روسيا تلجأ إلى الهند لإنقاذ صناعاتها من قسوة الحظر الغربي

اضطرت روسيا كما هو متوقع إلى اللجوء لموردين من الأسواق القريبة منها في قارة لآسيا هربا من قيود العقوبات الغربية، التي أضرت بنشاط قطاعها الصناعي.

وكشفت مصادر مطلعة لرويترز الثلاثاء أن موسكو أرسلت قائمة بأكثر من 500 منتج للتصدير المحتمل إلى نيودلهي، تضم قطع غيار للسيارات والطائرات والقطارات ومجموعة أخرى من المواد الأولية.

ويقول محللون إن هذه الخطوة تعكس أن الحظر الأوروبي والأميركي ألقا بثقلهما على قدرة روسيا على الحفاظ على استمرار عمل الصناعات الحيوية.

وتعد القائمة مؤقتة، وليس من الواضح ما هي البنود الذي ستُصدر في نهاية المطاف ولا بأي كمية، إلا أن مصدرا حكوميا هنديا قال إن “قائمة الطلبات استثنائية من حيث تنوع مجالاتها”.

وأشار المصدر، لم تذكر رويترز هويته، إلى حرص الهند على تعزيز التجارة بهذه الطريقة، في ظل سعيها لتضييق العجز التجاري المتفاقم مع روسيا. غير أن بعض الشركات تعبر عن قلقها من أن هذا قد يعني انتهاكها للعقوبات الغربية.

وقال مصدر صناعي في موسكو، طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأمر، إن “وزارة الصناعة والتجارة الروسية طلبت من الشركات الكبيرة إمدادها بقوائم بالمواد الخام والمعدات التي تحتاجها”.

وأوضح أنه ستكون هناك حاجة للمزيد من المناقشات للاتفاق على المواصفات والكميات، مشيرا إلى أن هذا التوجه لا يقتصر على الهند.

وإلى جانب الصناعات العسكرية التي تشكل العمود الفقري للقطاع، فإن موسكو تعول على دور الصناعات عالية التكنولوجيا مثل إنتاج الإلكترونيات وقطاع تكنولوجيا المعلومات وبناء الماكينات.

كما أن قطاع التعدين والصناعات التحويلية وقطاع البناء والبنية التحتية للنقل تعد من المجالات التي تركز عليها الاستثمارات الروسية بكثافة.

وقال مصدران هنديان إنه “جرى تلقي الطلبات الروسية قبل أسابيع من الزيارة التي بدأها وزير الخارجية الهندي سوبرامنيام جاي شانكار إلى موسكو في السابع من نوفمبر الجاري”. ولم يتضح حتى الآن ما الذي ردت به نيودلهي على روسيا خلال الزيارة.

ولم تحذُ حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي حذو الدول الغربية في انتقاد موسكو علانية بسبب حربها في أوكرانيا، وعززت بشكل كبير مشترياتها من النفط الروسي مما خفف جانبا من تداعيات العقوبات.

وخلال زيارته لموسكو، أكد الوزير الهندي أن بلاده بحاجة لزيادة الصادرات إلى روسيا لتحقيق توازن في ميزان التبادل التجاري الذي تميل كفته لصالح روسيا.

وأعاقت العقوبات الغربية وصول الإمدادات لبعض المنتجات الحيوية إلى السوق الروسية مما يؤكد توقعات المحللين بأن قطاع الصناعة سيتعرض لهزات أكبر مع استمرار الحظر.

وتواجه شركات الطيران نقصا حادا في قطع الغيار لأن جميع الطائرات تقريبا مصنوعة في الخارج. كما أن هناك طلبا على قطع غيار السيارات بعدما غادرت شركات التصنيع العالمية السوق.

وقال مصدر في قطاع مبيعات السيارات في روسيا إن “وزارة التجارة أرسلت قائمة بقطع غيار السيارات التي تحتاجها البلاد إلى الوزارات والهيئات الحكومية ذات الصلة في دول أخرى من بينها الهند”.

وتظهر القائمة إلى جانب قطع غيار السيارات والطائرات، أنها تتضمن كذلك مواد أولية لإنتاج الورق والأكياس الورقية وعبوات البيع للمستهلكين والمواد والمعدات اللازمة لإنتاج المنسوجات بما في ذلك الخيوط والأصباغ.

وزادت واردات الهند من روسيا بنحو خمسة أضعاف إلى 29 مليار دولار في الفترة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا وحتى مطلع الأسبوع الماضي، مقابل ستة مليارات دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

وذكر أحد المصادر أن الصادرات في المقابل تراجعت إلى حوالي 1.9 مليار دولار من 2.4 مليار دولار.

وأضاف مصدر حكومي أن الهند تأمل في زيادة صادراتها لما يقرب من عشرة مليارات دولار خلال الأشهر المقبلة من خلال تلبية قائمة الطلبات الروسية.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةسوني تركب قطار ميتافيرس
المقالة القادمةآفاق قاتمة تحاصر نمو الشحن البحري العالمي