الساعة التاسعة ليلاً أم وفتاتان أمام جامع محمد الأمين في وسط بيروت، ينتظرن الإشارة الحمراء للتوجّه إلى السيارات خلال دقائق قبل عودة الضوء الأخضر.
عندما يكون بإمكان أم مع طفلتين الوقوف لساعات ليلاً للتسوّل على الطرقات، فلماذا لا يُمكنها أن تعمل معهما نهاراً وتأكل خبزها بعرق جبينها رغم أننا لا نشجّع عمالة الأطفال، لكن عملهن أفضل مرّات ومرّات من التسوّل، لأن العيش بعرق الجبين فيه من الكرامة والعزة ما لا يُمكن إيجاده في الاستعطاء والتسوّل.
فحرام تربية الأولاد على الذلّ والعيش المُهين مهما كانت ظروف الحياة صعبة.ِ