تهوّر وزير التربية السابق وأزمة البنزين تهديدان لمستقبل العام الدراسي

يتميّز العام الدراسي بأزمة الوقود، التي ستطال كل الفصول وقد تتفوّق على وباء كورونا الذي حجز المجتمع بأكمله في المنازل. وفي ظل المجهول قرر وزير التربية السابق طارق المجذوب الّا يهتم بنتائج قراراته بوضع خطط ويشرّع مرحلة العودة الحضورية الى المدارس، تاركاً بذلك الاهل تحت سيطرة الذعر من هامش الـثلاثين بالمئة زيادات على الاقساط، في ظل تعمية الموازنات. هذا الجهل الذي يلعب بمصير الاهل والاولاد على حد سواء، ينتشر بين الاهالي في المتن، جبيل وكسروان، الذين يتناقلون الكتب لحل ارتفاع الاسعار على سعر الصرف الجديد. يشرح مدير مكتبة المركزية في جونية انه تم الاتفاق بين وزارة الاقتصاد ودور النشر على تقليص هامش سعر الصرف الى نسبة خمسة واربعين في المئة. ولكن على الاهالي سد فراغات لوائح الكتب على حد تأكيد جولي باز (جونية)، الضائعة في ظل المجهول الذي ضرب بيتها نتيجة قرار وزير التربية غير المدروس، فيتفتت راتب زوجها على عدد اولادها فلا يكفي لشراء كتاب بمئتين وخمسين الف ليرة وقرطاسية معاً.

غيوم وزارة التربية التي ترفرف في العالم الآخر، الفخورة بانجاز”اعلان فتح الابواب بقرار” لا تجيب روجيه (جبيل) عن مصروف الطعام اليومي لاولاده، وان كان سيكون بمقدوره تأمينه بما يتناسب مع الحياة الدراسية التي تختلف عن نمط الحياة المنزلية “التعليمية” في ثياب النوم امام الحاسوب. طالبت مديرة لجنة اهالي (كسروان ) رندا زيادة ادارة المدرسة التي ينتمي اليها اولادها بتقديم موعد الحضور الالزامي رأفة بالاهل، وخلقت شبكة لتبديل الكتب والملابس حتى مع جهلهم بموعد فتح ابواب المدارس. اذاً، عدم الاحساس بالضرر الواقع على الاهالي من قبل وزير التربية السابق طارق المجذوب في هذا الوضع الاقتصادي بالتزامن مع عدم حل الازمات الوطنية الاخرى لا يهدد فقط وصول التلامذة الى المدرسة في ظل غياب سياسة عامة متكاملة لضمان حق التعلم وتذليل العقبات، بل ايضاً سيعرض الاهالي كحال احلام سعيد (جبيل) الى ازمة مع المصارف التي تحجز اموالهم كمودعين مما سيمنعهم من دفع الاقساط التي يتعذر سحبها.

لا تغطي وزارة التربية كل الباصات التابعة للمدارس بصفيحة بنزين. تفعل فقط بتلك المسجلة بنمرة حمراء وذلك بتنكة بنزين اسبوعياً. ولذا سيجد اصحاب الباصات الخاصة صعوبة في حل أزمتهم المترافقة مع ازمة الوقود. الحلول لدى المدارس التي حاورتها “نداء الوطن” من حواضر البيت. مشكلة مصاريف المدرسة المضاعفة عن الاقساط، حتى مع المساعدات في الليرة اللبنانية تعصف في ذهن مدير مدرسة القديسة ريتا (المتن) الاب سمير غصوب. ومع ذلك، قرر ان لا تعديل على الاقساط احساساً بحال الاهالي. وكانت المدرسة في العام المنصرم قد حسمت نسبة ثلاثين بالمئة منه. تشجع المدرسة على تبادل الكتب بين التلامذة وذلك لعدم التغيير في لوائح الكتب أما القرار على صعيد الباصات التي تنقل التلامذة فمعلق بما يحمله المستقبل وبالنسبة الى وقود سيارات الاساتذة بعضها مؤمن من محطة وقودها وقد نفد منذ بضعة ايام مما يفتح كل الاحتمالات مستقبلاً بموضوع الوقود.

تختصر مديرة مدرسة العائلة المقدسة ساحل علما، الاخت داليدا حويك لـ”نداء الوطن” ما يواجه المدرسة في معادلة “الاقتصاد المتدهور في لبنان المرتبط بالازمة الصحية والذي ينعكس على مستقبل التعليم”. اوجدت المدرسة بعض الحلول على حد وصفها من الحاجات اللوجستية كالقرطاسية التي أمنتها المدرسة بارخص الاسعار الى الكهرباء لاضاءة الصف وتفعيل الالواح الاكترونية. علماً انها تدرك ان بعض الحلول كالتنقل المشترك بين الاهالي قد يؤدي الى انتشار كورونا. ينصح المسؤول التربوي في المدرسة الالمانية اللبنانية روني غاريوس الاهل بتسجيل اولادهم في منصة اللقاح للتخفيف من حدة الانتشار الا انه ألزم المدرسة بالاجراءات مع الحضور اليومي وتطعيم فريق العمل كله. غير انه لم يستطع ابعاد الكأس المرّة عن الاهالي والمتمثل بزيادة اربعمئة وخمسين دولاراً طازجة على الاقساط. فهل تحذو حذوه المدارس عندما تنتهي من وضع ميزانياتها؟

 

مصدرنداء الوطن - ريتا بولس شهوان
المادة السابقةمع أزمة الرغيف… أفران في صيدا القديمة أُقفِلت وفرن “محجوب” وحده صامد
المقالة القادمةمزيد من التفاقم لأزمة البنزين ومحطات تقفل أبوابها