تواجه منصة ديزني للبث التلفزيوني التدفّقي عبر الإنترنت مفارقة تقلص خسائرها خلال الربع الأول من 2023 مع تزايد أعداد الزبائن الذين علقوا اشتراكاتهم، ما يضعها أمام مفترق طرق صعب للحاق بالمنافسين في هذه السوق المتنامية.
وأعلنت شركة والت ديزني الأربعاء الماضي أنها خفضت خسائرها في البث المباشر بمقدار 400 مليون دولار في الفترة بين يناير ومارس عن الربع السابق، لكنها تخلصت أيضا من عدد من المشتركين، حيث هبطت الأرباح الفصلية تماشيا مع توقعات وول ستريت.
وساعدت زيادة الأسعار وخفض نفقات التسويق في تحسين أداء وحدة البث في ديزني، و
وجاءت معظم خسائر المشتركين من منصة ديزني+ هوتستار في الهند بعد أن فقدت حقوق بث مباريات الكريكت في الدوري الهندي الممتاز.
كما فقدت ديزني، التي تراجعت أسهمها بنحو 4.4 في المئة في تعاملات ما بعد الإغلاق، 300 ألف عميل في الولايات المتحدة وكندا، حيث زادت الأسعار في ديسمبر الماضي.
وقال بول فيرنا المحلل لدى شركة إنسايدر إنتليجنس لرويترز إن “المحللين توقعوا أن تضيف ديزني أكثر من مليون مشترك في الربع الأول”.
وتضغط وول ستريت على شركات الإعلام لجني أرباح بمليارات من الدولارات التي ضخّتها في البث المباشر في السنوات الأخيرة للتنافس مع نتفليكس.
ومع ذلك قال باولو بيسكاتور المحلل لدى بي.بي فورسايت “يبدو أن المستثمرين يركزون اهتمامهم على صافي إضافات المشتركين وتحقيق توازن دقيق بين اكتساب العملاء مقابل الأداء المالي وهذا ليس بالأمر السهل”.
وقالت إنجي هايدورن مديرة الصناديق في جي.بي بولهاوند إن السؤال المطروح على المستثمرين هو “هل المقايضات الناتجة عن انخفاض تكاليف التسويق تؤدي إلى انخفاض عدد المشتركين؟”.
وبشكل عام، جاءت أرباح ديزني المخففة للسهم عند 93 سنتا، بما يتوافق مع توقعات المحللين الذين استطلعت رفينيتيف آراءهم. وبلغت الإيرادات 21.82 مليار دولار، أعلى بقليل من توقعات المحللين البالغة 21.79 مليار دولار.
وسجلت الحدائق الترفيهية التابعة للشركة ازدهارا في عدد الزوار، حيث ساعد النمو في منتجع شنغهاي ديزني وديزني لاند باريس ومنتجع ديزني لاند في هونغ كونغ، على زيادة الدخل التشغيلي للوحدة بنسبة 23 في المئة عن العام السابق إلى 2.2 مليار دولار.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة بوب إيغر إن عملاق الترفيه “يخطط لتوسيع عروض البث بحلول نهاية العام الحالي من خلال تطبيق جديد يجمع بين ديزني+ المناسب للعائلة وخدمة هولو العامة للترفيه”.
وأوضح أن التطبيق الجديد سيعمل على تبسيط تجربة المشاهدة للمشتركين وفتح المزيد من الفرص للمعلنين وسيتم أيضًا إضافة خيار مدعوم بالإعلانات إلى ديزني+ في أوروبا بحلول نهاية العام.
وأعلن إيغر الذي عاد من التقاعد في نوفمبر الماضي ليرأس الشركة مرة أخرى في محاولة لإنعاش أعمالها، عن تجديدات في فبراير تضمن وعدا بإلغاء 5.5 مليار دولار من التكاليف جزئيًا من خلال تخفيض سبعة آلاف وظيفة.
وأكد إيغر خلال مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين “لقد بدأنا للتو في حك السطح في ما يمكننا فعله بالإعلان على ديزني+”، وأن “الشركة ستتجاوز الرقم 5.5 مليار دولار”.
وبينما تحاول ديزني إنشاء البث المباشر، تواجه أعمالها التلفزيونية التقليدية عقبات، فقد انخفض الدخل التشغيلي في الشبكات الخطية بنسبة 35 في المئة عن العام السابق إلى 1.8 مليار دولار.
وكان ذلك جراء ارتفاع تكاليف البرمجة الرياضية في منصة إي.أس.بي.أن وتراجع عائدات الإعلانات في منصة أي.بي.سي وفي باقي محطات التلفزيون المملوكة لها.
وتحدث إيغر عن المعركة القانونية الجارية مع حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، متسائلا عمّا إذا كان السياسيون المحليون يريدون لديزني توسيع وجودها في الولاية.
وقال “السؤال هو هل الدولة تريدنا أن نستثمر أكثر، وأن نوظف المزيد من الناس وأن ندفع المزيد من الضرائب أم لا؟”.
أنهى هذا القسم الربع مع خسارة تشغيلية قدرها 659 مليون دولار، مقارنة مع 1.1 مليار دولار في الربع السابق.
ولكن اللافت أنه في الوقت نفسه انخفض إجمالي عدد المشتركين في خدمة ديزني+ الرائدة بمقدار 4 ملايين إلى نحو 157.8 مليون.