بين الفيول الإيراني الافتراضي والجزائري البعيد المنال: “دولة العتمة”

في معرض استمرار أزمة الكهرباء، وإثر إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله استعداده للإتيان بالفيول الإيراني، يزداد الحديث عن هذا الفيول خارج الأطر الرسمية، فلا ايران عرضت رسمياً تمويل لبنان بالفيول، ولا لبنان طلب ذلك رسمياً. وكل ما يثار في هذا السياق هو كلام غير ملزم لأي جهة. ويبقى الثابت الوحيد هو استمرار العتمة في ظل شح الفيول وتراجع إنتاج الكهرباء.

أما المساعي الرسمية التي تقوم بها الدولة اللبنانية راهناً لحل أزمة الفيول وإن مؤقتاً، فتتجه نحو الجزائر، حيث قام السفير اللبناني في الجزائر محمد حسن بزيارة عمل لوزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، ناقلاً له تحيات نظيره اللبناني ​وليد فياض​ الذي يتطلع إلى زيارة الجزائر لمناقشة موضوع تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال الطاقوي، مؤكدًا رغبة لبنان في تحقيق مزيد من التقارب مع الجزائر خصوصاً في الشق الطاقوي.

من جهته أعرب عرقاب عن “استعداد الجزائر تعزيز فرص التعاون مع لبنان في مجال الطاقة والمناجم، لا سيما إنتاج ​الكهرباء​ وتسويق المنتجات البترولية”. وأوضحت السفارة في بيان لها أنه “تم الاتفاق على تنظيم اجتماع بتقنية التحاضر المرئي عن بُعد بين شركتي ​سوناطراك​ وسونلغاز الجزائريتين مع ​مؤسسة كهرباء لبنان​ خلال الأيام المقبلة”.

لكن، ووفق ما هو معلوم، للجزائر مشكلة مع وزارة الطاقة اللبنانية بما يخص مستحقات لشركة “سونطراك”، التي تعجز الدولة اللبنانية عن سدادها. وبمعنى آخر، طريق الجزائر طويل، ومتعرج.

أما بما يخص ما يسمى بـ”الهبة الإيرانية” فلا يعلم بها إلا حزب الله، قال رئيس كتلة نواب الحزب، محمد رعد: يكفي أن الأميركيين يمنعون بناء معامل جديدة، ويكفي خلافات اللبنانيين بينهم والتي تعطل ترميم المعامل، فهي لا تعمل لأنه لا يوجد فيول. قدمت الجمهورية الإسلامية في إيران هبة مجانية من الفيول للمعامل من أجل أن تنتج الكهرباء التي يستفيد منها كل الناس في بيوتهم ومصالحهم، ويتحرك الاقتصاد في البلد، وتنتعش حركة الركود، وتصبح هناك حيوية في المجتمع اللبناني، ولكن لم يجرؤ المسؤولون في لبنان على أن يصدروا قراراً يعلنون فيه قبول الهبة، والسبب، أنهم ماذا سيفعلون مع الأميركيين، فهؤلاء جبناء وكسالى. ماذا يعني أن يبقى الناس بلا كهرباء، وإمكانية أن ننتج الكهرباء موجودة؟”.

وهو كلام، يحتاج إلى الكثير من التدقيق، إن بما يخص المعامل أو بما يتعلق بتلك الهبة. وإلى أن تتكشف الحقائق، تبقى حقيقة واحدة: لعنة العتمة مستمرة.

مصدرالمدن
المادة السابقةكواليس سوداء: نوّاب يتحايلون على صندوق النقد
المقالة القادمةطيارو الـMEA أرجأوا جمعيتهم العمومية..بعد تلقيهم وعوداً من الشركة