بدء قطاف الزيتون في النبطية وأسعار الزيت مرتفعة مقارنة بالعام الماضي

بدأ المزارعون في منطقة النبطية قطاف موسم الزيتون لهذه السنة، والإنتاج خفيف على الأشجار بينما الأسعار “نار”، حيث قفز سعر صفيحة الزيت الجديد إلى مبالغ خياليّة في حين أن القديم من العام الماضي، كان سعره أقل من منتجات هذه السنة بفارق بسيط، بينما وصل كيلو الزيتون إلى ثلاثة أضعاف العام الفائت، وهو ما يرهق كاهل المواطن ويضيف أعباء اقتصادية، فضلاً عن أعباء المدارس والكتب والقرطاسية والهموم المعيشية الضاغطة.

في هذا السياق، استغل المزارعون موسم القطاف باكراً، مع أنه يبدأ عادة في منتصف تشرين الأول، بسبب دخول أبنائهم إلى المدارس والجامعات، مع العلم أن زراعة الزيتون في محافظة النبطية تحتل المرتبة الأولى فضلاً عن زراعة التبغ، حيث تأتي حاصبيا (29 ألف دونما) أولا، ثم مرجعيون (31 ألف دونما) ثانياً، بينما بنت جبيل (26 ألف دونما) ثالثاً، والنبطية 29( ألف دونما) رابعاً.

يشير قحطان عليق، وهو مزارع وصاحب معرض في كفررمان لبيع الزيتون، إلى أنه نظراً لارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائيّة والسلع كان لا بد من رفع سعر الصفيحة إلى مليوني ليرة، ويلفت إلى أنّ من لديه زيتاً من العام الماضي يبيع الصفيحة بمليون و400 الف ليرة، بينما كيلو الزيتون للطعام فبلغ 30 الفاً، ويؤكد أن الأسعار مرتفعة ولكن الإنتاج خفيف.

من جانبه، تلفت جمانة ابوزيد إلى أن موسم القطاف بدأ باكراً كي يساعد الأولاد ذويهم بسبب عدم قدرتهم على الإستعانة بالعمال لإرتفاع الاجور، بينما المحصول يكاد لا يكفي للمونة المنزليّة، موضحة أن قلّة الأمطار، في العام الماضي، أدّت إلى تراجع الموسم الذي يحتاج الى عناية ورعاية وتقليم، وهو ما يتطلب دعماً من وزارة الزراعة والحكومة الجديدة، كي يبقى المزارع في أرضه ويعتاش من خيراتها.

بدورها، توضح عبلا ماروني أن موسم الزيتون هو موسم كسب الرزق الحلال والجنى، وتؤكد أن هناك تراجعًا في الإنتاج، حيث يكون الموسم في عام مثقلاً بالحب، بينما يكون خفيفاً في عام آخر، وتضيف: “هذا ما نسمّيه في لغة المزارعين بـ”المعاومة”، ونحن في العائلة نتشارك في عملية القطاف، ونوزع الرزق زيتوناً وزيتاً على بعضنا”، وتشير إلى أنه “نظراً لقلّة الإنتاج فإنّ الأسعار ارتفعت لتلتحق على غرار غيرها من البضائع وهو هم ثقيل علينا”.

بالإضافة إلى هذه المشاكل، يتطرق محمد علّيق، من بلدة يحمر، إلى أخرى تتعلق بالقنابل العنقودية، خصوصاً أن البلدة كانت قد شهدت، في وقت سابق، مقتل المواطن حسين علي أحمد بقنبلة عنقودية أثناء قطفه الزيتون، ويتابع: “نذهب كل صباح إلى الحقول لقطف الرزق، في ظل خوفنا من القنابل العنقودية التي ما تزال عقبة أمام المزارعين”، ويضيف: “اللقمة مغمّسة بالخطر، ولكن ماذا نفعل”؟! ويشدد على أن الموسم يتطلب التعاون بين أفراد العائلة، لانّ الإنتاج شحيح مقارنة مع العام الماضي.

مصدرالنشرة
المادة السابقةالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي.. «بَعد بكّير»
المقالة القادمةاختراعات «المركزي»: الخسائر تتحوّل إلى أصول!