سفينة سياحيّة وسيّاح على أرض طرابلس: المدينة تحنّ لدورها

أظهر الترحيب بالورود الذي قابل به أهل طرابلس زيارة الوفد السياحي من روسيا وأوكرانيا قبل أيام، تعطّش المدينة وأهلها للدور الذي كانت تؤدّيه سابقاً على كافة الصعد، بما فيه السياحي والخدماتي، كونها مدينة تتمتع بكل المقومات السياحية لا سيما الآثار التي تمتلكها والأسواق القديمة، وقد كانت وجهة أساسية للوفد الزائر. فوصول الباخرة السياحية الشراعيّة “running on waves” (الجري على الأمواج) إلى مرفأ طرابلس قبل أيام، يُعدّ حدثاً بحد ذاته، كونه يحصل للمرة الأولى منذ 8 سنوات، في وقت يحاول فيه مرفأ طرابلس – وهو مرفأ غير سياحي في الأصل – أن يتطور ويلعب الدور التجاري والإقتصادي لطرابلس من جهة وللبنان من جهة أخرى.

وأكد رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي لـ”نداء الوطن” إن “وصول عدد من السياح إلى طرابلس عبر مرفئها، ومع أنه ليس مشروعاً دائماً، لكنه يؤكد أن لبنان جاذب بسياحته، وخدماته، وتجارته، وزراعته وصناعته من طرابلس الكبرى، كما يؤكد أهمية طرابلس كمدينة سياحية قادرة على إقامة منظومة إقتصادية كبيرة كالتي نعمل عليها في غرفة التجارة والصناعة والزراعة”. وعن أهمية مرفأ طرابلس لمنطقة الشمال وللبنان وتطويره قال دبوسي: “بتوجيهات ورعاية الرئيس ميقاتي أعيد تفعيل مشروع تطوير المرفأ، وهو مشروع مهم يساعد المرفأ على لعب دور مهم بجو من التنظيم والحداثة والتكنولوجيا. ولا شك أنه مشروع إستثماري خدماتي في مرفأ لبناني قادر على لعب دور كبير لصالح الإقتصاد اللبناني”. أضاف: “نتطلع أن يكون المرفأ أيضاً مرفأً إقليمياً دولياً، ونراه بين طرابلس وعكار في المساحة الممتدة بمساحة21 كلم مربع، من مرفأ طرابلس وحتى مطار القليعات، حاجة للمنطقة، كما نرى ان لبنان بحاجة إلى مطار إقليمي دولي مواكب يكون على سبيل المثال لا الحصر يشبه مطار singapore”.

وتابع دبوسي: “في مشروع غرفة طرابلس ولبنان الشمالي لتطوير منطقة طرابلس الكبرى، درسنا هذه المساحة الممتدة بين طرابلس وعكار بطول 21 كلم وأقمنا ردماً افتراضياً لها وحوّلناها إلى مرفأ إقليمي- دولي يستوعب ملايين الحاويات. كما قمنا بتحويل مطار القليعات في عكار (طرابلس الكبرى) من 3 ملايين متر إلى 10 ملايين و 450 متراً عبر ردم البحر من مرفأ طرابلس إلى المطار، وفي الوقت نفسه، بنينا في الافتراضي منصة للنفط والغاز مقابل مصفاة طرابلس بتوسعة المنطقة الإقتصادية الخاصة من 500 ألف متر إلى 5 ملايين متر مع نقلها من الموقع الحالي إلى جهة المنظومة الإقتصادية في عكار بالقرب من المطار. هكذا نرى لبنان قادراً على خلق الإستثمارات الكبيرة وجاذباً لها، ومنصة لخدمة الشركات في المنطقة، كما نرى منطقة طرابلس الكبرى كمنظومة اقتصادية إستثمارية، جاذبة هي الأخرى للإستثمارات والأعمال، كما ستجذب السياح من مختلف البلدان، بما يجعل الشمال رافداً اقتصادياً مهماً للبلد”. وختم “في الإجمال، لا يمكن أن نتحول من واقع مأزوم إلى واقع أفضل تتحقق فيه مصالح المواطنين لا سيما تأمين الخدمات وفرص العمل، إذا لم نلعب دورنا في المنطقة ونكون شركاء في استثمارات دولية على أرضنا”.

مصدرنداء الوطن - مايز عبيد
المادة السابقةسوق “البالة” لمن استطاع إليه سبيلاً
المقالة القادمةإضراب موظّفي الدولة يشلّ الدوائر الحكوميّة ويزيد معاناة المواطنين