تعرف إلى السيارة الكهربائية الرياضية “لوكا”… المصنوعة من النفايات!

قدم فريق الطلاب في مؤسسة “تي يو/إيكوموتيف” (TU/ecomotive) التابعة لجامعة “Eindhoven” الهولندية سيارة مصنوعة بالكامل تقريبا من ​النفايات​. اذ تنتج البشرية مجتمعة 2.1 مليار طن من النفايات سنويا، ولإثبات أنه يمكنك إعادة استخدام هذه النفايات بطريقة مفيدة، قام الطلاب في الجامعة الهولندية بتطوير ​سيارة كهربائية​ ذات مظهر رياضي تدعى “لوكا” (Luca) بقاعدة من الكتان و​البلاستيك​ المعاد تدويره، وقد تم إخراج جزء كبير منها من المحيط.

كما أن الهيكل والفرش الداخلي والنوافذ مصنوعة أيضا من مواد معاد تدويرها، بما في ذلك زجاجات ​الماء​، والبلاستيك الصلب، والنفايات المنزلية.

و”لوكا” هي سيارة مدمجة بمحركين كهربائيين في ​العجلات​ الخلفية، ويمكن أن تصل سرعتها القصوى إلى 90 كيلومترا في الساعة ويبلغ قُطر عملها 220 كيلومترا. ويمكن تحويل الاستهلاك إلى حوالي 180 كيلومترا لكل لتر من ​البنزين​، بالإضافة إلى كفاءة المحركات، ويرجع ذلك إلى وزنها الخفيف حيث تزن السيارة 360 كيلوغراما فقط بدون بطاريات، وهو أقل من نصف وزن السيارات من الفئة نفسها.

بالإضافة إلى أن السيارة تحتاج فقط إلى 60 كيلوغراما من ​البطاريات​ مقابل مئات الكيلوغرامات للسيارات الكهربائية الأخرى.

ويتكون هيكل “لوكا” من لوحة متعددة الطبقات تم تطويرها بوساطة الطلاب بالتعاون مع العديد من الشركات، والجزء الخارجي مصنوع من ألياف الكتان الممزوجة بالبلاستيك والتي أخرجت من المحيط. وعلى الرغم من أن هذا المزيج كان في المحيط لسنوات عدة، ويتكون من أنواع مختلفة من البلاستيك، إلا أنه قادر على إعطاء الهيكل قوة كافية عند دمجه مع الألياف الطبيعية.

جوهر المادة مصنوع من زجاجات بلاستيك “Polyethylene terephthalate” معاد تدويرها. ولا يمكن إعادة تدوير هذه المادة أكثر من 10 مرات، لذلك يمكن إطالة عمرها الافتراضي بشكل كبير باستخدامها في السيارة.

ويتكون جسم السيارة من مادة “ABS” المعاد تدويرها، وهي مادة بلاستيكية صلبة تستخدم في العديد من المنتجات الاستهلاكية مثل الألعاب وأجهزة ​التلفزيون​ ومنتجات المطبخ.

وتحصل السيارة على لونها الأصفر من غلاف لاصق بدلا من الطلاء، كما يمكن أيضا إزالة هذا الغلاف دون ترك أي بقايا، ما يبقي البلاستيك نقيا ويجعل عملية إعادة التدوير النهائية أسهل.

أما النوافذ الجانبية والخلفية، فمصنوعة أيضا من مواد معاد تدويرها، وتمنح عملية إعادة التدوير النوافذ على الفور لونا أسود فاخرا. كما تم استخدام الكثير من النفايات في المناطق الداخلية، فعلى سبيل المثال، تحوي مقصورة “لوكا” على كرسيين مريحين للغاية مصنوعين حسب الطلب، وتتكون الوسائد من مزيج من شعر جوز ​الهند​ وشعر الخيل.

أما ​النسيج​ المحيط بها، فمصنوع من مادة “​البولي إيثيلين​ تيريفثالات” المُعاد تدويرها، لكنها تبدو وكأنها جلد سويدي. وتتكون وحدة التحكم المركزية من مادة بلاستيكية مضافة من النفايات المنزلية. ويشكل مظهر “لوكا” الرياضي المستدام مثالا لما يمكن عمله من المخلفات.

ويقول أحد أعضاء الفريق: “مع هذه السيارة نريد أن نظهر أن النفايات مادة قيّمة، حتى في ​التطبيقات​ المعقدة مثل السيارة”.

ويأمل الفريق من خلال هذا الاختراع توعية الناس بسلوكهم الاستهلاكي، وبالتالي المساهمة في تطوير اقتصاد إعادة التدوير.

مصدرالنشرة
المادة السابقةتجفيف السيولة بالليرة لن يحد من الطلب على الدولار
المقالة القادمةهذا ما طلبته وزارة الاقتصاد بخصوص السلع المحلية التي تعرض لأول مرة في الأسواق