برامج توفير الطاقة المستدامة عالميا تنحرف عن مسارها

حمل تقييم دولي حديث بشأن انحراف برامج الحكومات لاعتماد الطاقة المستدامة عن مسارها في طياته الكثير من التشاؤم، كونه يعطي لمحة عن البطء في وتيرة توفير الكهرباء للعديد من السكان حول العالم.

ولا يزال الوصول إلى الطاقة الأساسية يتعثر رغم الفرص الواعدة التي توفرها مصادر الطاقة المتجددة، إذ يعيش الملايين من البشر على سطح كوكب الأرض دون كهرباء أو وسائل طهي نظيفة، ويواجهون تحديات مختلفة في العديد من المجالات.

وذكر تقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة وعدد من شركائها الأربعاء أن العالم ليس على المسار الصحيح لتحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة، والمتعلق بضمان حصول الجميع على طاقة موثوقة ومستدامة وبتكلفة ميسورة.

وأفاد التقرير بأن قرابة 675 مليون شخص يعيشون دون كهرباء في العالم، الغالبية العظمى منهم في أفريقيا جنوب الصحراء.

والتقرير الذي شاركت في إعداده الوكالة الدولية للطاقة والوكالة الدولية للطاقة المتجددة وشعبة الإحصاءات في الأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية، سيتم تقديمه إلى كبار صانعي القرار خلال المنتدى السياسي حول التنمية المستدامة في يوليو المقبل.

وحذر معدو تقرير “تتبع الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة: تقرير تقدم الطاقة” من أن الجهود الحالية ليست كافية لتحقيق الهدف المنشود بحلول 2030، رغم بعض التقدم في عناصر محددة، ومنها زيادة معدل استخدام مصادر الطاقة البديلة في قطاع الطاقة.

وأكدوا أن بلوغ الهدف السابع سيكون له تأثير عميق وإيجابي على صحة الناس ورفاههم، مما يساعد على حمايتهم من المخاطر البيئية والاجتماعية مثل تلوث الهواء، وتوسيع نطاق الوصول إلى الرعاية والخدمات الصحية الأولية.

وشدد التقرير الذي نشرته الأمم المتحدة على منصتها الإلكترونية على ضرورة إجراء إصلاح هيكلي للتمويل الدولي العام وتحديد فرص جديدة لفتح الاستثمارات من أجل تحقيق هدف التنمية المستدامة السابع.

وأشار إلى أن الديون المتزايدة وارتفاع أسعار الطاقة يفاقمان من مشاكل الوصول الشامل إلى مصادر الطهي والكهرباء النظيفة.

وتقدر التوقعات الحالية أن 1.9 مليار شخص سيكونون دون مرافق طهي نظيفة، وأن 660 مليون شخص لن يحصلوا على الكهرباء في عام 2030، إذا ما استمر الوضع الراهن.

وقال ستيفان شوينفست، مدير شعبة الإحصاءات في الأمم المتحدة، إن “على الرغم من التباطؤ الأخير، انخفض عدد الأشخاص الذين لا تصل إليهم الكهرباء إلى النصف تقريبا خلال العقد الماضي، من 1.1 مليار في عام 2010 إلى 675 مليونا عام 2021”.

لكنه أشار إلى أنه يجب بذل جهود واتخاذ تدابير إضافية على وجه السرعة لضمان عدم تخلف أفقر الناس الذين يصعب الوصول إليهم عن الركب.

وأكد أنه لتحقيق الوصول الشامل بحلول نهاية العقد الحالي، فإنه من الضروري على المجتمع الإنمائي توسيع نطاق استثمارات الطاقة النظيفة وتكثيف دعمه للسياسات.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 3.2 مليون شخص يلقون حتفهم كل عام بسبب الأمراض الناجمة عن استخدام أشكال الوقود والتقنيات الملوثة، والتي تزيد من التعرض لمستويات سامة من تلوث الهواء المنزلي.

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، إن “الاستثمار في الحلول النظيفة والمتجددة لدعم الوصول الشامل هو السبيل لإحداث تغيير حقيقي”.

وشدد على أنه يمكن لتقنيات الطهي النظيفة في المنازل والكهرباء الموثوقة في مرافق الرعاية الصحية أن تلعب دورا حاسما في حماية صحة السكان الأكثر ضعفا. وأكد أنه “يجب علينا حماية الجيل القادم من خلال العمل الآن”.

وتُظهر قائمة أكثر الدول استهلاكا للكهرباء العام الماضي، تصدُّر الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين في العالم، بفارق كبير عن بقية البلدان.

وأوضحت بيانات نشرها مركز أبحاث الطاقة النظيفة “إمبر” في أبريل الماضي، ارتفاع استهلاك الكهرباء عالميا خلال العام الماضي بمقدار 694 تيراواط/ساعة، ليصل إلى 28.51 ألف تيراواط/ساعة، مقابل 27.81 ألف تيراواط في 2021.

وتضاعف الطلب العالمي على الكهرباء من 14.97 ألف تيراواط/ساعة في عام 2000 إلى 28.51 ألف تيراواط/ساعة خلال العام الماضي.

وكانت اقتصادات الدول الناشئة بقيادة الصين والهند وراء قفزة استهلاك الكهرباء على المستوى العالمي خلال تلك الفترة الزمنية، جراء النمو الديموغرافي المتسارع في البلدين والذي تخطى 1.4 مليار نسمة لكل منهما.

Thumbnail
مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةمنظمة التعاون والتنمية: طريق الاقتصاد العالمي إلى الانتعاش طويل
المقالة القادمةتقنية تكسير جديدة قد تضاعف إنتاج النفط الصخري