روبوت الدردشة بين المعارف “الرقمية” والوظيفة المرجعية

بين ​الذكاء الاصطناعي​ والوظيفة المرجعية رباط ثقافي، قد يُستفاد منه في تكوين مجموع المعارف والمُدرَكات البشرية. بيد أن ذلك يشترط “صحة” الوظيفة المرجعية، في ​التكنولوجيا​ البالغة الحداثة في عصرنا الحاضر!…

وكذلك يشترط الطريقة الفُضلى لاستثمار التطور التكنولوجي الآتي إلينا سريعا كالبرق!.

فما هي الوظيفة المرجعية؟ وما دورها في البناء المعرفي؟…

الوظيفة المرجعية

تقوم اللغة بحسب رومان جاكبسون، على ست وظائف رئيسية، بينها الوظيفة التعبيرية، التي تتوافق مع عامل السياق، وتصف الحالة العامة، أو الكائن أو الحالة الذهنية.

كما ويمكن أن تتكون العبارات الوصفية للدالة المرجعيّة، من كل من الأوصاف الواضحة أو الكلمات المُخادعة على حدّ سواء… وأحيانا تكون قيمة الحقيقة مُتطابقة مع الواقع الافتراضي!.

المرجعية في الأدب

وأما الوظيفة المرجعية في الأدب، فتقوم على إظهار “الحالة العامة” السائدة خلال كتابة “النص الإبداعي”، والظروف المرتبطة بها، تسهيلا لفهم النص الأدبي.

وعليه، تكاد تكون رواية “الرغيف” التي أصدرها الأديب توفيق يوسف عواد، في العام 1939، الرواية ​العربية​ اليتيمة التي دارت أحداثها كلها حول الحرب العالميّة الأولى (1914).

فالحرب هذه، تُشكل “فضاء” الرواية، ومحور أحداثها، و”مرجع” أبطالها أو شخصياتها… وفيها تحضر الحرب بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة، اللبنانية والعربيّة، عطفا على خلفيتها الدولية بصفتها حربا عالمية…

كما وكتب شعراء النهضة وأدباؤها، قصائد ونصوصا عن المآسي التي شهدها العالم العربي خلال أعوام الحرب، بؤسا وجوعا ونزوحا… ولما سقطت “الهيمنة العثمانيّة”، راح الشعراء يمتدحون الثورة العربيّة الكبرى وأبطالها…

فأي دور اليوم، لـ”روبوت الدردشة”، أو الـ”chatbot” الجديد، الذي أُطلق عليه اسم “تشات جي بي تي” (ChatGPT) في مجال الوظيفة المرجعية وتاليا تكوين المعارف الإنسانية في عصر الذكاء الاصطناعي؟.

مرجعية روبوت الدردشة؟

لفت “روبوت الدردشة” انتباه “عشاق” التكنولوجيا في شتى أنحاء العالم، منذ طُرح للاستخدام المجاني، في أواخر تشرين الثاني 2022. وقد بلغ عدد مُستخدميه أكثر من مليونين مُنذ ذلك الحين، فيما وصفته بعض وسائل ​الإعلام​ بأنه “أفضل ما طرح من نوعه على الإطلاق”.

و”روبوت الدردشة”، هو برنامج يعمل بالذكاء الاصطناعي، فيتحاور مع المُستخدِم، ويجيب على ما يُطرح عليه من أسئلة في شكل مفصل. كما ويتذكر أيضا كل ما طُرح عليه من أسئلة خلال الحوار، الذي يتم وكأنه بين شخصين. وكذلك يسمح للمُستخدِم بتصحيحه إذا ما أخطأ، ويعتذر عن تلك الأخطاء…

وقد دربت الشركة ذلك النموذج، باستخدام كميات هائلة من المعلومات المُتاحة على شبكة “​الإنترنت​”، كما وعلى غيرها من المصادر العامة… وأمر التدريب هذا، ينسحب أيضا على حوارات ومُحادثات بين البشر، بحيث يستطيع الـ”روبوت”، أن يُنتج نصوصا أشبه بالنصوص البشرية. وتقوم التقنية المُستخدَمة في ذلك، على تعلم “خوارزميات” تقوم بتحليل عدد هائل من البيانات، ويعمل بصورة تُشبه الدماغ البشري.

و”الخوارزمية” هي مجموعة من الخطوات الرياضية والمنطقيّة والمتسلسلة اللازمة لحل مشكلة ما. وقد سُميت بهذا الاسم نسبة إلى العالم أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزمي الذي ابتكرها في القرن التاسع الميلادي.

وأما المُصطلَح المنتشر في اللغات اللاتينية والأوروبية، فهو «algorithm»، وفي الأصل كان معناه يقتصر على “خوارزمية” لتراكيب ثلاثة فقط وهي: التسلسل والاختيار والتكرار.

وللحديث صلة…

مصدرالنشرة - رزق الله الحلو
المادة السابقةوزارة الصناعة حددت سعر مبيع طن الترابة
المقالة القادمةارتفاع جديد بأسعار السلع الغذائية ابتداء من أول أيار