جبق من مستشفى ضهر الباشق الحكومي: موازنة وزراة الصحة مقدسة والتقشف يمكن أن يلحق كل الوزارات إلا هي

تفقد وزير الصحة العامة جميل جبق، يرافقه مدير مكتبه حسن عمار ومستشاروه مستشفى ضهر الباشق الحكومي الجامعي في بلدة روميه – المتن، وكان في استقباله وزير السياحة أواديس كيدانيان، نواب المتن: إلياس حنكش، إدي معلوف، إدي أبي اللمع، ابراهيم كنعان ممثلا بالمحامي بول كنعان، قائمقام المتن مارلين حداد، نقيب الأطباء ريمون صايغ، نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، رئيس مجلس إدارة المستشفى ومديرها العام روجيه حاموش والهيئتان الإدارية والتمريضية وفاعليات متنية.

وبعد اطلاعه على أوضاع المستشفى وحاجاته، مفتتحا قسم تمييل القلب والقسطرة، أقيم احتفال بالمناسبة، تحت شعار “الصحة حقك نحنا حدك”.

حاموش

وألقى حاموش كلمة، شكر فيها “الوزير جبق على الزيارة، ودعمه للمستشفى، منذ توليه مهامه في وزارة الصحة، عبر تأمين جميع مستلزماته المنافسة مع القطاع الصحي الخاص، إن من جهة العزم على تأهيل بناه التحتية وتزويده بالمعدات الطبية المتطورة، عبر الهبات الدولية، أو من خلال تأمين سقوف مالية كافية له، الأمر الذي أدى إلى إعلاء الشأن الصحي فيه، بنحو يصبح معه يضاهي ما هو متوافر في أهم المستشفيات الخاصة العاملة في لبنان، التي تتمتع بقدرات مالية ضخمة، إذا ما قورنت بما تتمتع به هذه المستشفيات الحكومية”.

وقال: “الصحة حقك، نحنا حدك. هو الشعار الذي اعتمده قسم التواصل والتسويقِ في المستشفى، للاضاءة مجددا على الخدمات المقدمة في مركز الأمير الوليد بن طلال، لمعالجةالإدمان على المخدرات، في مستشفى ضهر الباشق الحكومي الجامعي، الذي تم تأهيله بهبة سخية من مؤسسة الأمير الوليد بن طلال الإنسانية، في العام 2010، والذي تلقى دعما مباشرا من وزارة الصحة العامة، عبر تخصيص سقف مالي مستقل له، فور المباشرة باستقبال مرضى فيه، في مطلع سنة 2013”.

وتطرق إلى الإنجازات، التي حققها هذا المركز الوحيد، في أي مستشفى حكومي في لبنان”، شاكرا جبق على “لفتته واهتمامه بهذا المركز بشكل خاص، كونه أوعز إلى المسؤولين في وزارة الصحة العامة، وفور تسلمه لمهامه على رأسها إلى ضرورة زيادة السقف المالي المحدد له فورا، من أجل عدم رفض أي مريض لبناني مدمن على المخدرات، راغب في التخلص من هذه الآفة المدمرة، بسبب معوقات مالية”.

وعدد حاموش مراحل “تطور المستشفى منذ العام 2000، عندما افتتح مركزِ علاجِ الكولستيرول الوراثي، بطريقة الامتزاز (LDL APHERESIS)، بالتعاون مع وزارة الصحة، وهو المركز الوحيد في لبنان، يتم فيه معالجة حوالي الخمسين حالة، مرورا بالتطوير في كافة المجالات الطبية والتقنية، وصولا إلى تجهيز مركز تمييل وقسطرة القلب، عام 2018″، مشيرا إلى أنه “المركز الوحيد، في أي من المستشفيات الحكومية في المنطقة، إلا أننا نعاني من عدم تحديد سقف مالي مستقل له، على الرغم من الوعود المتكرِرة التي وعدنا بها، والتي لم تنفذ حتى تاريخه، الأمر الذي أدى إلى استقبال الحالات الطارئة فيه فقط، وتحويل الحالات الأخرى إلى المستشفيات الخاصة، التي تتمتع بسقوف مالية خاصة، لمراكز تمييل القلب”.

إدي معلوف

وأثنى معلوف على “المطالب التي رفعها مدير المستشفى، في ما يتعلق بالسقف المالي والتجهيزات ومركز التأهيل”، مشددا على أن “الصحة لا يمكن تأجيلها، ويجب تأمينها ضمن المستويات المطلوبة، رغم الوضع الصعب للخزينة”، آملا أن “يكون لمنطقة أعالي المتن في المستقبل، مركزا لاستقبال الحالات الطارئة”.

حنكش

كما شدد حنكش على “أهمية دعم هذا المستشفى الحكومي الوحيد في المتن، خصوصا مركز معالجة الإدمان على المخدرات، الذي يعالج آفة اجتماعية كبيرة، والتي تتفاقم نظرا للوضع الاقتصادي المتدهور، وانعدام فرص العمل”.

كيدانيان

وأشار كيدانيان في كلمته إلى أن “هذا المستشفى هو المقصد الوحيد، لكل أبناء الطائفة الأرمنية، وهم يعالجون بأفضل التقنيات، وأفضل رعاية وتعاط مع المريض”، مبديا رغبته في أن “يقتطع من موازنة وزارة السياحة وإضافتها إلى وزارة الصحة، لأن الصحة ضرورية”.

