شركات الاتصالات الأوروبية تبحث عن مخارج لتعزيز الربحية

تواجه شركات الاتصالات الأوروبية تحديات مالية كبيرة، وتلجأ إلى عدة خيارات للتغلب عليها. ولعلّ عرض «فودافون» الثلاثاء لبيع أعمالها الإسبانية، هو أحدث خطوة من جانب هذه الشركات التي تحاول تعزيز صحتها المالية من خلال بيع الأصول ودمج الأسواق وبيع حصص للمستثمرين.

وتعمل شركات الاتصالات الأوروبية، الغارقة تحت ديون بمليارات اليوروات، في أسواق صغيرة شديدة التنافسية، على عكس نظيراتها في مناطق أخرى، مما يجعل من الصعب عليها تحقيق النمو.

فما هي الخيارات المتاحة أمام شركات الاتصالات للتوسع؟

1. الدمج

تحاول شركات الاتصالات الأوروبية كسر الجمود بشأن عمليات الاندماج منذ سنوات في مواجهة معارضة الجهات التنظيمية. وفي أوروبا، يوجد في العديد من البلدان أربع شركات اتصالات تتنافس على حصص في الأسواق الصغيرة، وهو ما يعادل عادة انخفاض الأسعار بالنسبة للمستهلكين ولكن ربحية أقل للشركات، كما يقول المحللون. ومن شأن عمليات الاندماج أن تقلل من عدد المشغلين، وتشعر الهيئات التنظيمية بالقلق من أن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وخيارات أقل، وانخفاض الجودة بالنسبة للمستهلكين، لا سيما إذا انضم لاعبان محليان إلى سوق واحدة.

وفي هذا الإطار، أعلنت شركتا الاتصالات الإسبانيتان «أورانج» و«ماسموفيل» عن اندماج بقيمة 19 مليار دولار في العام الماضي، ليكون بمثابة اختبار لمعرفة ما إذا كانت هيئات مكافحة الاحتكار في أوروبا أصبحت أكثر تساهلاً في الموافقة على الصفقات التي تقلل من عدد مشغلي شبكات الهاتف المحمول.

وكررت هيئة المنافسة في الاتحاد الأوروبي في يونيو (حزيران) مخاوفها بشأن مثل هذا الاندماج، مما يشير إلى أن مشغلي الاتصالات قد يحتاجون إلى تقديم حلول مهمة للحصول على الموافقة على الصفقة.

وقال المحلل في شركة «سي سي إس إنسايت»، وكيستر مان، إن «أورانج – ماسموفيل» هو «تحالف مهم لقطاع الاتصالات الأوروبي لأنه يمكن أن يفتح الباب أمام علاقات أخرى إذا تمت الموافقة عليه». وأضاف: «ربما أرادت المفوضية بعض الوضوح بشأن موقف (فودافون) على المدى الطويل في إسبانيا قبل اتخاذ القرار، لذا فإن أخبار اليوم يمكن أن تساعد في هذه العملية».

وأعلنت شركة «فودافون»، التي حاولت في وقت سابق شراء «ماسموفيل»، في يونيو عن دمج عمليات الهاتف المحمول البريطانية بقيمة 19 مليار دولار مع شركة «سي كيه هاتشيسون»، وتستعد لتدقيق طويل الأمد من قبل الجهات التنظيمية.

2. تصفية الأصول

في السنوات القليلة الماضية، قامت شركات الاتصالات ببيع الأصول غير الأساسية مثل شركات أبراج الهاتف المحمول لجمع الأموال. فقد أنفقت شركتا «أميركان تاور» و«سيلنكس» مليارات الدولارات لشراء أبراج الهواتف المحمولة. على سبيل المثال، حصلت شركة «تليفونيكا» الإسبانية على 7.7 مليار يورو (8.12 مليار دولار) لبيع أعمالها في مجال الأبراج. وتتطلع الشركات الآن إلى تفريغ الأعمال الأقرب إلى عملياتها الرئيسية.

هذا وتجري شركة «تليكوم إيطاليا» محادثات لبيع شبكتها لصندوق «كيه كيه آر» الأميركي مقابل نحو 24 مليار دولار في إطار تطلعها لخفض ديونها ووقف حرق السيولة.

من جهة أخرى، استحوذ مستثمرون من القطاع الخاص مثل رجل الأعمال الفرنسي، كزافييه نيل، على شركة الاتصالات «إلياد» الخاصة مقابل 3.7 مليار دولار في عام 2021، بعد الملياردير باتريك دراهي، الذي استحوذت شركته القابضة الشخصية على المالك المدرج لثاني أكبر مجموعة اتصالات في فرنسا «إس إف آر».

3. الشركات الأجنبية تشتري حصصها

إن ضعف شركات الاتصالات الأوروبية أعطى شركات الاتصالات في الشرق الأوسط الفرصة لتعزيز وجودها في المنطقة.

فقد أنفقت مجموعة الاتصالات السعودية «إس تي سي» وشركة «إي آند» الإماراتية، أكثر من 5 مليارات يورو (5.27 مليار دولار) في أربع صفقات في أوروبا في العام الماضي. وتتطلع شركة الاتصالات السعودية إلى زيادة حصتها في «تليفونيكا» إلى 9.9 في المائة، بقيمة 2.1 مليار يورو (2.2 مليار دولار)، لتصبح أكبر مساهم في مجموعة الاتصالات الإسبانية. كما قامت شركة «إي آند» الإماراتية بزيادة حصتها في «فودافون» إلى 14 في المائة في فبراير (شباط)، وكانت تسعى إلى زيادة الحصة إلى 2 في المائة.

مصدرالشرق الأوسط
المادة السابقةالاتحاد العربي للنقل الجوي يوقع اتفاقيتين مع «سيتا»
المقالة القادمةالأسواق «تقتنص الغنائم» بعد شظايا «حرب غزة»