سعر الغاز الأوروبي لأدنى مستوياته منذ يونيو… وسط جهود لتخفيض الأسعار

تراجع سعر الغاز الأوروبي إلى أدنى مستوياته أمس الاثنين منذ يونيو (حزيران)، فيما كثف الاتحاد الأوروبي جهوده للتعويض عن نقص شحنات الغاز الروسي، حيث تحدثت عدة دول عن وفرة الاحتياطيات لديها أكثر مما كان متوقعاً قبل الشتاء.

وتم تداول العقود الآجلة لغاز «تي تي إف» الهولندي، الغاز الطبيعي المرجعي في أوروبا، بسعر 137.20 يورو للميغاواط/ساعة، عند حوالي الساعة 10.00 بتوقيت غرينتش (12.00 في باريس)، بعدما كان تراجع إلى 131.10 يورو وهو مستوى لم يُسجل منذ نهاية يونيو.

وقال المحلل لدى شركة «يو بي إس» UBS المالية جوفاني ستاونوفو، وفق وكالة الصحافة الفرنسية: «تمتلئ احتياطيات الغاز الطبيعي بشكل أسرع مما كنا نعتقد قبل بضعة أشهر».

في ألمانيا، أعلنت الحكومة مساء الجمعة أنها بلغت هدفها المتمثل في ملء 95 في المائة من الاحتياطيات، أي ما يؤمن استهلاك لشهرين في الشتاء.

ومن أجل التعويض عن التوقف الكامل لشحنات الغاز الروسي، تبنت الحكومة تدابير لتوفير الغاز تشمل زيادة استخدام الفحم وتقليل استهلاك المباني العامة وحث الشركات على القيام بذلك أيضاً. وكرست برلين أموالاً لشراء الغاز الطبيعي المسال. وستقدّم المفوضية الأوروبية الثلاثاء مقترحات جديدة للتخفيف من ارتفاع أسعار الطاقة وستراجع أيضاً العقود الآجلة لغاز «تي تي إف» الهولندي.

ويرى الاتحاد الأوروبي أن ارتفاع أسعار العقود الآجلة لغاز «تي تي إف» الهولندي حصل بسبب المضاربة وقلق المستثمرين، ما أدى إلى تضخم الأسعار «بشكل مصطنع». ولا يزال سعر الميغاواط/ساعة ضعفَي السعر الذي كان عليه في مطلع العام. وتريد المفوضية في غضون ستة أشهر إنشاء مؤشر بديل أكثر تمثيلاً لواقع الإمدادات وفعال للموسم القادم لملء الاحتياطيات. حتى حينه، توصي بروكسل «بآلية مؤقتة» لتصحيح الأسعار.

في غضون ذلك، يراقب المحللون الأحوال الجوية لتحديد التوقيت الذي سيحتاج الأوروبيون فيه إلى تشغيل التدفئة. ويشير المحللون في مجموعة Energi Danmark لتجارة موارد الطاقة إلى أن «اعتدال درجات الحرارة مؤخراً يعني أن الطلب لم يرتفع بعد».

على مستوى النفط، ارتفع سعر برميل خام برنت من بحر الشمال للتسليم في ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 0.32 في المائة ليبلغ 91.92 دولار، وسعر برميل غرب تكساس الوسيط للتسليم في نوفمبر (تشرين الثاني) بنسبة 0.20 في المائة ليبلغ 85.78 دولار.

منذ بداية الشهر، انتقلت أسعار النفط الخام من أسبوع زيادات ملحوظة أثارتها تخفيضات الإنتاج من قبل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها في «أوبك بلاس» إلى أسبوع انخفاض. ورأى المحلل لدى شركة «إكس تي بي» XTB وليد قضماني أن الأسعار «قد تستمر في التقلب في المستقبل القريب، لأن حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد» تؤثر على الأسعار.

في الأثناء، أفادت أحدث طلبات متاحة بأن من المتوقع أن تظل إمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا مستقرة أمس الاثنين. وأفادت الطلبات المنشورة من جانب شبكة كهرباء أوكرانيا حتى الساعة 11.‏11 مساء الأحد، أفادت بأن التدفقات عبر أوكرانيا ستبلغ 4.‏42 مليون متر مكعب يومياً، في تغير طفيف عن مستويات الأشهر القليلة الماضية، مع استقبال الإمدادات عند نقطة العبور الحدودية، بلدة سودجا.

كانت شركة غازبروم الروسية العملاقة للنفط والغاز قد حذرت الشهر الماضي أوكرانيا من أن مطالبها بالتحكيم بشأن مبالغ النقل يمكن أن تدفع روسيا إلى فرض عقوبات على شركة نفتوجاز الأوكرانية، ما يعرض نقل الغاز للخطر. ويأتي ذلك في أعقاب تضرر خط أنابيب نورد ستريم الروسي الممتد حتى ألمانيا، والمغلق منذ 31 أغسطس (آب) الماضي.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةالتضخم يهدد العالم… واحتمالات الركود الأميركي «100 %»
المقالة القادمةانطلاق المعرض والمنتدى الزراعي بمشاركة 45 دولة و450 مشاركا