادلة صحية جديدة، فبعد أن كان درهم الوقاية خيراً من قنطار علاج، إذ بنا نفقد الدرهم والقنطار والوقاية والعلاج.

 

 

 

مصدرجريدة الأخبار - زاهي ابراهيم
المادة السابقةتصويت وتعديلات على”الشراء العام” وآلية إختيار الأعضاء والمرحلة الإنتقالية
المقالة القادمةمصرف لبنان يدعو الحكومة إلى ترشيد الدعم