تعاملات حذرة في الأسواق ترقباً لاجتماعات البنوك المركزية

ساد الحذر تعاملات افتتاح الأسبوع أمس الاثنين في أسواق المال العالمية، ترقباً لما ستسفر عنه اجتماعات مهمة للبنوك المركزية الكبرى هذا الأسبوع، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي، اللذان يتوقع أن يسفرا عن رفع للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في كل منهما.

ويختتم مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه بشأن السياسة النقدية يوم الأربعاء، وينهي البنك الأوروبي المركزي اجتماعه في اليوم التالي، يعقبهما بنك اليابان يوم الجمعة… في حين يترقب الجميع إشارة محتملة من «الفيدرالي» إلى عزمه التوقف عن رفع أسعار الفائدة في الاجتماعات المقبلة.

وقال بوب سافيدج، رئيس استراتيجية الأسواق في «بي إن واي ميلون»، لـ«رويترز»: «الأسبوع الماضي جعل الأسواق تتوقع هبوطاً هادئاً في الأسواق الأميركية ينهي فيه (الفيدرالي) دورة رفع الفائدة… ثم يشهد انخفاضاً مطرداً في مؤشر أسعار المستهلكين دون حدوث ركود». وأضاف: «من المتوقع أيضاً أن يكون البنك المركزي الأوروبي قد اقترب من النهاية مع انحسار الركود الفني في ألمانيا وتماسك النمو في أماكن أخرى. ويبدو أن بنك اليابان يتحدث عن التغيير، لكنه لا يفعل الكثير حيال ذلك».

وفي أسواق الأسهم، تصدرت الأسهم الإسبانية الخاسرين بين البورصات الأوروبية (الاثنين) بعد انتهاء الانتخابات العامة في البلاد دون فائز واضح، مما يشير إلى جمود سياسي ويثير القلق بين المستثمرين. وهبط مؤشر الأسهم الإسبانية 1.1 في المائة مسجلاً أدنى مستوياته في نحو أسبوع بعدما لم تمنح نتائج الانتخابات التي جرت مطلع الأسبوع أياً من اليمين أو اليسار مساراً مريحاً لتشكيل الحكومة.

وانخفض المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.2 في المائة بحلول الساعة 07:23 بتوقيت غرينتش. وهوى سهم شركة «بافاريان نورديك» 23.1 في المائة. كما تراجع سهم «فيليبس» الهولندية للتكنولوجيا الصحية 5.8 في المائة بعدما عبرت عن مخاوفها حيال مساعي الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في التكنولوجيا المرتبطة بقطاع الصحة. وعلى النقيض، صعد سهم بنك «جوليوس باير» السويسري 6 في المائة بعدما أعلن عن نمو أرباحه الصافية 18 في المائة في النصف الأول من 2023. وفي آسيا، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني مرتفعاً للمرة الأولى في 3 جلسات مع صعود أسهم صانعي السيارات مستفيدة من تراجع الين، في الوقت الذي قلص فيه المستثمرون رهاناتهم على أن يغير البنك المركزي للبلاد سياسته النقدية هذا الأسبوع. وتراجعت العملة اليابانية إلى نحو 142 يناً للدولار يوم الجمعة.

وصعدت الأسهم المرتبطة بالرقائق بعد هبوطها على مدى جلستين مقتفية أثر نظيراتها في الولايات المتحدة. كما زادت أسهم شركات الصلب بعد ارتفاع سهم «طوكيو ستيل» بالحد اليومي الأقصى بفضل إعلان الشركة عن أرباح قوية. وأغلق المؤشر «نيكي» مرتفعاً 1.23 في المائة عند 32700.94 نقطة. ومن بين 225 سهماً مدرجاً على المؤشر، ارتفع 198 وانخفض 25، في حين ظل اثنان دون تغيّر. وزاد المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.84 في المائة إلى 2281.18 نقطة. وارتفع المؤشر الفرعي لمصنعي معدات النقل 1.65 في المائة ليكون واحداً من بين أفضل القطاعات الثلاثة أداءً في بورصة طوكيو للأوراق المالية.

وكان سهم «ميتسوبيشي موتورز» الأفضل أداءً على المؤشر «نيكي»، وقفز 5 في المائة بعد الإعلان عن بيانات مالية إيجابية خلال الجلسة. كما كان قطاع الحديد والصلب الأفضل أداءً في بورصة طوكيو وارتفع بنحو 3.5 في المائة.

أما القطاعات الأسوأ أداءً، فتصدرها قطاع الخدمات المصرفية الذي هبط 1.3 في المائة. وفي غضون ذلك، لم يطرأ تغيّر يذكر على الذهب في المعاملات الفورية، وظل عند 1960.01 دولار للأوقية بحلول الساعة 05:36 بتوقيت غرينتش، في حين تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المائة إلى 1961.80 دولار. وهبط مؤشر الدولار، لكنه ظل قرب أعلى مستوى له في أكثر من أسبوع الذي سجله في 20 يوليو (تموز)، مما حد من ارتفاع الذهب؛ إذ إن صعود الدولار يجعل المعدن الأصفر أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى. وبالنسبة للمعادن الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 24.6 دولار للأوقية، في حين تراجع البلاتين 0.1 في المائة إلى 960.78 دولار، والبلاديوم بالنسبة نفسها إلى 1289.51 دولار.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةمن قمح البحر الأسود إلى أرز الهند… صدمات غذاء العرب تتواصل
المقالة القادمةالتباطؤ الاقتصادي يتفاقم في منطقة اليورو