إدي أبي اللمع

من جهته، أشاد أبي اللمع ب”جهود الوزير جبق”، آملا أن “تصل الطبابة الحكومية إلى مستوى راق، وأن يتم ترشيق لعمل المستشفيات، لتصبح قدوة ومثالا، ويكون فيها كل الناس سواسية”، معتبرا أن “التقشف ضروري في هذه الظروف، ولكن موضوع الطبابة بحاجة إلى حسن إدارة، وإلى تقوية القدرات الإدارية والعملية لهذه المستشفيات”، لافتا إلى أن “والترشيق هو موضوع دقيق، وبحاجة إلى تقنيات إدارية كبيرة، إضافة إلى التقنيات الطبية الأساسية، لأنه حان الوقت لنرتقي بموضوع الطبابة، لأن الشعب اللبناني يستحق ذلك”.

جبق

وفي الختام، تحدث جبق، فقال: “لا شك أننا نواجه في لبنان مشكلة أساسية. لقد زرت اليوم مستشفى بعبدا الحكومي، هذا المستشفى العريق، الذي بني عام 1902، والآن أتفقد هذا المستشفى، الذي يعد أيضا من المستشفيات العريقة في لبنان، والذي بني عام 1907، وكلنا يعلم أهمية المستشفيات الحكومية في لبنان، وأهمية الخدمات التي تقدمها للمواطنين، والتي تخفف أعباء صحية عنهم، وكلنا نعلم أن مستشفياتنا الحكومية متهالكة، ونحن مصرون في عهد فخامة الرئيس ميشال عون، أن نطور هذه المستشفيات، بما يطمح إليه الشعب اللبناني، لذلك بدأنا منذ ثلاثة أشهر، بجولات على المستشفيات الحكومية، ليس للسياحة إنما للاطلاع على أوضاعها وحاجاتها، ولنعمل على دعمها ونعززها، لتقوم بواجبها الوطني، لأن من حق المواطن اللبناني، المعالجة في مستشفى حكومي، وإذا لم يكن هذا المستشفى مؤهلا، لا يمكنه القيام بدوره”.

أضاف: “أنتهز هذه الفرصة، لأشكر نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة، لأن القطاع الاستشفائي الخاص، يقوم بمهمة 80 بالمئة من حاجة الشعب اللبناني، والأهم من ذلك، أن المستشفيات الخاصة، تستمهل حقها من مستحقاتها من وزارة الصحة والدولة لسنوات، ومع ذلك فهي تستمر في أداء واجبها، ولا ترفض مرضى وزارة الصحة”، واعدا ب”دفع هذه المستحقات مباشرة بعد الموازنة”.

واعتبر أن “مستشفى ضهر الباشق نموذجي، بالرغم من مبناه القديم، إنما الإمكانات المتوافرة فيه، خصوصا في قسم LDL Apheresis ومركز الديتوكس، والمهمة التي يقوم بها صعبة جدا، وكلنا يعلم أننا إذا لم نتكاتف جميعا، لاستئصال آفة المخدرات، التي عصفت بمحتمعاتنا ودمرتها، نكون بذلك ندمر بلادنا. ولاستئصال هذه الآفة، يجب معالجة المدمنين، وذلك يتطلب إدخالهم إلى مستشفيات متخصصة، وتأمين موازنة لذلك، ولا يمكن معالجتهم بالكلام والأمنيات بل بالطب والعلم”.

ولفت إلى أن “التقشف يمكن أن يلحق كل وزارات الدولة، إلا وزارة الصحة. وسنحمل شعار هذا الحفل اليوم “الصحة حقك نحنا حدك” إلى وزارة الصحة، كي لا يبقى أي مريض محتاج خارج المستشفى. وفي هذا الإطار وبالتعاون مع كل الكتل النيابية والممثلة بالحكومة، هناك توجه لدعم موازنة وزارة الصحة، لأنها تعني كل الشعب اللبناني، فالمرض لا يميز بين طائفة ومنطقة ودين وحزب، المرض يمكن أن يدخل إلى كل بيت، ويصيب الجميع، لذلك موازنة وزارة الصحة مقدسة، لتتمكن من تحمل أعباء الشعب اللبناني، سواء أكان في القطاع الخاص، الذي سننصفه- إن شاء الله- أم في القطاع العام، الذي نعمل عليه بقوة”.

وختم واعدا ب”رصد موازنة لمركز تمييل القلب في المستشفى، نظرا لأهمية موقعه الجغرافي البعيد عن زحمة السير، مما يسهل وصول مريض القلب إليه، وبرفع سقف تغطية مركز الديتوكس، ليستوعب أكبر عدد من المرضى، وزيادة عدد الأسرة، لاستئصال هذه الآفة من وطننا”.

بعد ذلك، تسلم جبق درعا تقديرية وأقيم كوكتيل بالمناسبة.

المادة السابقةاتحاد النقابات العمالية: مستمرون بالإضراب لحين إلغاء المادتين 54 و61 من مشروع الموازنة
المقالة القادمةفوعاني: نحن أمام فرصة أخيرة لتحقيق الإصلاح ومكافحة الهدر والفساد