بريطانيا أسيرة «مستنقع الركود» في 2023

يتجه الاقتصاد البريطاني نحو الانكماش بنسبة 1.3 % في عام 2023، في ظل حالة من الركود الذي سوف يستمر حتى نهاية العام المقبل، وفق توقعات اقتصادية جديدة. ويرى خبراء الاقتصاد في شركة «كيه.بي.إم.جي» للاستشارات الإدارية أن بريطانيا قد دخلت بالفعل حالة من الركود «الضحل ولكن طويل الأمد»، في ظل استمرار ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، وفق ما أوردته وكالة أنباء «بي إيه ميديا» البريطانية، يوم الاثنين.
وقالت يائيل سيلفين، كبيرة الاقتصاديين في شركة «كيه.بي.إم.جي» بالمملكة المتحدة، إن الزيادات في تكاليف الغذاء والطاقة، هذا العام، أدت إلى تراجع القدرة الشرائية للأسر. وتوقعت الشركة دخول البلاد في حالة ركود، خلال الربع الثالث من عام 2022.

وأظهرت الأرقام الرسمية الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية انكماش الاقتصاد بنسبة 0.2 %، خلال الربع الثالث من العام، في الفترة بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) الماضيين. ويجري تعريف الركود الفني بأنه عبارة عن ربعين متتاليين على الأقل من الانكماش.

وتتسبب الأزمة الاقتصادية في إثارة موجة عنيفة من الإضرابات التي شملت عدداً من الفئات. وفي خطوةٍ لتلافي مزيد من الخسائر، أعلنت الحكومة البريطانية أنه سيجري تعبئة 1200 عسكري ليحلّوا مكان المُسعفين وعناصر شرطة الحدود المُضربين، قبل أسبوع جديد تتخلله إضرابات عدة.

وتشهد بريطانيا التي تسجل تضخماً يتخطى 10 %، احتجاجات شعبية لا مثيل لها منذ عقود. تطال هذه الإضرابات عدة قطاعات؛ منها المواصلات والصحة. وفي تحرك غير مسبوق توقفت الممرضات عن العمل، الخميس؛ للمطالبة بزيادة الأجور وتحسين شروط العمل. وأعلن عن إضراب جديد يوم الثلاثاء.

ويتوقع المسعفون التوقف بدورهم عن العمل ليومين في 21 و28 ديسمبر (كانون الأول) للمطالبة برفع رواتبهم، كما سيُضرب عناصر شرطة الحدود لعدة أيام بحلول نهاية السنة. واتخذت تدابير ليحل 1200 عنصر من القوات المسلَّحة مكان العاملين في القطاع الصحي وشرطة الحدود، كما ذكرت رئاسة الوزراء. كما سيجري تعبئة أكثر من ألف موظف من القطاع العام.

وانتقد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في صحيفة «ذا صن»، الأحد، «النقابات التي تتسبب بالبؤس للملايين مع إضراب في وسائل النقل على وجه الخصوص، في توقيت قاس بمناسبة عيد الميلاد». وأضاف رئيس الوزراء المحافظ: «عُرض على عمال السكك الحديدية وعناصر الحدود صفقات عادلة – ومعقولة على دافعي الضرائب». وقال: «يريد عدد متزايد من أعضاء النقابات التوصل إلى اتفاق».

وبشأن تعبئة الجيش لاستبدال المضربين، قال رئيس أركان الدفاع الأميرال سير توني راداكين، لصحيفة «تلغراف»: «لسنا قوة احتياط. لدينا انشغالات ونقوم بمهامّ جمة باسم الأمة. علينا التركيز على دورنا الأساسي».
وفي شأن مستقلّ، وقّعت ألمانيا ودول بحر الشمال الأخرى اتفاقية مع بريطانيا بشأن طاقة الرياح البحرية، يوم الأحد؛ للسماح بإقامة مزارع رياح بحرية مشتركة ومشروعات للربط وإنتاج الهيدروجين. وتساعد الاتفاقية في توليد الكهرباء وواردات الهيدروجين في المستقبل. وقالت وزارة الاقتصاد وحماية المناخ، في برلين، إن وزير الدولة بوزارة الاقتصاد وحماية البيئة سفين جيجولد وقّع الاتفاقية.

وانتهت عضوية بريطانيا في مجموعة تعاون طاقة بحر الشمال بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهذا يعني أنه كانت هناك حاجة إلى إطار عمل جديد للتعاون في مجال الطاقة البحرية. ونقل بيان عن جيجولد قوله: «نحن سعداء جداً لعودة المملكة المتحدة إلى مجموعة تعاون طاقة بحر الشمال»، وهذا يعني أنه سيكون من الممكن تطوير مشروعات بحرية مشتركة ملموسة «مع هذه الدولة الشريكة المهمة»، وهو ما سيفيد أيضاً إمدادات الكهرباء الخضراء الألمانية. وبالإضافة إلى ألمانيا، تضم مجموعة تعاون طاقة بحر الشمال كلاً من بلجيكا والدنمارك وفرنسا وأيرلندا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج والسويد والمفوضية الأوروبية.

 

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقة«جمهورية تويتر» تؤيد إقصاء ماسك عن القيادة
المقالة القادمة«التجارة العالمية» تحدد «أبوظبي» لعقد المؤتمر الوزاري فبراير المقبل