تركيا تستضيف اجتماع اللجنة الاستراتيجية لتعزيز الشراكة مع الدوحة

ترجح التوقعات تغليب الجانب الاقتصادي على أعمال الاجتماع السادس للجنة الاستراتيجية العليا التركية القطرية، التي تستضيفها العاصمة التركية أنقرة، اليوم الخميس، ليكون التبادل التجاري وتوطيد العلاقات الاقتصادية، المدخل الأساس لتعزيز الشراكة الاستراتيجية لعلاقات تتنامى بتسارع واضطراد، بين البلدين منذ ست سنوات.

وتشير المعلومات إلى أنّ الاجتماع الذي سيترأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سيأتي على تقييم العلاقات والاتفاقات الـ52 التي وقعها الجانبان خلال اجتماعات اللجنة السابقة، ليضيف إليها نحو 10 اتفاقات ومذكرات تفاهم جديدة، تشمل الجوانب الاقتصادية والصناعية والثقافية والشؤون الإسلامية، فضلاً عن التجارة الدولية والموارد المائية.

وتشهد العلاقات بين تركيا وقطر نمواً وتطوراً سريعاً منذ وقع البلدان، في ديسمبر/كانون الأول عام 2014، اتفاقية لإنشاء اللجنة الاستراتيجية العليا، حيث عقدت اللجنة خمسة اجتماعات مناصفة بين قطر وتركيا، أولها بالدوحة عام 2015 وآخرها أيضاً العام الماضي، حين وقع الجانبان على سبع اتفاقيات في مجالات الاقتصاد، والتمدن، والتجارة، والصناعة، والتكنولوجيا، وقطاعات الصحة، والتخطيط الاستراتيجي، والتعاون العلمي والملكية الفكرية.

وفي حين لم يزد حجم التبادل التجاري، بين تركيا وقطر عام 2015 عن 700 مليون دولار، قفز بعد أول اجتماع للجنة الاستراتيجية إلى 908 ملايين دولار عام 2016 ولتستمر أرقام التبادل بالصعود، خلال الحصار المفروض، من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، على قطر منذ يونيو/ حزيران عام 2017، حتى وصلت 2.2 مليار دولار العام الماضي، بزيادة بنسبة 135% خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

 

واستمر التبادل التجاري، حتى خلال عام كورونا، بزيادة بنسبة 28.5% خلال الربع الأول من العام الجاري عن مثيله بالعام الماضي وبقيمة 744 مليون دولار (2.71 مليار ريال قطري) ويستمر التبادل خلال النصف الثاني من العام الجاري، ليصل إلى نحو 1.2 مليار دولار، بحسب مدير غرفة تجارة قطر، صالح الشرقي خلال اجتماع فني عقدته العاصمتان التركية أنقرة والقطرية الدوحة افتراضياً، أمس الأربعاء.

ويشير الشرقي إلى أنّ نحو 11 ألف مواطن تركي يقيمون بقطر بهدف العمل، لافتاً إلى أن بلاده ترحب بالقوى العاملة التركية، التي تمتلك كفاءة وخبرة كبيرة، وهي إضافة مهمة لسوق العمل القطرية.

وتشير بيانات رسمية إلى أنّ نحو 535 شركة تركية تعمل بقطاعات حيوية بقطر، منها شركات الإنشاء التركية بمشاريع البنية التحتية في قطر، والتي بلغت قيمتها منذ العام 2002 أكثر من 18 مليار دولار أميركي، منها 1.2 مليار دولار تعاقدات العام الماضي لتنفيذ مشاريع بالدوحة.

بالمقابل، تعد الشركات القطرية ثالث أكبر المستثمرين في مجال المقاولات بالسوق التركي، وتعمل أكثر من 179 شركة قطرية في تركيا، حيث وصل حجم الاستثمار القطري في تركيا إلى ما يزيد على 22 مليار دولار، كما ارتفع عدد السياح من 30 ألف قطري عام 2016 إلى 110 آلاف العام الماضي.

ومن المتوقع أن يصل ظهر اليوم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة رسمية، يلتقي خلالها الرئيس رجب طيب أردوغان من ثم يترأسان اجتماع الدورة السادسة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية.

وسيتناول الاجتماع سبل توطيد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال انعقاد اللجنة.

وتأتي الزيارة المرتقبة للأمير تميم، في ظل ما تشهده العلاقات التركية القطرية من تطور متنام وتعاون متواصل على الأصعدة كافة، مع وجود تناغم سياسي كبير بين البلدين واتفاق في وجهات النظر تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما بليبيا ومنطقة الشرق الأوسط.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةشركات الأدوية تتقاسم سوق لقاحات كورونا… متى تحصل عليها الدول النامية؟
المقالة القادمةبعد دمار ترامب ….هل يتمكن بايدن من إنقاذ إمبراطورية الدولار؟