تجمع دولي لإعلان خريطة طريق المبادرات السعودية الخضراء

كشفت السعودية، أمس، عن توجه دولي لرسم خريطة طريق خضراء تستهدف دفع الجهود نحو المحافظة على البيئة ودعم حماية المناخ، وذلك عبر إقامة منتدى مبادرة السعودية الخضراء الذي سيُعقد في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وتعتزم المملكة إقامة منتدى مبادرة السعودية الخضراء بين 23 و25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بحضور الأطراف الإقليمية والدولية ضمن منظومة العمل المناخي لتحقيق الأهداف السعودية الطموحة للحفاظ على البيئة، حيث سيعلن المنتدى عن خريطة طريق لتحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء بمشاركة قادة عالميين من جميع قطاعات المجتمع لتسهم في اتخاذ إجراءات فعالة وإطلاق حلول مبتكرة للتصدي لظاهرة التغير المناخي.

ويسلط المنتدى الضوء على «قمة الشباب الأخضر»، وهي منصة للتوعية بأهمية القضايا البيئية ووضع السياسات الكفيلة بمعالجتها، حيث يسعى المشاركون إلى صياغة مستقبل العمل المناخي في إطار من الأنشطة التفاعلية والنقاشات المكثفة.
وسيوجد وزير الطاقة، ووزير البيئة والمياه والزراعة، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة، ورئيس «نيوم»، والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، من السعودية، إلى جانب خبراء دوليين وإقليميين وقادة عالميين، لمناقشة قمة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» والتوصل إلى توافق حول الإجراءات الكفيلة بتلبية الالتزامات البيئية المشتركة، وستتعاون المملكة مع دول الجوار لمكافحة التغير المناخي بما يتجاوز حدودها الجغرافية وذلك في إطار عمل جماعي مشترك.

ووفق المعلومات الرسمية الصادرة، سيبحث المنتدى ملف المحيطات والغلاف الجوي والفضاء والواجهة البحرية وأنواع الكائنات والأنظمة البيئية في وقت سيتم فيه عرض دراسة جدوى عن «الاقتصاد الحيوي الدائري»، بينما سيتم بحث دور المدن في بناء مجتمعات مستدامة. وسيضطلع المنتدى في مباحثاته بمناقشة ابتكار آليات تمويل من أجل التحول الأخضر وأنه لا بد أن يكون من منظور جديد وليس عبر نمط الأعمال المعتاد، مشيراً إلى التركيز على المطالبة بتبني المشروعات الضخمة للتحول إلى المفهوم الأخضر ودفع عجلة التحول المستدام.

وسيكون ملف الشباب حاضراً بيئياً لأول مرة، حيث ستخصص قمة مستقلة بهم تؤكد ضرورة أخذ زمام المبادرة لقيادة الشباب للعمل المناخي والتحول إلى صناعة تغيير والعمل على تطوير التعليم من أجل تدريب رواد الأعمال البيئيين المستقبليين وتسخير التقنيات، ودعم زيادة الغطاء النباتي والحافظ على الحياة البحرية وصولاً إلى كيفية تسخير قوة الموسيقى لتحسين البيئة وزيادة الوعي.

ومعلوم أن «مبادرة السعودية الخضراء» ستعمل على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من الإسهامات العالمية، وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50% من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول 2030 ومشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحو أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، إضافةً إلى رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94%.

وتواجه المملكة والمنطقة الكثير من التحديات البيئية مثل التصحر، الأمر الذي يشكّل تهديداً اقتصادياً للمنطقة (حيث يقدَّر أن 13 مليار دولار تُستنزف من العواصف الرملية في المنطقة كل سنة)، كما أن تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري يقدَّر أنه قلص متوسط عمر المواطنين بمعدل عام ونصف العام، وأنه سيتم العمل من خلال مبادرة السعودية الخضراء على رفع الغطاء النباتي وتقليل انبعاثات الكربون ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي والحفاظ على الحياة البحرية.

وتتضمن المبادرات السعودية الطموحة زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود القادمة، ما يعادل إعادة تأهيل نحو 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، تمثل زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفاً، ما سيرفع إسهام المملكة بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية و1% من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.

وتسعى السعودية كذلك بالشراكة مع الأشقاء في دول الشرق الأوسط لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في برنامج هو الأكبر من نوعه لإعادة التشجير في العالم. وستعمل مبادرات السعودية الخضراء على رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة أراضيها التي تقدر بـ600 ألف كيلومتر مربع لتتجاوز المستهدف العالمي الحالي بحماية 17% من أراضي كل دولة، إضافة إلى عدد من المبادرات لحماية البيئة البحرية والساحلية.

مصدرالشرق الأوسط - بندر مسلم
المادة السابقةاجتماع «زراعي» للبحث في واقع أسواق الخضار والفاكهة
المقالة القادمةحملة تفتيش مالية صينية لـ {القضاء على الفساد}