بونانزا..فودكا..وموازنة

 

 

 

بونانزا. مع كامِل الموسيقى التصويرية وحوافر الخيل. سياسيون بأسلوب بونانزا الغرب الأميركي أنهوا الموازنة. الصبّار يحيط بمسارات خيولهم. هم لا يفكّرون سوى ب ” إرفع يديك…مَالُك أو حياتُك” . حققوا إصابات مباشرة بمسدسات بَكَر لا تَخرُم.

إطلاق نار كثيف. ثم برم المسدس مرات عدة وببراعة كلينت إستوودية على السبابة. ثم إعادة ميمونة للمسدس الى غِمدٍ من جلد بني آدَم. تسديد ناجح لخيّالة بونانزا في مرمى موازنة “السبعة ونص” نسبة عجز.

حزبان في الواجهة بقيا على قيد المناكفة بعد الموازنة. حزب “سبعة” و حزب “سبعة ونصّ”. بقية الأحزاب تلعب دور النسوة في بونانزا. أو تحضر مسلسل “خمسة ونصّ”. نسوةٌ يولولنَ قليلاً ثم يدخلن فرح بيوتهن عند مرور مواكب الخيالة. أو فرح سيدهنّ.

طبعاً بقي مرفأ بيروت مؤسسة مستقلة. يستحق مرفأ بيروت عيد إستقلال مطَنطَن. الحاويات الداخلة إليه مفقودة والخارجة منه مولودة. مرفأ أراده البحرُ مرفقاً فتحوَّل إلى غيتو. موازنة لم تُعطَ إذن دخول الى مرفأ بيروت مخافة أن تغرق. موازنة لا تسبح إلا على ” الفايش”.

لم تنسَ الموازنة إنشاء معهد للعلوم البحرية في البترون. موازنة تحوّلت الى شركة تعهدات لشقّ دروب للقديسين وسط الشيطنة. موازنة أشبَهُ برتبة غفران عن كل المؤسسات العامة والبلديات التي تخلفت عن دفع الضرائب والرسوم المتوجبة عليها.

مسدسات مجلس الوزراء لم تُصوِّب على الأملاك البحرية. البحر يغنّي هيلا يا واسع. ما زال هناك رمل متوفر للفقراء وقليل من الشطآن للنواضير. نَيشَنَت الموازنة على قطاع الكهرباء فأصابت مجدي العلاوي. موازنة أطعمت سِتّ مئة يتيم مناقيش مشروحة ومطهوّة في أفران المنصورية ذي التوتر العالي.

شوهِدَت الموازنة منذ يومين تقطع طريق بعبدا. أخرَّ العسكريون القدامى وصولها الى مجلس النواب. بالطبع ستنال الموازنة قسطاً وافراً من النقاش في اللجان. سيكونُ هناك متسع من الوقت لإضاعة الوقت: سنشهد على معركة خَيل وليل وبيداء على طراز بونانزا بين حزبَي “سبعة ونص” و” سبعة” وسيسقط قتلى من الطرفين.

بونانزا لبنانية مع موسيقى إصلاحية. الضحايا صِغار الموظفين. البونانزا الطاحنة ستدور رحاها في صحراء التعيينات. حزبٌ يدعمُ عَبْداً تمَّ إعتاقه مؤخّراً. حزبٌ يدعم عَبْداً التزم بالمهمة من دون إعتاق. في نهاية المعركة سيدخل الفرسان ذوات الأحذية الجلدية المروّسة الى حانوت البَسط. سينشرِحون جداً. حضور الفودكا سيكون لافتاً.

خارج الحانوت وطن دمّره الخيّالة. يتصاعد منه دخان عذاباتنا اليومية منذ ثلاثين سنة والبعض يقول أكثر. موازنة بونانزا في مزرعة خَيل. موازنة خيّالة في حوانيت الفودكا وسكرات الضمير.

 

بواسطةروني الفا
مصدرليبانون ديبايت
المادة السابقةالغريب: الهجوم على الوزير عطالله هو الوقاحة بعينها!
المقالة القادمةاختبار أول هاتف كمي في روسيا لا يتعرض لأية هجمة يشنها الـ”هاكرز”