شركات السيارات تنمي الابتكارات لمواجهة أزمة الرقائق

لجأت شركات صناعة السيارات للمرة للابتكار للحفاظ على بعض إنتاجها على الأقل والتخلي عن بعض الأنظمة وذلك لسد النقص في الرقائق الذي أدى إلى تعطيل المصانع وانفجار الأزمة.

وتخلت شركة “نيسان” عملاق صناعة السيارات الياباني عن تركيب أنظمة الملاحة في الآلاف من المركبات التي تحتوي عليها عادة بسبب النقص، ولم تعد شركة “رام” توفر في سياراتها البيك أب “1500” المرآة الخلفية القياسية “الذكية” التي تراقب النقاط العمياء. وتوقَّفت “رينو” أيضا عن تركيب الشاشات الرقمية كبيرة الحجم خلف المقود في سيارتها “أركانا” الرياضية متعددة الاستخدامات لتوفير الرقاقات.

وتعدُّ الأزمة اختبارًا تاريخيًا لقطاع السيارات، في الوقت الذي يحاول فيه تسريع التحول نحو السيارات الكهربائية الذكية، وعلى مدار عقود، واصلت شركات السيارات إضافة المزيد من الخاصيات المتطورة والأفضل، والآن، تتخلى عن بعضها، على الأقل مؤقتًا، لإنقاذ مبيعاتها.

وهذا التخلي يسلِّط الضوء على عمق المشكلات التي تواجه القطاع. وفي الأسبوع الماضي وحده، حذَّرت “بي.أم دبليو”، و”هوندا”، و”فورد” من تفاقم المشكلات نتيجة نقص الرقاقات.

وحذَّر مارك ليو، رئيس مجلس إدارة شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات في تصريحات صحافية، من أنَّ الأزمة لم تنتهِ بعد، وقال إن شركته، صانعة الرقاقات الأكثر تقدُّمًا في العالم، ستكون جزءًا حاسمًا من أيِّ حل، وإنَّها ستبدأ في تلبية الحد الأدنى من متطلَّبات عملاء السيارات بحلول يونيو، لكنَّه يتوقع أن يستمر نقص رقاقات السيارات حتى أوائل عام 2022.

لكن ببساطة لا يستطيع صناع السيارات الانتظار وكانت ردود أفعالهم هو تخصيص المكوِّنات النادرة للمركبات الأكثر ربحية ومبيعًا على حساب الطرازات الأخرى، وهو أمر تفعله شركات مثل “رينو” الفرنسية، و”نيسان” اليابانية.

وأشارت شركة “جنرال موتورز” إلى أنَّها صنعت بعض شاحنات “شيفروليه سيلفرادو” الصغيرة دون وحدة معينة مهمتها الاقتصاد في استهلاك الوقود، مما يكلف السائقين حوالي ميل واحد للغالون الواحد، وخفَّضت شركة نيسان إنتاجها من المركبات المزودة بأنظمة الملاحة المثبتة مسبقًا بمقدار الثلث، وفقًا لمصدر مطَّلع على الأمر.

ويتعين على مشتري سيارة رينو الرياضية “أركانا” أن يتقبلوا شاشة العرض الأصغر دون خارطة الملاحة، وأن يتخلوا عن خيار شحن الهاتف اللاسلكي. أما شركة “ستيلانتس” التي تشكَّلت من اندماج “فيات كرايسلر”، و”بي.أس.أي” فقد عدلت سيارة “رام 1500″، وجعلت مرآة الرؤية الخلفية الرقمية القياسية متاحة فقط كخيار تحديث، وفقًا لشخص مطَّلع على الأمر، كما تستخدم الشركة أيضًا أجزاء لا تتطلَّب رقاقات من شاحنتها الكلاسيكية لكي تحافظ على إنتاج النسخة الأغلى سعرًا. وخففت شركة “تسلا” الأسبوع الماضي من حدة الأزمة عبر التواصل مع مورِّدين جدد لأشباه الموصلات، ثم أعادت برمجة هذه الرقاقات سريعًا.

وتخزن شركات السيارات المركبات غير المكتملة، أو ما يعرف بـ”البناء الخجول” بلغة القطاع، للحفاظ على استمرار تشغيل خطوط الإنتاج، وفي هامترامك بولاية ديترويت الكبرى هناك منطقة تمتد عبر عدة مبان وتمتلئ بشاحنات فورد “150أف”، التي لا تحتوي على بعض الرقاقات، وقالت “جنرال موتورز”، إنَّها تخزن أيضًا المركبات غير المكتملة في انتظار أشباه الموصلات.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةاللبنانيون يربحون جولة في معركة استرداد الودائع المجمدة
المقالة القادمةجبارة: “طلب غير طبيعي” ناجم عن التهافت.. عزّز الإنقطاع الدوري في الأدوية